طموحات الدكتور محب الرافعي وزير التربية والتعليم عريضة وممتدة دون حدود، بالنسبة لما يجب ان تكون عليه المنظومة الواقعة في نطاق مسئولياته ومهامه المكلف بها، وما يتصور ان في امكانه وقدراته الوفاء بها وتحقيقها، وتحويلها من مجرد طموحات ورؤي إلي واقع محقق وملموس في المدارس وداخل رؤوس وعقول التلاميذ والمعلمين في كل مراحل التعليم. بداية يجب ان نعرف ان الوزير لا ينكر ان حال التعليم في كافة مستوياته أصبح لا يسر أحدا، وانه يعاني من أمراض وعلل كثيرة، ويري ان هناك صورا متعددة لهذه العلل وتلك الأمراض، التي انتابت التعليم وطفحت علي سطح الحياة في مصر كلها، وأثرت علي المجتمع كله بشكل واضح وظاهر وفج أيضا. من هذه الصور علي سبيل المثال وليس الحصر، تلك المأساة الفاضحة والمخجلة التي نراها ونلمسها طوال السنوات الماضية، والمتمثلة في عدم إجادة بعض التلاميذ للقراءة والكتابة، رغم انتهائهم من مرحلة التعليم الأساسي، وقضائهم ست سنوات علي الأقل في كنف وظل التعليم بالمدارس. ومنها أيضا ما نراه ونلمسه من غلبة أسلوب التلقين والحفظ وحشو العقل كطريقة ومنهج للتعليم في المدارس، وقلة الاعتماد علي تنمية طرق التفكير وتدريب التلاميذ وتشجيعهم علي البحث والاجتهاد الشخصي، واعمال العقل والابتكار والابداع،..، وهو ما يجب ان يتغير، وهو ما تسعي اليه الوزارة الآن. لا ينكرالوزير وجود هذه الظواهر السلبية بل المرضية في العملية التعليمية، كما لا ينكر ان هناك حشوا كبيرا في المناهج، لا يتيح للمعلم الوقت الكافي للأخذ بالأساليب الحديثة في التعليم واتاحة الفرصة والوقت للتلاميذ للبحث والتفكير والابداع وتنمية المهارات،..، ويري ان ذلك لابد ان يتغير أيضا. وسلبيات أخري كثيرة يقر بوجودها الوزير، ويؤكد انه يسعي لتغييرها وإزالة أسبابها،..، ولكنه يري ان الأكثر أهمية من ذلك كله، هو ان المدرسة لابد ان تعود وبقوة إلي دورها التربوي، حتي تكون الوزارة بحق وزارة للتربية والتعليم،..، ويقول انه دون تربية والتزام أخلاقي وسلوكي من التلاميذ والطلاب لن يكون هناك تعليم جيد،..، ودون انضباط للمدرسة مديرا ومعلما وتلميذا لن يكون هناك أمل في تعليم علي الاطلاق. وفي هذا اتفق تماما مع الدكتور الرافعي لأن الخلل وغيبة الانضباط في المدارس زاد عن الحد،.، كان الله في عون الوزير.