لا أنكر انني غير متفائل.. بفاعلية وجدية الجهود الأمريكية لدفع عملية السلام في الشرق الأوسط . هذا الشعور يتملكني بتأثير تجاربنا المريرة مع السياسة الأمريكية غير العادلة علي مدي سنوات وسنوات، رغم هذا الواقع الأليم فإنني أجد نفسي متابعا للأنباء والتحليلات المتناثرة التي تمتلئ بها بعض وسائل الاعلام في أمريكا والدول الغربية وإسرائيل. ليس أمامي رغم شكوكي سوي ان أترقب ما يمكن أن يتولد عن هذا الموقف الأمريكي الذي يتحدثون عنه.. من تأثير علي تعنت اسرائيل وتمردها علي الشرعية والقوانين والمواثيق الدولية. شيء طبيعي ان تداعبني الآمال في إمكانية أن تستعيد الولاياتالمتحدة دولة القطب الواحد ضميرها وقيمها الأخلاقية.. بالإنتصار للحقوق المشروعة وللعدالة التي ينتهكها هذا الكيان الصهيوني المتمتع بحمايتها ودعمها وتأييدها. وارد ان يسألني البعض عن طبيعة وشكل هذه الأنباء التي أثارت انتباهي والتي أتمني وتتمني معي كل شعوب الدنيا أن يكون فيها شيء من الحقيقة . ردا علي هذه التساؤلات التي أري في تسليط الضوء عليها حقا من حقوق المعرفة أقول ان هذه الأنباء تتحدث عن تهديدات أمريكية موجهة إلي اسرائيل تتضمن اتخاذ خطوات أحادية لتحقيق السلام في الشرق الأوسط . هذا التحرك الأمريكي والذي جاء متأخرا يري أن غياب هذا السلام يساهم في انتشار العنف والإرهاب.. كما انه يعد عنصرا مهما في زيادة النفوذ الايراني وما يمثله من خطر علي المصالح الغربية في منطقة الخليج. أشارت هذه الأنباء إلي أن واشنطن ستلجأ إلي هذه الخطوات في حالة عدم تلقيها ردا من اسرائيل علي المطالب التي قُدمت إليها من أجل تحريك عملية السلام والتي تأتي في مقدمتها وقف الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة وفي القدسالشرقية. ذكرت أيضا ان واشنطن قد أمهلت اسرائيل حتي يوم الاثنين القادم لإرسال ردها. علي الجانب الآخر يبدو ان اسرائيل تري في هذه المطالب الأمريكية شيئا مغايرا تماما لما تعودت عليه من مساندة وتواطؤ ورعاية في كل ما تتخذه من اجراءات غير مشروعة ضد الفلسطينيين وحقوقهم . يدخل ضمن هذه الرعاية ..استخدام الفيتو في مجلس الأمن لوقف أي محاولة لاخضاعها للقانون الدولي أو حتي ادانتها علي الجرائم التي ترتكبها. لقد شجع هذا التدليل الأمريكي.. إسرائيل علي توجيه الاهانات إلي رموز الإدارة الأمريكية ومثال ذلك ما حدث لنائب الرئيس الأمريكي بايدن الذي استهزأت به عندما جاء لدفع عملية المفاوضات غير المباشرة مع الفلسطينيين بإعلان قيامها بعمليات استيطانية واسعة في القدسالشرقية. لم يقتصر الأمر علي ذلك بل ان بعض الصحف الاسرائيلية نشرت ان بعض المحيطين بالبلطجي »نتنياهو« رئيس وزراء اسرائيل تعمدوا توجيه الانتقادات إلي الرئيس الأمريكي أوباما بما في ذلك وصفه بأنه يمثل كارثة كبري لاسرائيل. احساس نتنياهو بخطورة هذا التوجه دعاه إلي مهاجمة هذا السلوك وإعلان رفضه له. بعض التقارير تقول أن الغيوم بدأت تخيم علي مناخ العلاقات الحميمة جدا التي تربط أمريكا بإسرائيل . في نفس الوقت الذي حذر فيه عدد من السفراء الاسرائيليين في الخارج من التشوه الذي أصاب صورة اسرائيل ومكانتها في دول العالم والذي تصاعدت حدته بتأثير الخلاف مع إدارة أوباما. توقع هؤلاء السفراء اقدام الاتحاد الأوروبي علي اتخاذ بعض الاجراءات المضادة للمصالح الاسرائيلية، تنبأوا بأن فشل مفاوضات السلام مع الفلسطينيين وقيامهم بإعلان دولتهم المستقلة سوف يلقي دعما وتأييدا أوروبيا. وحسب ما نشرته الصحافة الإسرائيلية فإن الطلبات العشر الأمريكية التي وُجهت إلي اسرائيل للرد عليها تُنبيء بتغييرات حقيقية في السياسة الأمريكية. تردد ان أربعة منها أصابت نتنياهو بصدمة شديدة حيث انها تتعلق بوقف الاستيطان في القدسالشرقية إلي جانب ابطال العديد من القرارات التي تم اتخاذها ضد التواجد الفلسطيني في المدينة.. كما شملت ايضا عددا من القضايا الأساسية ومنها رفع الحصار عن غزة واطلاق سراح الأسري وطرح قضايا الوضع النهائي والحدود علي مائدة المفاوضات. ليس من تعليق علي هذه الأنباء سوي القول بأن »العبرة في النهاية«.