اخشي ان يأتي يوم تدار فيه الجامعات الحكومية وفق المزاج والهوي والعلاقات والمصالح الشخصية المتبادلة.. نري احكاما قضائية واجبة التنفيذ لا تري النور، وقانون الجامعات لا يلتزم به ولا يحترم، ولا اقدميات ولا تخصصات علمية دقيقة أو كفاءات تحظي بالتقدير والاحترام. عندئذ تكون الجامعات قد وأدت رسالتها بنفسها وتخلت عن ريادتها ومسئولياتها في التعليم والتربية والبحث العلمي. ولا اجد حرجا في الافصاح عما آل اليه حال الجامعات الحكومية، أو الجامعات الخاصة أو المعاهد العالية والمتوسطة الخاصة.. أمانة القلم تحتم ذلك فالحال لا يسر، وفي نفس الوقت حق الرد مكفول مع الاحتفاظ بحق التعقيب وصولا إلي الحقيقة. جامعة الزقازيق: تم نقل استاذ محاصيل بقسم الانتاج النباتي بمعهد الكفاية الانتاجية إلي قسم الاقتصاد المنزلي بكلية التربية النوعية. وتسلم العمل في 7 سبتمبر 9002 وبعد اسبوعين من نقله اصدر له د.ماهر الدمياطي رئيس الجامعة قرارا بتعيينه وكيلا للكلية لخدمة المجتمع وتنمية البيئة علي الرغم من وجود اساتذة اساسيين بالكلية واقدم منه في شغل وظيفة استاذ، ويبدو ان لهذا الاستاذ قدرات خاصة فقد اصدر رئيس الجامعة قرارا اخر بتعيينه وكيلا للكلية لشئون التعليم والطلاب، أي بعد اقل من ثلاثة اشهر من تاريخ تعيينه وكيلا للكلية لشئون البيئة وخدمة المجتمع، والراسخون في العلم يقولون انه سيخلف العميد الحالي بعد انتهاء مدة العمادة . المثير للدهشة انه ورد للجامعة مناقضة من الجهاز المركزي للمحاسبات بتاريخ 8 يوليو الماضي، تفيد بأن نقل استاذ المحاصيل إلي كلية التربية النوعية مخالف للقانون وطلب الجهاز عرض الامر علي اللجنة العلمية الدائمة المختصة بالمجلس الاعلي للجامعات لابداء الرأي وانضم إلي هذا الرأي المستشار القانوني لرئيس الجامعة. وجاء رد اللجنة العلمية المختصة بأن النقل مخالف للمادة 28 من قانون الجامعات مع التوصية بإلغاء النقل وعودة استاذ المحاصيل إلي معهد الكفاية الانتاجية لاختلاف مواد الدراسة. وضرب رئيس الجامعة بقرار اللجنة العلمية المختصة عرض الحائط مؤكدا ان مجلس الجامعة سيد قراره.. »!!«. وماكنا نعتقد انه من المستحيلات ان يحدث .. فقد حدث واصبح من السهل نقل استاذ الطب إلي الحقوق، واستاذ الزراعة إلي الاداب، واستاذ الصيدلة إلي التربية ، والفضل في هذا إلي الجامعة الرائدة جامعة الزقازيق..»!!«. الحكاية الثانية: من قسم اللغة الانجليزية في كلية الاداب جامعة بنها، ولنا مع هذه الكلية جولات وصولات.. معروف ان قسم اللغة الانجليزية يشرف عليه استاذ مساعد لعدم وجود اساتذة بالقسم، انتهج المشرف نهجا فريدا قرر اقتسام تدريس جميع المواد في الفرق الاربعة بين اثنين من المدرسين وذلك علي حساب الطلاب الغلابة فالمقرر الدراسي الذي يوزع فيه كتاب واحد ب 52 أو ثلاثين جنيها أصبح كتابين سيشتريهما الطالب ب 05 جنيها . ولم يراع المشرف علي القسم قيام مدرسين بتدريس مواد في غير تخصصاتهم الدقيقة، مثلا مدرس المسرحية يقوم بتدريس الشعر، مع التبادل في الفصل الدراسي الثاني. واختص المشرف لنفسه بوضع متميز، حيث يقوم بتدريس 91 منهجا دراسيا بعدد 91 كتابا، كالآتي: اربعة مناهج في كلية الآداب، و7 مناهج في كلية التربية ومنهجين في التعليم المفتوح واربعة مناهج بالدراسات العليا ومنهجين بدبلوم الترجمة إلي جانب الاشراف علي القسم. ويقوم سوبر مدرس بتدريس ستة مناهج بالاداب، واربعة بالتربية والتدريس في كلية التجارة »القسم الانجليزي« وتصل إلي 02 ساعة اسبوعيا، إلي جانب اشرافه علي كلية التربية وتولي مسئولية الارشاد الاكاديمي للطلاب، إلي جانب وجود مدرسة مضي عليها اكثر من 02 سنة ولم تتقدم للترقية إلي وظيفة استاذ مساعد وتقوم بتدريس 11 منهجا دراسيا..»!!« وقد سمعنا، والعهدة علي الراوي ولم يعرف عنه الكذب، ان عميد الكلية قد بارك هذا التوجه الحميد للمشرف، معللا بأنهم لم يلجأوا إلي هذا لان المرتبات ضئيلة ولديهم متطلبات معيشية والخير يعم علي الجميع. واقول لمعالي وزير التعليم العالي، ارجوكم لاتسرف في الحديث عن جودة الاداء.. والسعي الحثيث إلي انتاج خريج متميز.. ينافس اقرانه في اسواق العمل المحلية والعالمية.. فالكتاب يقرأ من عنوانه.. لقد اصبح التعليم العام والجامعي »سمك، لبن، تمر هندي« أو أشبه بخلطة فوزية.. وكله عند المصريين تعليم.. »!!«