لماذا التصقنا بهذه الحياة بطريقة واحدة.. وبأسلوب واحد.. وبجمود واحد؟ ومن الذي كبلنا بهذه القيود التقليدية التي حولت حياتنا لبرنامج يومي وشهري وسنوي بائس وغير قابل للتغيير؟ وماهي الأشياء والمواقف، والتجارب التي حاصرتنا عبر السنين، وتركتنا مستسلمين ُمقيدة أرجلنا بسلاسل قد تكون من الحديد.. وقد تكون من نتاج البشر ؟ اسئلة تدور ولابد أن تدور بعقلي وعقلك، وأن نحاول أن نبحث لها معا عن إجابات شافية تغنينا من داء الروتين ورتابة الملل، وتخفف من حدة رؤيتنا المادية البحتة لكل ماحولنا ومن حولنا ! أسأل نفسك.. قبل أن تسأل غيرك، ما الذي عكّر الصفاء بداخلك؟ وماالذي زرع في عمقك جذور الغضب؟ ومن الذي انتزع منك أحلامك البريئة والمثالية والطفولية؟ فتش ستجد أنك لم تكن الضحية، بل كنت أنت الجاني علي نفسك.. كن صادقا مع ذاتك ستجد أنك أهملت كل جميل بداخلك، وأجهضت كل أمانيك، واستبعدت كل قدراتك، ووأدت إبداعاتك، وأنكرتك تفاؤلك، واستدعيت كل إحباطاتك! والآن.. فكل ما أدعوك إليه أن تقف في لحظة تأمل في حياتك، لحظة تستلهم فيها إيمانك، وتتحدث إلي ربك، وترتل دعاؤك، لحظة تسنتشق فيها نفسا عميقا من أكسجين الحياة والحب والأمل والرغبة.. الرغبة في أن تعيد ولادة نفسك الجميلة من جديد، وأحلامك الجميلة من بعيد.. دعنا نخلد للهدوء، دعنا نسترخي من وجع الضغوط، ودعنا نستمتع بما منحه لنا الرب من عطايا ومزايا، دعنا نستسلم لقدرنا الرحيم.. دون غضب أو ألم بل برضا وتقبل وتبسم وتفتح ووعي. حياتنا جميلة إذا أردنا لها نحن أن تكون.. ومتشحة بالسواد إذا اخترنا نحن لها أن تكون ! كل ماعليك أن تراهن علي حريتك بشجاعة، وتتحدث لنفسك بصراحة، وتغير ظروفك بإرادة، وتنقذ كل جميل بداخلك بإصرار، وأن تحب من يحبك، وتقدّر من يؤمن بك، وتسامح من ظلمك، وتغفر لمن سرق أمانك . إن بداخلك قدرة هائلة علي التغيير.. وعلي تحويل لحظات الفشل إلي نجاح، وأوقات السقوط في الكبوات إلي نهوض للإنجازات، وأن تؤمن بأنك قادر علي تخطي الأزمات والارتبكات عبر إيمانك وأحلامك، وعواطفك الإنسانية الرائعة، وأن بإمكانك أن تفعل المستحيل.. غير حياتك.. وحقق المستحيل. مسك الكلام.. حياتك محصلة أفعالك، ونجاحك محصلة إصرارك، وسعادتك محصلة إيمانك!