واشنطن لا تستبعد تدخل الاتحاد الافريقي عسكريا

جباجبو يطلب من قوات الأمم المتحدة وفرنسا مغادرة ساحل العاج أوروبا تدعو الجيش لدعم وتارا .. وبان كي مون: بقاء جباجبو »استهزاء بالديمقراطية «

طلبت حكومة رئيس ساحل العاج لوران جباجبو المنتهية ولايته من قوات الامم المتحدة والقوات الفرنسية لحفظ السلام مغادرة البلاد، في الوقت الذي تكثفت فيه الضغوط الدولية الساعية لإجباره علي تسليم السلطة الي منافسه الحسن وتارا غداة المعارك الدامية التي وقعت بين انصار الجانبين وأسفرت عن مقتل نحو 03 شخصا. وتظاهر مئات الاشخاص من أنصار جباجبو أمس في لندن احتجاجاً علي »تدخل فرنسا والامم المتحدة« في شئون ساحل العاج.
وهددت الولايات المتحدة بفرض عقوبات علي جباجبو وأسرته ودائرته المقربة سواء بشكل فردي او بالاتفاق مع شركائها " اذا ما استمر في سيطرته غير المشروعة علي السلطة". وقال وليام فيتزجيرالد المسئول بوزارة الخارجية الامريكية عن شئون غرب افريقيا إن الاقتراحات بتدخل الاتحاد الافريقي عسكريا ليست مستبعدة. واضاف ان دولا افريقية وعدت جباجبو بتدبير "خروج سلس" الي منفي اذا ما وافق علي التنحي. وقال فيتزجيرالد "هناك علي الأقل عرض افريقي واحد بخروج سلس لكن الامر يعود له (جباجبو) في قبوله .. يجب عليه الخروج الان قبل ان تحدث اشتباكات واسعة النطاق فعلا وقبل ان تلاحقه اتهامات (بانتهاك) حقوق الانسان واساءة استخدام السلطة". وأوضح فيتزجيرالد أن من المرجح ان ينقل العرض الي جباجبو من خلال جان بينج رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي
من جهته، دعا الاتحاد الأوروبي جيش ساحل العاج علي "وضع نفسه تحت سلطة" الحسن وتارا الذي اعترفت الأسرة الدولية بفوزه في الانتخابات الرئاسية المثيرة للجدل التي جرت في 28 نوفمبر الماضي. في حين، قال السكرتير العام للأمم المتحدة بان كي مون إن السماح ببقاء جباجبو في الرئاسة سيكون "استهزاء بالديمقراطية" ، وحذر من مغبة شن أي هجمات علي قوات الأمم المتحدة المنتشرة في هذا البلد. واضاف "سأقول بشكل واضح ومباشر: اي محاولة لعرقلة عمليات الامم المتحدة او حصار فندق جولف (مقر حكومة وتارا) لن تكون مقبولة بتاتا".وأكد ان قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة "ستحمي المدنيين وستعمل بالتنسيق الوثيق مع حكومة ساحل العاج علي حماية امن وسلامة المسئولين الحكوميين المهمين ومن بينهم السيد وتارا ومسئولو الهيئة الانتخابية". وحذر الجانبين المتنافسين في ساحل العاج من "اللجوء إلي اي تحرك في الشارع". في السياق ذاته، دعا رئيس الحكومة الكينية رايلا اودينجا الدول الافريقية الي ازاحة جباجبو عن الرئاسة بالقوة اذا تطلب الامر ذلك. ودعت المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا جباجبو الي نقل السلطة "علي الفور" الي "الرئيس المنتخب" وتارا.
وتعمل مفوضية اللاجئين التابعة للامم المتحدة علي إعداد خطة طوارئ تحسبا لنزوح المزيد من اللاجئين من ساحل العاج، وذلك بعد نزوح اكثر من اربعة آلاف لاجئ بالفعل الي ليبيريا. من جهته، قال الان توسان المتحدث باسم جباجبو إن الأخير ليست لديه نية للتخلي عن الرئاسة، وقال "لقد انتخب (جباجبو) لخمس سنوات ولن يترك السلطة الا في 2015" واستنكر توسان الدعوة التي وجهها الاتحاد الاوروبي إلي جيش ساحل العاج للتمرد علي جباجبو ودعم وتارا، مشيرا إلي أنها دعوة "غير مسئولة بالمرة ومخزية". وقال "جيش ساحل العاج جمهوري وهو مخلص للمؤسسات في الجمهورية. وأكد "لا يمكننا السماح لحكومات أجنبية بالتدخل في شئوننا". واتهم الاتحاد الاوروبي بالدعوة الي حرب أهلية في ساحل العاج. في السياق ذاته، اتهم الجيش في بيان قوات الأمم المتحدة في ساحل العاج بتقديم دعم عسكري للقوي المؤيدة لوتارا و بالتخلي عن موقفها " كقوة تدخل وعدم انحياز".