رفضت الأممالمتحدة طلب الرئيس المنتهية ولايته في ساحل العاج لوران جباجبو برحيل قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة والقوة الفرنسية (ليكورن) من هذا البلد. وقال السكرتير العام للأمم المتحدة بأن كي مون إن بعثة المنظمة الدولية في ساحل العاج ستؤدي مهامها وستواصل مراقبة كافة انتهاكات حقوق الإنسان و(أعمال) التحريض علي الكراهية، وقال في بيان إنه يشعر بالقلق الشديد حيال الهجمات التي شنها رجال مسلحون يرتدون زيا عسكريا علي مقر القوات الدولية والهجوم الذي استهدف أمس الأول مراقبين عسكريين تابعين للأمم المتحدة علي يد مواطنين شبان ما أسفر عن اصابة اثنين من المراقبين. وحذر من عواقب شن هجمات علي هذه القوات مشيرا إلي انه سيكون هناك تداعيات تطال الذين نفذوا او دبروا مثل هذه الأعمال او الذين سيقومون بها مستقبلا. وتأتي تصريحات بان كي مون بعد أن طالب جباجبو -في بيان عبر التليفزيون الرسمي - برحيل القوات الدولية المؤلفة من 10 آلاف جندي والقوات الفرنسية المؤلفة من 900 جندي في ساحل العاج، واتهام جباجبو قوات الأممالمتحدة بأنها تشكل عاملا لزعزعة الاستقرار وبنقل اسلحة إلي حركة القوات الجديدة (المتمردة سابقا) الموالية لوتارا، إضافة إلي القيام بأعمال لا تتفق مع تفويضها.. من جهته، وصف جيوم سورو رئيس حكومة الحسن وتارا طلب انسحاب القوات الدولية بأنه خطوة سخيفة واستبدادية بالكامل من جانب رئيس مهزوم وقال الكل يعلم ان جباجبو لا يملك اي صفة تخوله طلب مغادرة القوات الفرنسية او الدولية لأنه لم يعد رئيسا للبلاد. وادان ما وصفه ب جنون حقيقي قاتل من شأنه ان ينشر الخراب وينشئ رواندا اخري في ساحل العاج.. وكانت الضغوط الدولية قد كثفت لاجبار جباجبو علي تسليم السلطة خاصة بعد وقوع معارك دامية بين انصار الرئيسين المعلنين أدت إلي مقتل نحو 30 شخصا وتصاعد المخاوف من احتمال عودة الحرب الأهلية التي شهدتها البلاد في 2002- 2003 وكانت السبب وراء ارسال القوات الدولية كقوات فصل. وكانت الأزمة السياسية في البلاد قد أخذت منحني جديداً بعد ابطال المجلس الدستور في البلاد، اعلي هيئة قضائية في ساحل العاج، نتائج جولة الإعادة بالانتخابات الرئاسية في عدة دوائر واعلانه فوز جباجبو في حين أن اللجنة الانتخابية كانت قد اعلنت فوز وتارا ما ادي إلي تشكيل حكومتين موازيتين في البلاد. . ولم تقتصر تداعيات الأزمة في ساحل العاج - المستعمرة الفرنسية السابقة- علي هذه الدولة فحسب بل شهدت العاصمة الفرنسية (باريس) مظاهرات نظمها المئات من رعايا ساحل العاج المناصرين لوتارا مطالبين المجتمع الدولي وفرنسا ب طرد لوران جباجبو من ساحل العاج وكتب علي لافتة رفعها متظاهرون نعم لحق تدخل فرنسا لطرد جباجبو. وجاءت هذه المظاهرات بعد اخري نظمتها مجموعة من انصار جباجبو في لندن احتجاجا علي تدخل فرنساوالأممالمتحدة في شئون ساحل العاج، ووصف اثنائها المتظاهرون الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بالارهابي.. في السياق ذاته، تجمع المئات من انصار جباجبو في ابيدجان ورددوا هتافات ضد القوتين الدولية والفرنسية، في الوقت الذي دعا فيه معسكر وتارا انصاره إلي مواصلة التعبئة علي الرغم من فشل محاولات تنظيم مسيرتين إلي مقري التليفزيون والحكومة اللذين يسيطر عليهما معسكر جباجبو. في تطور اخر، دعا المجلس الأعلي للائمة في ساحل العاج إلي الهدوء بعد هجومين بقنابل يدوية شنهما رجال يرتدون زيا عسكريا علي مسجدين واسفرا عن مقتل شخص واصابة اخرين.