رفض الرئيس المنتهية ولايته في ساحل العاج لوران جباجبو الإذعان لضغوط الأسرة الدولية أو لمنافسه الحسن وتارا الذي أمهله حتي منتصف ليل أول أمس للتخلي عن رئاسة البلاد. وقال جباجبو في خطاب بمناسبة السنة الجديدة "لن نذعن للضغوط"، منددا "بالمحاولة الانقلابية التي تجري تحت راية المجتمع الدولي".إلا أنه مد يده للحسن وتارا المعترف به دوليا وقال "ولي زمن الحرب، اليوم هو زمن الحوار". وأعلن عن إنشاء "لجنة مكلفة بتقييم حصيلة أعمال العنف التي تلت الانتخابات". واستبعد جيوم سورو زعيم حركة التمرد السابقة ورئيس حكومة وتارا احتمال انسحاب جباجبو بهدوء، مؤكدا أنه "مقتنع بأن القوة وحدها" يمكن أن تبعده، مضيفا "نجحنا في فرض قبول حكم صناديق الاقتراع في بلدنا أي في إحلال الديمقراطية". في غضون ذلك يعود وفد المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا "إيكواس" الذي يضم رؤساء بنين وسيراليون والرأس الأخضر غدا إلي أبيدجان. وحذرت سيراليون من أن اللقاء المقبل مع جباجبو سيكون "الأخير". وأعلن المتحدث باسم الجيش النيجيري الكولونيل محمد يريماه أن القادة العسكريين في مجموعة "إيكواس" "التقوا الثلاثاء والأربعاء الماضيين لبدء الاعداد لعملية عسكرية لنزع السلطة من جباجبو ومنحها لوتارا إذا فشلت جميع وسائل الإقناع السياسية"، إلا أنه أكد أن ذلك سيكون "الخيار الأخير". من جانبه قرر الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات علي 59 شخصا من المقربين من جباجبو، أصبحوا ممنوعين من الحصول علي تأشيرات دخول لدول الاتحاد. في نفس السياق، حذرت المفوضة العليا لحقوق الإنسان بالأممالمتحدة نافي بيلاي جباجبو ومسئولين كبار في البلاد من أنهم قد يواجهون مسئولية جنائية عن انتهاكات لحقوق الإنسان. وقالت بيلاي في بيان صادر في جنيف إنه "لم يعد بمقدور رؤساء الدول وغيرهم من الشخصيات ذات النفوذ الاطمئنان إلي أنهم يستطيعون ارتكاب انتهاكات فظيعة والإفلات من العقاب". جاء ذلك في وقت طلبت فيه العديد من الدول الغربية من رعاياها مغادرة ساحل العاج "في أسرع وقت ممكن"، بينما أعربت الأممالمتحدة عن قلقها من أن تشهد الساعات الأولي من العام الجديد مواجهات مسلحة، قد تعيد البلاد إلي دائرة الحرب الأهلية.