لا أري أبدا في تشريح المجتمع المصري وسيلة جيدة لإجتذاب مشاهدي السينما أو التليفزيون أو القراء. أصبح دور الفن أو الصحافة نشر الغسيل القذر أمام العالم.. وإنحصر فن السينما أو الصحافة إياها في العشوائيات وفوق اكوام الزبالة و الشباب والشابات المتعاطين للمخدرات، وغيرها من سلبيات كل المجتمعات وليست مصر وحدها. ولأننا نحب أن يشار الي مصر بأنها دولة ديمقراطية، أو أن نتمتع فعلا بالديمقراطية، فأصبح السب والقذف والصور الفاضحة والفساد والاشاعات القذرة هي صحافتنا.. ثم نقوم بتصنيفها الي صفراء وسوداء.. قومية وحزبية. وحتي نثبت أن الديمقراطية هي عنوان الفن.. قام صناع السينما بتقديم الفساد علي أنه عنوان المجتمع.. وأن أكوام الزبالة أصبحت شوارعنا. وأن التحرش أصبح سلوك كل الشباب في مصر. ولأن الشباب هم مستقبل هذه الأمة فلا داعي أبدا لأن أقدم لهم كل هذه المبالغات سواء بالتصوير أو بالكلمات المستفزة في دور السينما أو الصحافة إياها ليصاب بالاحباط والاكتئاب حتي أصل به الي أن يسب ويلعن البلد الذي يعيش فيه. الإعلام مسئول عن البناء لا الهدم.. التطوير لا العودة الي الوراء.. وحديثي بسبب عدد من الافلام شاهدتها بالصدفة خلال اسبوع واحد، بالاضافة الي الصحف إياها التي أقرأها بحكم عملي وكانت كلها تبعث برسالة تقول انه علينا ان نهجر من أوطاننا ونبحث عن أهل غير أهلنا وبيت غير بيوتنا. مازلت أحب مصر.. أذكر سلبياتها.. أتمني أن تتجاوز كل المحن.. عندي أمل في شباب مصر، وقبل كل شيء عندي أمل في الله الذي ذكرنا في القرآن مرتين.. مصر وأهلها مازالوا بخير ما دامت الدنيا. رجاء النمر [email protected]