كتبت الاسبوع الماضي عن مناقشات الكنيست الاسرائيلي لسياسة »نتنياهو« والتي عرقلت المفاوضات المباشرة مع الفلسطينيين.. وكان رد »نتنياهو« علي منتقديه بأن السبب هو رفض الفلسطينيين الاعتراف بيهودية اسرائيل. ورغم كراهيتي لوزير خارجية اسرائيل »ليبرمان« فانه اكثر الاسرائيليين وضوحا في توضيح الحقيقة بدن »رتوش«.. فقد تحدث عن ان الحكومة والدولة الاسرائيلية تسعي الي التخلص من عرب 84 عن طريق تبادل الأرض والسكان.. وهو ما يعني طرد السكان العرب من ديارهم تحت شعار المبادلة.. وليس »نتنياهو« أول اسرائيلي يطالب بيهودية الدولة فقد طالبت بذلك تسيبي ليفني زعيمة المعارضة كما ان ايهود باراك وزير الحرب يساند هذا الموقف. وقد سبقهم جميعا بن جوريون مؤسس دولة اسرائيل.. ووصفهم بأنهم سيكونون طابورا خامسا. لقد أمضي »نتنياهو« حياته السياسية وهو يعارض إقامة دولة فلسطينية.. كما عارض محادثات أوسلو منذ بدايتها.. والاعتراف بيهودية الدولة الاسرائيلية ليس اعترافا بوجود »إسرائيل« ويهوديتها.. ولكنه إسقاط لحق العودة للاجئين الفلسطينيين.. وطرد من بقوا في أرضهم اثناء عملية الطرد الكبري خلال نكبة 84.. وحصلوا فيما بعد علي الجنسية الاسرائيلية.. ويشكلون الآن خمسها.. ويقضي الاعتراف علي حملتهم الرامية الي اصلاح الدولة وتحويلها الي ديمقراطية.. ويعطي لنتنياهو سندا في وصمهم بأنهم طابور خامس.. وطردهم بعد ذلك الي الضفة الغربية أولي دولة فلسطينية مؤقته.. في مقابل الاحتفاظ بمستوطنات الضفة الغربية المتوغل بعضها عمقا في الأراضي الفلسطينية.. وقد بدأ الساسة الاسرائيليون مخططهم بتعديلات علي قانون الجنسية. بدون الاعتراف بيهودية الدولة الاسرائيلية محاولة لطرد من تبقي من العرب الفلسطينيين من ديارهم.. والقضاء علي حق العودة.. والاحتفاظ بالقدس في ايدي اسرائيل.