اعترف بانني كنت مخطئاً ومتفائلا أكثر من اللازم عندما اعتقدت ان المفاوضات المباشرة هي نهاية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.. فالقيادة الإسرائيلية كما وصفها الكاتب والصحفي الأمريكي اليهودي »توماس فريدمان« تبدو كمجموعة من الاشخاص الذين يقودون سيارة وهم مخمورون.. وقال ان اسرائيل في حاجة إلي من ينبهها ويفيقها من اوهامها.. فإنه جنون محض ان تواصل بناء المستوطنات في الضفة الغربية.. والمساكن في القدسالشرقية المتنازع عليها. لقد دار نقاشا منذ أيام بالكنيست الإسرائيلي حول سياسة رئيس الوزراء »نتنياهو« والتي تسببت في العزلة الدولية التي تعانيها اسرائيل.. لعجزه عن دفع مفاوضات السلام.. وقالوا انه فنان في اقامة اللجان للموضوعات التي يعجز عن التوصل فيها إلي صيغة مناسبة كقائد قوي حتي يتهرب من حسمها.. واضافوا ان نتنياهو بدأ أخطاءه من اليوم الاول عندما عين »ليبرمان« وزيرا للخارجية.. وهو وزير فنان في تدمير العلاقات الجيدة بين اسرائيل والخارج. وهاجم اعضاء الكنيست »نتنياهو« واتهموه بخداع المواطنين والسعي لاضاعة فرصة التوصل إلي اتفاق سلام دائم مع الفلسطينيين.. وعن الاستجابة إلي أدني وأبسط الشروط للمفاوضات.. واشاروا إلي تصريحات الرئيس الاسرائيلي »بيريس« والتي دعا فيها الي وقف المماطلات والتوجه إلي تسوية موضوع الاستيطان تتيح استئناف المفاوضات محذرا من ان الوضع الحالي كارثي لإسرائيل. ورد »نتنياهو« علي منتقديه بأن علي الإسرائيليين ان يكفوا عن جلد الذات.. فالفلسطينيون هم المشكلة لانهم يثبتون يوميا انهم غير ناضجين للسلام.. وان القيادة الفلسطينية، بمن في ذلك ما يسمي بالمعتدلين، لم يوافقوا علي حق اسرائيل في الوجود كدولة للشعب اليهودي. ولكنهم لا يجاهرون بهذا الموقف ويحاولون التستر عليه من خلال وضعهم شروطا مسبقة علي المفاوضات. وان احراز السلام التاريخي مع الشعب الفلسطيني يتطلب تغيير نهج السلطة الفلسطينية والاعتراف بإسرائيل دولة الشعب اليهودي.. وللحديث بقية.