رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو وضع نفسه في مأزق صعب عندما أراد ان " يكحلها فعماها " كما يقولون !! لاحظ نتنياهو منذ فترة ان شعبيته بدأت تتراجع وتصاعدت تهديدات احزاب اليمين المتطرف بالانسحاب من ائتلافه الحاكم . وكان الحل من وجهة نظره هو تقديم رشاوي سياسية للشارع اليميني الاسرائيلي وقيادات التطرف في حكومته من امثال وزير الخارجية أفيجدور ليبرمان . هكذا ، قرر نتنياهو نسف مفاوضات السلام المباشرة مع الفلسطينيين من خلال رفضه تجديد تجميد الانشطة الاستيطانية . بهذا الموقف تحدي رئيس الوزراء الاسرائيلي التوجهات الامريكية واغضب العناصر المعتدلة نسبيا في اسرائيل وخسر تماما ثقة ما يسمي بمعسكر الاعتدال العربي .. ولم يتوقف نتنياهو عند هذا الحد ، بل أقدم علي خطوة مروعة اخري أثارت غضب الكثيرين ضده سواء داخل اسرائيل أو خارجها عندما أقرت حكومته هذا القانون العنصري البغيض المسمي بقانون المواطنة والذي يفرض علي جميع مواطني اسرائيل ومن يرغبون في جنسيتها اداء قسم الولاء لها باعتبارها دولة يهودية . اشتعل غضب الفلسطينيين داخل الخط الاخضر والذين يحملون الهوية وجوازات السفر الاسرائيلية كما انتقدت قوي سياسية عديدة داخل اسرائيل هذا القانون باعتباره خطوة نحو الفاشية وانتقدته العديد من عواصم العالم حتي الموالية لاسرائيل.. وحاول نتنياهو تخفيف المعارضة لهذا القانون فأعلن انه سيسري علي كل من يطلب الجنسية الاسرائيلية سواء كان عربيا او يهوديا وان هذه الاضافة ستلغي او تقلل الطابع العنصري لقانون المواطنة . وكانت النتيجة علي عكس ما أراد نتنياهو .. فقد احتجت الاحزاب الدينية اليهودية واتهمته بوضع شروط لاكتساب اليهود للجنسية الاسرائيلية .. وقال أبيشاي برافرمان وزير شئون الاقليات في حكومة نتنياهو ان القانون سيئ في الاصل والاضافة عليه جعلته أسوأ لانها وسعت حلقة العداء لاسرائيل لتشمل أوساطا يهودية تضم اليسار وجمعيات حقوق الانسان المحلية والعالمية وحتي المنظمات اليهودية في الولاياتالمتحدة . وقال موشيه جفني عضو الكنيست عن حزب يهودوت هاتوراه ان نتنياهو يقدم علي تصرف مجنون وينشغل في تفاهات تثير الفرقة بين يهود العالم واسرائيل .. وقبل أيام ، شارك 30 نائبا وعشرات من الادباء والمثقفين واساتذة الجامعات الاسرائيلية في تجمع احتجاجي بالكنيست اتهموا خلاله نتنياهو بالولاء لوزير خارجيته ليبرمان وطالبوه بالغاء هذا القانون العنصري .. باختصار ، يعيش رئيس الوزراء الاسرائيلي الان حالة من الحصار بين منتقديه الاسرائيليين واعضاء حكومته وعرب 48 وشريك المفاوضات الفلسطيني بالاضافة الي يهود امريكا والعالم !! لهذا السبب ، يتوقع بعض المراقبين الاسرائيليين والعرب ان يلجأ نتنياهو لالقاء كرسي في الكلوب ومحاولة الهروب من هذا الحصار حتي ولو بطريقة جنونية والارجح ان تكون هي الاقدام علي عملية عسكرية جديدة في غزة بالتحديد .. ومما يدعم هذا الرأي مزاعم نتنياهو حول وجود صواريخ مضادة للطائرات في غزة وقوله ان هذه الصواريخ الفلسطينية تهدد الطيران الحربي والمدني في اسرائيل وان السلاح الجوي الاسرائيلي يواجه بالفعل الان صعوبات عند تنفيذ طلعات جوية في نطاق قطاع غزة . هكذا ، يعجز نتنياهو عن مواجهة الحقيقة ويحاول الهروب الي الامام حتي ولو كان ذلك في اتجاه الكارثة .. !!