قبل أكثر من خمس سنوات، حط الفراعنة رحالهم علي هذه الأرض المدفون فيها أغلي المعادن لاسيما الذهب الذي تمتلك هذه البلاد أكثر مناجمه وأغلاها وأغناها. حتي ان ملك الأشانتي وهي القبيلة الأكبر في هذه البلاد يملك من المكانة والتأثير ما لا يعطي لغيره حيث يجلس علي عرش الذهب في أدغال القارة السمراء.. وحين وصل الفراعنة أو زعيمهم الفني وقتها حسن شحاتة إلي هذه البلاد في مطلع عام 8002 دفاعا عن لقب الأمم الأفريقية، كانت تسبقهم رهبة وسمعة وبطولة حازوها علي أرضهم، وبقيادة إدارية ماهرة من سمير زاهر قائد دولة الجبلاية وقتها ومساعده ورفيق درب انتصاراته حازم الهواري، وهناك كتب الفراعنة علي أرض كوماسي أروع الانتصارات في أجمل البطولات. كثيرة هي أسرار هذه الرحلة التاريخية والتي رأينا من المهم كثيرا والمفيد للمنتخب الوطني أن نستدعي بعض ذكرياتها ونحاول الكشف عنها سعيا لفك رموز حجر كوماسي لقراءة مخطوط الفراعنة المدفون في أعماق بابا يارا..! بابا يارا هو اسم ستاد كوماسي الذي احتضن ثورة الفراعنة قبل خمس سنوات والتي انتهت إلي قتل كل الأسود والأفيال والتماسيح والنمور وصقور الجديان وكل من وقف في طريق الفراعنة. كنت هناك شاهدا علي روعة أداء نجوم مصر في هذه البطولة، ومن طرائف وذكريات هذه الرحلة التي تتجدد اليوم مع الفراعنة، ما كان يطلق علي ستاد »بابا يارا« بين أعضاء البعثة الذين كانوا يسمونه ملعب شوقي غريب، وذلك نسبة إلي أن ابنة مدرب المنتخب تدعي »يارا« ومن ثم فإن »بابا يارا« وهو شوقي غريب يملك الكثير من مفاتيح اللعب علي أرض هذا الملعب حيث كانت كلمته مسموعة ومؤثرة لدي المدير الفني الكابتن حسن شحاتة.. سألت شوقي غريب عن هذا السر الذي دفنه الفراعنة علي إيده في أرض »بابا يارا« وكيف يمكنهم أن يستخرجوه منها مساء أول أيام العيد.. الثلاثاء القادم إن شاء الله وهم يواجهون نجوم غانا السوداء بحثا عن مجد جديد وأكبر.. نحو المونديال، وما يمكن أن ينصح به نجوم مصر خاصة أن منهم حاليا ثمانية لاعبين كانوا ضمن من دفنوا سر الفراعنة في أرض »بابا يارا« قبل خمس سنوات وأبدعوا كثيرا، ويعرفون مكان هذا السر التاريخي جيدا، وماذا يقول مدرب منتخب مصر السابق للجهاز الفني الحالي بقيادة الأمريكي بوب برادلي. يذكرني شوقي غريب بما كنا عليه في هذه الرحلة بشوق شديد وذكريات محفورة حقا في الوجدان، والتي استدعي لنا بعضها مؤخرا الكابتن سمير زاهر صاحب أفضل الإنجازات في تاريخ الكرة المصرية ببطولة الأمم الأفريقية، شفاه الله وعفاه.. يتذكر غريب هذه الأيام مداعبا ذاكرة ووجدان وائل جمعة وزملائه السبعة: محمد أبوتريكة وحسني عبدربه وأحمد فتحي وعمرو زكي وسيد معوض وأحمد المحمدي ومحمد صبحي، والذين كان لهم وجود مؤثر في رحلة 8002 بكوماسي وتشملهم مع زملاء جدد رحلة المنتخب اليوم إلي بلاد الذهب والأشانتي. يقول شوقي غريب: يااااه.. كانت أجمل بطولة ولعبنا فيها أقوي وأمتع كورة في تاريخ الكرة المصرية.. كانت أقوي من 6002 وأجمل وأروع من 0102، رغم فوزنا في كل مرة بالكأس، وأقول للاعبين وأنتم تنزلون إلي ملعب »بابا يارا« ويتذكر شوقي الاسم ضاحكا افتكروا جيدا ان علي هذه الأرض قد تم أجمل العروض وأدهشتم الدنيا كلها وفزتم علي أسود الكاميرون بالأربعة (4/2) وعلي السودان ثم زامبيا بالثلاثة وكسبنا أنجولا 2/1 وقهرنا أفيال كوت ديفوار ودورجبا بالأربعة.. وأبهرنا أفريقيا كلها ثم حصلنا علي الكأس بعد فوز جديد علي أسود الكاميرون. ويؤكد شوقي غريب أن مستر برادلي والجهاز المعاون له يعرف بالتأكيد كل شيء عن فريقنا وقدرات لاعبينا وأيضا درس نجوم غانا جيدا، ووضع الاستراتيجية المناسبة للعب ضدهم، والمهم من اللاعبين ومنهم 06٪ كانوا معنا في 8002 الثقة والتركيز والانضباط السلوكي والتكتيكي والاصرار علي الفوز دون أي رهبة، أو خوف من أسماء نجوم غانا، فقد كسبنا الجميع علي هذه الأرض.. وسر الفراعنة مدفون فيها.. وربنا يوفقنا ونفرح مع منتخبنا يوم العيد بإذن الله.