دانيال كيرتزر شغل في التسعينات منصب سفير الولاياتالمتحدةالأمريكية لدي جمهورية مصر العربية، ثم بعد ذلك -وللمفارقة- شغل منصب السفير الأمريكي في إسرائيل، ومن ثم فإن الرجل يدري ويدرك تماما أبعاد الصراع العربي الإسرائيلي وخبايا القضية الفلسطينية الأزلية!! وفي ذلك ليس هناك ما يهم كثيرا، ولكن المهم هو ان هذا السفير الأمريكي الذي اشتهر بالهدوء ورجاحة العقل خرج منذ يومين وأعلن في تصريح لأكبر الصحف الأمريكية والعالمية -وأعني صحيفة الواشنطن بوست والتي تنحاز دائما إلي جانب إسرائيل- خرج دانيال كيرتزر ليقول بالحرف الواحد: »إن واشنطن تكافيء إسرائيل علي نهجها غير السوي بان تقدم لها المساعدات السخية لمجرد ان توافق إسرائيل علي وقف نشاطها الاستيطاني بشكل مؤقت ولفترة زمنية محددة، وذلك فيما يمثل سابقة تحدث لأول مرة في تاريخ العلاقات الدولية، ورغم ان النشاط الاستيطاني يستوجب -كما كان يجري في الماضي- توقيع عقوبات صارمة علي الجانب المخالف وليس ابدا تقديم مكافآت سخية« وفي ذلك، ورغم أهمية هذا التصريح من جانب دبلوماسي معروف مثل بلاده في كل من القاهرة وتل أبيب - رغم ذلك فان هذا لا يهم كثيرا لانه في النهاية يعبر عن حقائق الأوضاع والأمور وعن قيم الشرعية والعدالة التي تنشدها البشرية منذ فجر التاريخ.. وإلي يوم الدين! أما ما يهم كثيرا، وما ينبغي ان نتوقف عنده جميعا، وبالذات داخل العالم العربي والعالم الإسلامي، فهو ان السفير الأمريكي دانيال كيرتزر يهودي الديانة، وانه بهذا التصريح كان يجسد كل القيم التي ينبغي ان يكون عليها الإنسان الشريف، والأكثر من كل هذا فإنه بهذه الكلمات كان يصفع كل المسئولين الأمريكيين الذين يهرعون ويهرولون لمساندة إسرائيل رغم الانتهاكات الصارخة التي ترتكبها طوال أكثر من خمسين عاما!