في الذكري الثانية والستين للنكبة التي تحل بعد أيام، سألت مجلة "فورين بوليسي" الصادرة عن مركز كارنيجي للسلام الدولي كبار الدبلوماسيين الأمريكيين والفلسطينيين والاسرائيليين عن آرائهم في عملية السلام ومن الذي يتحمل مسئولية استمرار الصراع حتي اليوم. زبجنيو بريجينسكي (مستشار الأمن القومي للرئيس كارتر) ألوم الولاياتالمتحدة التي تعهدت عدة مرات باظهار الجدية في نشر السلام لكن الواقع أثبت أنه كان مجرد كلام. ما أقترحه هو اعلان التزام أمريكا ووضع اطار لعملية السلام تقوم علي أنه لا حق للاجئين الفلسطينيين في العودة وتخصيص القدسالغربية كعاصمة لاسرائيل والشرقية عاصمة لفلسطين مع سيطرة دولية علي المدينة القديمة ورسم الحدود وفق خطوط 67 مع بعض التغييرات الطفيفة المتبادلة وانشاء دولة فلسطينية منزوعة السلاح ترابط فيها قوات أمريكية أو قوات الناتو في الضفة الغربية. دانيال كيرتزر (السفير الأمريكي في مصر واسرائيل سابقا) ما تعلمته هو أن كل ما تحاول أمريكا تحقيقه في الشرق الأوسط هو نتيجة الفشل في عملية السلام بمعني أنه عندما تكون واشنطن نشطة دبلوماسيا علي صعيد عملية السلام فان الدول العربية تكون علي استعداد للمساعدة في قضايا أخري والعكس صحيح. صائب عريقات (رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية) أحمل مسئولية تعطيل السلام للاحتلال الاسرائيلي، لكن من المهم القول أن اسرائيل لم تواجه تحديا جادا لوقف سياساتها غير الشرعية ضد شعوب المنطقة ولهذا ألوم أيضا الأطراف الثالثة التي غضت الطرف عن الممارسات الاسرائيلية والذي من دونه ما كانت اسرائيل لتتمكن من توطين أكثر من نصف مليون مستوطن في الأراضي الفلسطينية المحتلة. مايكل أورين (السفير الاسرائيلي في أمريكا) ان تسمية الصراع الدائر بالصراع العربي الاسرائيلي هو تسمية مغلوطة لأن اسرائيل لديها اتفاقيتي سلام مع دولتين عربيتين والخصم الأكبر اليوم هو ايران. لا أعتقد أن القاء اللوم علي طرف ما يكون مجديا لكن في اعتقادي أن العقبة الرئيسية هي في اعادة السلطة الفلسطينية إلي مائدة المفاوضات اذ أننا لا نستطيع أن نحضر الفلسطينيين للجلوس معنا ومناقشة القضية. في رأيي أن الخطوة الأولي تكون بشعور الفلسطينيين والعرب بشكل عام أن المشاركة في مفاوضات مع اسرائيل تحمل لهم مكاسب. جيمس ولفنسون (المبعوث الخاص لفك الارتباط من غزة) المطلوب تدخل أمريكي من الرئيس نفسه لحل الصراع وبدون ذلك لن نصل إلي قريب. يوسي بيلين (أحد مؤلفي اتفاقية جنيف التي تؤسس لحل الدولتين) الغالبية من الفلسطينيين والاسرائيليين يؤيدون اتفاقية السلام لكن الأقليات الصغيرة تدفع ثمنا كبيرا لتفجير أي عملية سلام. أري أن القيادة في الطرفين تتحمل المسئولية لأنها لم تكن شجاعة بالقدر الكافي، وأعتقد أنه لو ما قتل اسحق رابين لكان السلام سائدا الآن. روبرت مالي (المساعد الخاص للرئيس بيل كلينتون للشئون العربية الاسرائيلية) لا توجد فكرة جيدة.. هذا هو خلاصة ما تعلمته، وفشل مفاوضات كامب ديفيد الثانية تقع مسئوليتها علي الأطراف الثلاثة.