جامعة سوهاج تنظم ندوه توعوية عن المشاركة السياسية في الانتخابات البرلمانية    المستشارة أمل عمار تدعو سيدات مصر للمشاركة بقوة في انتخابات مجلس النواب 2025    محافظ الإسماعيلية يتابع حملات سلامة الغذاء ويؤكد: «صحة المواطن أولوية»    رئيس الوزراء يتابع مستجدات الموقف التنفيذي لمشروع رأس الحكمة    وزيرة التضامن تعلن عن دعم مستشفى شفاء الأورمان بالأقصر ب10 ملايين جنيه    فيديو يثير الجدل.. ترامب يغفو خلال مؤتمر صحفي في البيت الأبيض    وزير النقل الأمريكي: السفر الجوي سينخفض إلى حد كبير    الأمم المتحدة: ندعم العملية الانتخابية في العراق ونشيد بحسن تنظيمها وإجراءاتها    أبرز ملفات الشرع في واشنطن.. «قانون قيصر» و«التعاون الدفاعي» يتصدران أجندة المباحثات    انطلاق حفل نهائي كأس السوبر المصري 2025 على ملعب محمد بن زايد في أبوظبي    «الداخلية»: ضبط صانعة محتوى رقصت بملابس خادشة على وسائل التواصل الإجماعي    ضبط 2.5 طن دقيق مدعم و2000عبوة عصائر وألبان وبسكويت منتهية الصلاحية بالإسماعيلية    «الداخلية» تكشف حقيقة فيديو «أطفال بلا مأوى» بالشرقية.. الأم تركتهم أثناء التسول    العثور على جثة شخص بها طلقات نارية في قنا    «الداخلية»: استعدادات أمنية مكثفة لتأمين انتخابات مجلس النواب 2025 بجميع المحافظات    وزير الثقافة يلتقي نظيره القطري لمناقشة عدد من المشروعات الثقافية    وزير الصحة يبحث مع ممثلي «الصحة العالمية» تعزيز جهود مواجهة الكوارث والطوارئ    محافظ قنا يترأس اجتماع لجنة استرداد أراضي الدولة لمتابعة جهود التقنين وتوحيد الإجراءات    المشاط: ألمانيا من أبرز شركاء التنمية الدوليين لمصر.. وتربط البلدين علاقات تعاون ثنائي تمتد لعقود    تحسين الأسطل : الأوضاع في قطاع غزة ما زالت تشهد خروقات متكررة    زلزال قوي يضرب الساحل الشمالي لليابان وتحذير من تسونامي    موفدو الأوقاف بالخارج يبادرون لأداء واجبهم الوطني في انتخابات مجلس النواب بمقار السفارات والقنصليات المصرية بالخارج    رئيس منتدى مصر للإعلام تستقبل رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام    «تنتظره على أحر من الجمر».. 3 أبراج تقع في غرام الشتاء    سمير عمر رئيس قطاع الأخبار بالشركة المتحدة يشارك في ندوات منتدى مصر للإعلام    مرفت عمر بلجنة تحكيم مهرجان ZIFFA في السنغال    محافظ البحيرة تتفقد مدرسة STEM.. أول صرح تعليمي متخصص لدعم المتفوقين    علاج مجانى ل1382 مواطنا من أبناء مدينة أبو سمبل السياحية    أحمد سعد يتألق على مسرح "يايلا أرينا" في ألمانيا.. صور    رسميًا.. موعد صرف معاشات شهر ديسمبر 2025 ل 11 مليون مواطن    رئيس الجامعة الفيوم يستقبل فريق الهيئة القومية لضمان جودة التعليم    محافظ المنيا وكابتن منتخب مصر يكرمان الأبطال المتميزين رياضيا من ذوي الهمم (صور)    ضبط تشكيل عصابي لتهريب المخدرات بقيمة 105 مليون جنيه بأسوان    ما حكم الخروج من الصلاة للذهاب إلى الحمام؟ (الإفتاء تفسر)    استلام 790 شجرة تمهيداً لزراعتها بمختلف مراكز ومدن الشرقية    امتحانات الشهادة الإعدادية للترم الأول وموعد تسجيل استمارة البيانات    أهم 10 معلومات عن حفل The Grand Ball الملكي بعد إقامته في قصر عابدين    تعزيزات أمنية واسعة استعدادًا لانتخابات مجلس النواب 2025 بالفيوم    «زي كولر».. شوبير يعلق على أسلوب توروب مع الأهلي قبل قمة الزمالك    القاهرة تحتضن منتدى مصر للإعلام بمشاركة نخبة من الخبراء    وجبات خفيفة صحية، تمنح الشبع بدون زيادة الوزن    الأوقاف توضح ديانة المصريين القدماء: فيهم أنبياء ومؤمنون وليسوا عبدة أوثان    تأجيل محاكمة 10 متهمين بخلية التجمع لجلسة 29 ديسمبر    «كفاية كوباية قهوة وشاي واحدة».. مشروبات ممنوعة لمرضى ضغط الدم    مئات المستوطنين يقتحمون باحات المسجد الأقصى والاحتلال يواصل الاعتقالات في الضفة الغربية    تشييع جنازة مصطفى نصر عصر اليوم من مسجد السلطان بالإسكندرية    قافلة «زاد العزة» ال 68 تدخل إلى الفلسطينيين بقطاع غزة    التشكيل المتوقع للزمالك أمام الأهلي في نهائي السوبر    أمين الفتوى: الصلاة بملابس البيت صحيحة بشرط ستر الجسد وعدم الشفافية    على خطى النبي.. رحلة روحانية تمتد من مكة إلى المدينة لإحياء معاني الهجرة    الزمالك كعبه عالي على بيراميدز وعبدالرؤوف نجح في دعم لاعبيه نفسيًا    مواعيد مباريات الأحد 9 نوفمبر - نهائي السوبر المصري.. ومانشستر سيتي ضد ليفربول    طولان: محمد عبد الله في قائمة منتخب مصر الأولية لكأس العرب    «لعبت 3 مباريات».. شوبير يوجه رسالة لناصر ماهر بعد استبعاده من منتخب مصر    معلومات الوزراء : 70.8% من المصريين تابعوا افتتاح المتحف الكبير عبر التليفزيون    قبل بدء التصويت في انتخابات مجلس النواب 2025.. تعرف على لجنتك الانتخابية بالخطوات    تعرف على مواقيت الصلاة بمطروح اليوم وأذكار الصباح    «الكلام اللي قولته يجهلنا.. هي دي ثقافتك؟».. أحمد بلال يفتح النار على خالد الغندور    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رسالة غامضة بخط يد الرئيس السادات!‏
نشر في الأهرام اليومي يوم 18 - 12 - 2010

قطع الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر شوطا مهما لوضع أساس لتسوية سلمية بين العرب وإسرائيل عبر الاتصالات مع القادة العرب ودراسة القضية الفلسطينية من مختلف جوانبها. إلا أن الصعوبات كانت ضخمة وفقا لما يرويه في‏'‏ يوميات البيت الأبيض‏'‏ التي خرجت إلي النور بين دفتي كتاب قبل أسابيع قليلة‏.‏ وفي الحلقة السابقة تناولنا مشاورات كارتر الأولي مع قادة مصر وإسرائيل والسعودية وسوريا والأردن لتحريك الموقف والبدء في إعداد خطة سلام شامل في الشرق الأوسط وإنطباعاته الإيجابية عن الرئيس الراحل أنور السادات واليوم نستكمل من اليوميات وصولا إلي الأيام التي سبقت مفاجأة الزيارة التاريخية التي قلبت موازين الشرق الأوسط‏.‏ ويوضح الرئيس كارتر حجم الضغوط والخلافات التي تعرض لها في علاقته مع اللوبي المؤيد لإسرائيل في واشنطن وتحذيره المبكر من العزلة التي تفرضها إسرائيل علي نفسها باستمرارها في فرض الأمر الواقع والاحتلال للأراضي العربية وإعاقة قيام الدولة الفلسطينية علي مدي أكثر من‏30‏ عاما فيما يري أن مصر كانت الدولة الأكثر مصداقية في السعي نحو التسوية السلمية وفي المفاوضات التي سعي من خلالها كارتر لعقد مؤتمر دولي للسلام في جنيف دون أن يحالفه النجاح في عام‏1977.‏
في التاسع من يونيو عام‏1977‏ بعد خمسة شهور من تقلده المنصب التقي كارتر بالسناتور الشهير هوربرت هيمفري في إجتماع حول الشرق الأوسط حيث أبدي السناتور رغبة في مساندة جهود السلام وقرر أن يصدر بيانا يؤكد فيه علي التزام الرئيس الجديد بدعم إسرائيل والإطار العام لمقترحات البيت الأبيض حول الشرق الأوسط‏.‏ وقد إقترح السناتور هيمفري علي كارتر التحدث إلي‏'‏ ارثر جولبيرج‏'‏ الذي تولي كتابة قرار الأمم المتحدة رقم‏242‏ وهو أساس لإي إتفاق في المستقبل بالمعني العام‏-‏ علي حد قول كارتر‏.‏ وفي إجتماع مع مجلس الأمن القومي حول الشرق الأوسط بعد ظهر اليوم نفسه ساد شعور بالصدمة بعد فوز بيجن في إسرائيل في ظل الضغوط الكبيرة التي تمارسها الولايات المتحدة علي كل الأطراف لتحقيق التسوية‏.‏ وقال إن نتيجة الانتخابات قد بدأت في توليد تيار معاكس في أوساط اليهود الأمريكيين وكانت لدينا رغبة في وقف التيار المعاكس من خلال الحصول علي دعم من مجلسي الشيوخ وقيادات الكونجرس الاخرين لتثبت ما نقوم به من جهود‏.‏ وفي الحادي عشر من يونيو اجتمع كارتر بجولبيرج من أجل التعرف علي الخلفية التاريخية للقرارين‏242‏ و‏338‏ ومن أجل التعرف علي وجهة نظره عما يجب أن تكون عليه الخطوط العامة للتسوية النهائية ومن اجل استطلاع امكانية ان يقدم جولبيرج العون للادارة الامريكية‏.‏ ويقول كارتر في يومياته انه قد وجد امامه رجلا واسع الاطلاع والالمام حتي بالاحداث الاخيرة في الوقت الذي كانت رؤيته متطابقة مع رؤية الرئيس الأمريكي‏.‏ ويقدم كارتر في الكتاب صاحب صيغة القرار‏242‏ وهو غير معلوم في وسائل الاعلام اليوم فيقول هو قاض من المحكمة العليا الأمريكية كان معارضا قويا لعقوبة الإعدام ثم طلب منه الرئيس جونسون الاستقالة من المحكمة العليا ليصبح سفيرا في الأمم المتحدة حيث كان واحدا من المشاركين في وضع صيغة القرار التاريخي‏242‏ بإعتباره اساسا للتسوية في منطقة الشرق الأوسط‏.‏ وكان جولبيرج أيضا رئيسا للجنة اليهودية الأمريكية‏.‏ وقال كارتر أنه قرر أن يعينه مستشارا خاصا حول شئون الشرق الاوسط وفي وقت لاحق كرئيس للوفد الأمريكي في مؤتمر بلجراد حول حقوق الإنسان‏(‏ في وقت لاحق عين كارتر جولبيرج مساعدا لوزير الخارجية‏).‏
مواجهة مع القيادات اليهودية‏-‏ الأمريكية
ويعطي الرئيس كارتر ملمحا عن توتر الجالية اليهودية‏-‏الأمريكية بشان مقترحات السلام‏-‏ وهو امر يقترب مما يحدث اليوم مع الرئيس أوباما‏-‏ حيث يقول أنه قد إجتمع أربعة من أعضاء مجلس الشيوخ الكبار علي رأسهم السناتور همفري في حضور نائب الرئيس ومستشار الأمن القومي زيجينو بريجينسكي حيث نجح الرئيس في إقناعهم بأن المخاوف في اوساط اليهود الأمريكيين يمكن التعامل معها ويمكن تجاوزها في حال قيامهم بدورهم كقيادات تؤيد ما يطرحه من مقترحات حول التسوية‏.‏ كما طلب كارتر ان تمارس القيادات دورها في إقناع بيجن بمعني السلام الذي يقول كارتر عنه أنه تنازلا كبيرا من جانب العرب وبالدولة الفلسطينية التي ستكون مرتبطة بالأردن وأن يتنازل الاسرائيليون عن الارض المحتلة في إطار تسوية سلمية شاملة‏.‏ ويخلص كارتر معلقا علي اللقاء‏'‏ ما لم أكن أنا والكونجرس علي توافق سيكون الأمر سيئا للغاية‏.‏ أعتقد ان الاجتماع كان مثمرا‏'.‏ ويعلق كارتر علي الهامش مسترجعا الاجتماع باليهود في الكونجرس قائلا‏'‏ السناتور ابي ربيكوف وايد موسكي وهوبرت همفري وسكوب جاكسون كانوا من القيادات المؤثرة بشدة في أوساط المواطنين اليهود‏.‏ وهذا الحوار بيني وبين اليهود الأمريكيين سوف يستمر علي مدي الثلاثين عاما التالية والمسألة الرئيسية التي أعتقد فيها هي السلام يمكن ان ياتي إلي إسرائيل وجيرانها فقط لو أقدمت إسرائيل علي سحب القوات السياسية والعسكرية من الاراضي المحتلة مثلما حددها قرار الأمم المتحدة والقانون الدولي والسياسة الأمريكية الرسمية‏.‏ لقد كانت وما زالت وجهة نظري أن الحدود بين إسرائيل وجيرانها علي أساس ما قبل حدود‏1967(‏ الخط الأخضر‏)‏ والممكن ان يعدل من خلال بعض مبادلات الاراضي مثلما يتقرر في محادثات السلام‏'.‏
رابين وبيجن وديان
في‏21‏ يونيو تلقي كارتر ردا من بيجن بقبول زيارة البيت الأبيض فيما توقع كارتر في يومياته أن يحاول رئيس الحكومة الإسرائيلية الجديد إقناعه بالتخلي عن مشروع التسوية الشامل‏-‏خاصة الانسحاب من الضفة الغربية‏.‏ وقبل يوم واحد من زيارة بيجن في التاسع عشر من يوليو يقول كارتر أنه فوجئ بطلب بيجن تناول وجبة‏'‏ كوشير‏'‏ كاملة في البيت الابيض فأمر بتجهيزها‏.‏ وفي اليوم التالي حضر بيجن وزوجته للبيت الأبيض في ظل توقعات بصعوبة تحقيق التفاهم بينهما إلا أن كارتر وجد في بيجن شخصا‏'‏ مخلصا‏'‏ و‏'‏متدينا‏'‏ و‏'‏متجانسا‏'‏ وقال أنه طالما أن التقارير الحديثة تشير إلي إتجاه الرأي العام الإسرائيلي نحو قبول تسوية مع العرب والمرونة حيال منظمة التحرير والضفة الغربية ويريدون السلام بشكل حقيقي فمن الممكن أن يغير بيجن موقفه في حال حصوله علي دعم من الولايات المتحدة ويخلص كارتر أن بيجن‏'‏ زعيم قوي مختلف عن رابين الذي يعتبر واحد من أكثر الشخصيات غير الفعالة التي قابلتها في حياتي‏'.‏ وفي هامش اليوميات يعيد كارتر النظر في رأيه ويقول إن رابين عاد في رئاسته الثانية للحكومة في التسعينيات ليبرهن علي أنه رئيس وزراء قوي وشجاع‏.‏ وقد طرح كارتر علي بيجن الخطوط العامة للتسوية التي تقوم علي‏'‏ سلام شامل يقوم علي القرارين‏242‏ و‏338‏ وإطار أوسع لتعريف السلام والذي يمكن ان يشمل الانسحاب من ارض محددة في ظل إظهار أطراف شريكة في العملية نوايا طيبة وضرورة خلق كيان فلسطيني‏'.‏ ويقول كارتر إن بيجن قد وافق علي البقاء منفتحا علي الأفكار المطروحة وأنه قام بتجهيز‏'‏ خطة مبدئية‏'‏ لمقابلة السادات وجها لوجه وانه سوف يستخدم نفوده في المفاوضات النهائية بما يتفق مع ما يراه في مصلحة إسرائيل‏.‏ ويقول‏'‏ رأيت بعض المواقف الوسطية التي يمكن أن يقبل من خلالها العرب والإسرائيليون الترتيب لعقد مؤتمر جنيف للسلام‏'.‏ بعد‏45‏ يوما يعود كارتر بخيبة أمل جديدة مشيرا إلي أن وزير الخارجية سايروس فانس في المنطقة وملامح زيارته تشير إلي أن العرب يريدون تسوية بينما يبذل الاسرائيليون أقصي جهودهم ضد اي تقدم ممكن بما في دلك سعيهم لإثارة القلاقل في لبنان ومع السوريين والفلسطينيين والعرب بشكل عام‏.‏ وفي‏14‏ أغسطس عاد فانس ورفع تقريرا متفائلا حتي أن كارتر دون في مفكرته إنه‏'‏ طلب من كل الأطراف في المنطقة أن يرفع كل واحد منها مشروع إتفاق سلام نهائي يكون جاهزا للتوقيع عليه‏'.‏ وفي‏13‏ سبتمبر رد الإسرائيليون برفض تمثيل الفلسطينيين في أي مؤتمر مقترح في جنيف وبعدها بثلاثة أيام خلص الرئيس الأمريكي ومعاونيه أن إسرائيل تتعمد إثارة القلاقل في لبنان ورفض التمثيل الفلسطيني وتشجيع المستوطنات من أجل وقف أي إتفاق سلام محتمل‏,‏ ثم في مقابلة مع موشي ديان في‏19‏ سبتمبر أبدي كارتر رفضه للسلوك الاسرائيلي الرافض لمعاهدة السلام وأنه لن يتخلي عن تحقيق السلام إلا أن ديان نفي عرقلة إسرائيل لجهود السلام في الوقت الذي قال كارتر إن المبعوث تطرق إلي المستوطنات وقدم تطمينات أن حكومته ستعمل علي الحد من إرسال المزيد من المدنيين إلي المستوطنات حيث كانت السياسة المتفق عليها وقتها الإكتفاء بالعسكريين في المستوطنات غير الشرعية‏.‏ كما أبدي ديان مرونة نسبية في التعامل مع التمثيل الفلسطيني حيث قال إنه يمكنهم المشاركة مع الوفد الأردني دون الإفصاح عن الأمر حيث أن موقف إسرائيل هو التعامل مع دولة واحدة فيما يخص أراضبها وهي في الحالة الراهنة مصر فيما يتعلق بسيناء وسوريا في الجولان والأردن‏(‏ مع بعض الفلسطينيين‏)‏ فيما يتصل بالضفة وطلب لجنة اممية تتعامل مع قضية اللاجئين الموجودين في مصر والأردن ولبنان والكويت وسوريا والعراق بعيدا عن أي إتفاق سلام‏(‏ رفض رؤساء الحكومات المتعاقبين في إسرائيل تفاهمات كارتر وديان‏).‏
دولة في حجم الأستيكة‏!‏
وفي مقابلة مع أندريه جروميكو وزير الخارجية السوفيتي‏(1957-1985)‏ في‏23‏ سبتمبر قال المسئول الروسي لكارتر إنه لو تمكنت القوتان العظمتان من اعلان دولة فلسطينية صغيرة في حجم‏'‏ ماسحة القلم الرصاص‏'‏ فإن ذلك يمكن أن يحل المسألة المعقدة قبل مؤتمر جنيف المقترح‏.‏ وعندما قال كارتر إن دولة صغيرة سيكون أمرا صعبا رد جروميكو إن السلام في الشرق الأوسط أكبر من مجرد نهاية الحرب ولكنه علاقات طبيعية بين العرب والإسرائيليين‏.‏ وفي اليوم التالي أرسل كارتر رسالة قوية جدا إلي بيجن يطالبه بسحب قوات إسرائيلية من لبنان وإلا سيوقف شحنات اسلحة بإسرائيل وفقا للقوانين الأمريكية وجاء رد بيجن سريعا بأن القوات تخرج من لبنان علي الفور‏(‏ قال كارتر مسترجعا الموقف إن تلك واحدة من المرات القليلة التي واجه فيها إسرائيل التي وصفها بأنها مدعومة بقوة في الكونجرس‏.‏ وأقر كارتر إن امريكا وفرت لإسرائيل أسلحة تدميرية عالية القدرة ومنها القنابل العنقودية وقال أنه قد وقع قوانين تمنع استخدام تلك الأسلحة في عمليات عدائية في عام‏1977‏ إلا أن إسرائيل استخدمت الاسلحة بكثافة في غزو لبنان وحرب غزة عام‏2009).‏ ويشير كارتر في الثالث من أكتوبر إلي الضجة الإعلامية العنيفة التي افتعلتها الجالية اليهودية الأمريكية بعد تسريب الأمريكيين والسوفيت لمقترحات عقد مؤتمر دولي يتضمن محادثات مباشرة بين إسرائيل والدول العربية كل علي حدة وقال مستغربا إن المقترح لا يخرج عما سبق تداوله إعلاميا ومع وزراء الخارجية‏.‏ وفي اليوم التالي يدون كارتر مقابلته مع موشي ديان علي هامش إجتماعات في الأمم المتحدة والدي جاء مبديا قلقه العميق من البيان الأمريكي‏-‏السوفيتي لكن الرئيس الأمريكي طمأنه أن الدعم الأمريكي مستمر علي حاله وأن علي إسرائيل أن تذهب إلي جنيف علي أساس القرارين‏242‏ و‏338.‏ في اليوم نفسه إلتقي إسماعيل فهمي وزير الخارجية بالرئيس كارتر وسلمه رسالة من السادات يدعوه إلي رفض إي عمل يؤدي إلي إعاقة جلوس المصريين والإسرائيليين إلي مائدة التفاوض المباشر في وجود الأمريكيين كطرف وسيط سواء قبل أو بعد مؤتمر جنيف المقترح‏.‏ ويوضح كارتر أن الاسرائيليين قد قبلوا في هذا الوقت بالنظر في قضية اللاجئين علي أساس دولي متعدد الأطراف وهو المرة الاولي التي يوافقون علي إعتبارها جزء من محادثات السلام نفسها كما أبدوا مرونة في طرح مسائل الضفة الغربية وقطاع غزة بشكل مشترك مع الفلسطينيين والأردنيين والمصريين ويتحدثون بحرية عن تقسيم الضفة بينهم وبين الأردن ويرفضون بشكل قاطع الدولة الفلسطينية وغير مستعدين للتعامل مع وضع الجولان في الوقت الذي قال ديان إنه كان ضد الإحتلال الاسرائيلي لمرتفعات الجولان بصورة دائمة وفي وجود مستوطنات‏.‏
مواجهة اليهود في الكونجرس من جديد
وينتقل كارتر إلي حوار مع ديان أو مجموعة من اليهود الأمريكيين‏-‏ لم يوضح في يومياته‏-‏ حيث أبلغهم أن الهجوم علي شخصه بشكل علني سوف يلحق الضرر بإسرائيل وقال إنه لو لجاء إلي الدفاع عن نفسه أمام الرأي العام فإن ذلك سوف يؤدي إلي إنشقاق ربما يكون حقيقيا‏.‏ وقال‏'‏ لقد ابلغت المجموعة أنه بلا ادني شك إسرائيل دون كل الدول الأخري في المنطقة هي الأكثر عنادا وصعوبة في المفاوضات من أية دولة أخري في المنطقة‏'.‏ ويضيف‏'‏ اسرائيل سوف تجد نفسها في عزلة‏'.‏ وقال كارتر إنه يعتبر مصر هي أفضل دولة يمكن التفاوض معها في المنطقة يليها الاردن بينما سوريا هي الأسوأ ولكن ليست أسوأ من إسرائيل‏.‏ ويصف كارتر مشهد عشاء حضره ديان مع وزراء خارجية دول غرب وشرق أوروبا حيث جلس الوزير الإسرائيلي علي مائدة واحدة مع وزير الخارجية الأمريكية وهو شبه منبوذ ولا يريد أحد التحدث إليه‏.‏
وفي ظل تطورات متلاحقة يكشف كارتر عن لقائه بتجمع اليهود في الكونجرس الأمريكي يوم السادس من اكتوبر حيث قال لهم بصراحة أن المصريين والروس والإسرائيليين يثقون في قرارته ويتبقي أن يحظي بدعم الكونجرس موضحا أن إسرائيل سوف تتعرض لعزلة خطيرة لو إستمرت في الرفض بل إن هناك عزلة مفروضة عليها بالفعل‏(‏ في‏24‏ أكتوبر قرر كارتر التصويت لمصلحة قرار قدمته مصر في مجلس الأمن الدولي ضد المستوطنات بعد إدخال تعديل عليه‏).‏
في اليوم التالي إلتقي كارتر بالأمير سعود الفيصل وزير خارجية السعودية لمناقشة قضية الشرق الأوسط حيث كان الوزير السعودي مؤيدا بقوة لموقف المعارضة العربية‏-‏ حسب كلام الرئيس الأمريكي‏-‏ ومدافعا عن سوريا ومنظمة التحرير الفلسطينية‏.‏ ويقول كارتر‏'‏ أبلغته أننا علي حافة الفشل في تنظيم مؤتمر السلام وأنني لن أعود إلي كتابة ورقة العمل الأمريكية من جديد التي تم قبولها علي مضض من الاسرائيليين وقوبلت بنقد من السادات والأسد ولكنهما لم يرفضا الورقة‏'.‏ ويوضح‏'‏ السوريون يريون ان تشارك منظمة التحرير في المؤتمر‏.‏ هدا أمر مستحيل‏'.‏ ويقول الرئيس الأمريكي‏'‏ وافقت علي إصدار بيان يقول أن القضية الفلسطينية سوف يتم التعامل معها علي نحو متساوي مثل قضايا الانسحاب وتعريف السلام‏'.‏
في اليوم الأخير من شهر أكتوبر وقبل عشرين يوما من الزيارة التاريخية تلقي كارتر رسالة شخصية بخط يد الرئيس السادات في خطاب مغلق تقول أنه سيقدم علي عمل جرئ يقلع عن الجدل حول‏'‏ الدلالات‏'‏ وينكب علي القضايا الحقيقية لمؤتمر جنيف ويوضج الرئيس كارتر‏'‏ لم يوضح ما الذي يعتزم القيام به‏'!!‏


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.