«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رسالة غامضة بخط يد الرئيس السادات!‏
نشر في الأهرام اليومي يوم 18 - 12 - 2010

قطع الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر شوطا مهما لوضع أساس لتسوية سلمية بين العرب وإسرائيل عبر الاتصالات مع القادة العرب ودراسة القضية الفلسطينية من مختلف جوانبها. إلا أن الصعوبات كانت ضخمة وفقا لما يرويه في‏'‏ يوميات البيت الأبيض‏'‏ التي خرجت إلي النور بين دفتي كتاب قبل أسابيع قليلة‏.‏ وفي الحلقة السابقة تناولنا مشاورات كارتر الأولي مع قادة مصر وإسرائيل والسعودية وسوريا والأردن لتحريك الموقف والبدء في إعداد خطة سلام شامل في الشرق الأوسط وإنطباعاته الإيجابية عن الرئيس الراحل أنور السادات واليوم نستكمل من اليوميات وصولا إلي الأيام التي سبقت مفاجأة الزيارة التاريخية التي قلبت موازين الشرق الأوسط‏.‏ ويوضح الرئيس كارتر حجم الضغوط والخلافات التي تعرض لها في علاقته مع اللوبي المؤيد لإسرائيل في واشنطن وتحذيره المبكر من العزلة التي تفرضها إسرائيل علي نفسها باستمرارها في فرض الأمر الواقع والاحتلال للأراضي العربية وإعاقة قيام الدولة الفلسطينية علي مدي أكثر من‏30‏ عاما فيما يري أن مصر كانت الدولة الأكثر مصداقية في السعي نحو التسوية السلمية وفي المفاوضات التي سعي من خلالها كارتر لعقد مؤتمر دولي للسلام في جنيف دون أن يحالفه النجاح في عام‏1977.‏
في التاسع من يونيو عام‏1977‏ بعد خمسة شهور من تقلده المنصب التقي كارتر بالسناتور الشهير هوربرت هيمفري في إجتماع حول الشرق الأوسط حيث أبدي السناتور رغبة في مساندة جهود السلام وقرر أن يصدر بيانا يؤكد فيه علي التزام الرئيس الجديد بدعم إسرائيل والإطار العام لمقترحات البيت الأبيض حول الشرق الأوسط‏.‏ وقد إقترح السناتور هيمفري علي كارتر التحدث إلي‏'‏ ارثر جولبيرج‏'‏ الذي تولي كتابة قرار الأمم المتحدة رقم‏242‏ وهو أساس لإي إتفاق في المستقبل بالمعني العام‏-‏ علي حد قول كارتر‏.‏ وفي إجتماع مع مجلس الأمن القومي حول الشرق الأوسط بعد ظهر اليوم نفسه ساد شعور بالصدمة بعد فوز بيجن في إسرائيل في ظل الضغوط الكبيرة التي تمارسها الولايات المتحدة علي كل الأطراف لتحقيق التسوية‏.‏ وقال إن نتيجة الانتخابات قد بدأت في توليد تيار معاكس في أوساط اليهود الأمريكيين وكانت لدينا رغبة في وقف التيار المعاكس من خلال الحصول علي دعم من مجلسي الشيوخ وقيادات الكونجرس الاخرين لتثبت ما نقوم به من جهود‏.‏ وفي الحادي عشر من يونيو اجتمع كارتر بجولبيرج من أجل التعرف علي الخلفية التاريخية للقرارين‏242‏ و‏338‏ ومن أجل التعرف علي وجهة نظره عما يجب أن تكون عليه الخطوط العامة للتسوية النهائية ومن اجل استطلاع امكانية ان يقدم جولبيرج العون للادارة الامريكية‏.‏ ويقول كارتر في يومياته انه قد وجد امامه رجلا واسع الاطلاع والالمام حتي بالاحداث الاخيرة في الوقت الذي كانت رؤيته متطابقة مع رؤية الرئيس الأمريكي‏.‏ ويقدم كارتر في الكتاب صاحب صيغة القرار‏242‏ وهو غير معلوم في وسائل الاعلام اليوم فيقول هو قاض من المحكمة العليا الأمريكية كان معارضا قويا لعقوبة الإعدام ثم طلب منه الرئيس جونسون الاستقالة من المحكمة العليا ليصبح سفيرا في الأمم المتحدة حيث كان واحدا من المشاركين في وضع صيغة القرار التاريخي‏242‏ بإعتباره اساسا للتسوية في منطقة الشرق الأوسط‏.‏ وكان جولبيرج أيضا رئيسا للجنة اليهودية الأمريكية‏.‏ وقال كارتر أنه قرر أن يعينه مستشارا خاصا حول شئون الشرق الاوسط وفي وقت لاحق كرئيس للوفد الأمريكي في مؤتمر بلجراد حول حقوق الإنسان‏(‏ في وقت لاحق عين كارتر جولبيرج مساعدا لوزير الخارجية‏).‏
مواجهة مع القيادات اليهودية‏-‏ الأمريكية
ويعطي الرئيس كارتر ملمحا عن توتر الجالية اليهودية‏-‏الأمريكية بشان مقترحات السلام‏-‏ وهو امر يقترب مما يحدث اليوم مع الرئيس أوباما‏-‏ حيث يقول أنه قد إجتمع أربعة من أعضاء مجلس الشيوخ الكبار علي رأسهم السناتور همفري في حضور نائب الرئيس ومستشار الأمن القومي زيجينو بريجينسكي حيث نجح الرئيس في إقناعهم بأن المخاوف في اوساط اليهود الأمريكيين يمكن التعامل معها ويمكن تجاوزها في حال قيامهم بدورهم كقيادات تؤيد ما يطرحه من مقترحات حول التسوية‏.‏ كما طلب كارتر ان تمارس القيادات دورها في إقناع بيجن بمعني السلام الذي يقول كارتر عنه أنه تنازلا كبيرا من جانب العرب وبالدولة الفلسطينية التي ستكون مرتبطة بالأردن وأن يتنازل الاسرائيليون عن الارض المحتلة في إطار تسوية سلمية شاملة‏.‏ ويخلص كارتر معلقا علي اللقاء‏'‏ ما لم أكن أنا والكونجرس علي توافق سيكون الأمر سيئا للغاية‏.‏ أعتقد ان الاجتماع كان مثمرا‏'.‏ ويعلق كارتر علي الهامش مسترجعا الاجتماع باليهود في الكونجرس قائلا‏'‏ السناتور ابي ربيكوف وايد موسكي وهوبرت همفري وسكوب جاكسون كانوا من القيادات المؤثرة بشدة في أوساط المواطنين اليهود‏.‏ وهذا الحوار بيني وبين اليهود الأمريكيين سوف يستمر علي مدي الثلاثين عاما التالية والمسألة الرئيسية التي أعتقد فيها هي السلام يمكن ان ياتي إلي إسرائيل وجيرانها فقط لو أقدمت إسرائيل علي سحب القوات السياسية والعسكرية من الاراضي المحتلة مثلما حددها قرار الأمم المتحدة والقانون الدولي والسياسة الأمريكية الرسمية‏.‏ لقد كانت وما زالت وجهة نظري أن الحدود بين إسرائيل وجيرانها علي أساس ما قبل حدود‏1967(‏ الخط الأخضر‏)‏ والممكن ان يعدل من خلال بعض مبادلات الاراضي مثلما يتقرر في محادثات السلام‏'.‏
رابين وبيجن وديان
في‏21‏ يونيو تلقي كارتر ردا من بيجن بقبول زيارة البيت الأبيض فيما توقع كارتر في يومياته أن يحاول رئيس الحكومة الإسرائيلية الجديد إقناعه بالتخلي عن مشروع التسوية الشامل‏-‏خاصة الانسحاب من الضفة الغربية‏.‏ وقبل يوم واحد من زيارة بيجن في التاسع عشر من يوليو يقول كارتر أنه فوجئ بطلب بيجن تناول وجبة‏'‏ كوشير‏'‏ كاملة في البيت الابيض فأمر بتجهيزها‏.‏ وفي اليوم التالي حضر بيجن وزوجته للبيت الأبيض في ظل توقعات بصعوبة تحقيق التفاهم بينهما إلا أن كارتر وجد في بيجن شخصا‏'‏ مخلصا‏'‏ و‏'‏متدينا‏'‏ و‏'‏متجانسا‏'‏ وقال أنه طالما أن التقارير الحديثة تشير إلي إتجاه الرأي العام الإسرائيلي نحو قبول تسوية مع العرب والمرونة حيال منظمة التحرير والضفة الغربية ويريدون السلام بشكل حقيقي فمن الممكن أن يغير بيجن موقفه في حال حصوله علي دعم من الولايات المتحدة ويخلص كارتر أن بيجن‏'‏ زعيم قوي مختلف عن رابين الذي يعتبر واحد من أكثر الشخصيات غير الفعالة التي قابلتها في حياتي‏'.‏ وفي هامش اليوميات يعيد كارتر النظر في رأيه ويقول إن رابين عاد في رئاسته الثانية للحكومة في التسعينيات ليبرهن علي أنه رئيس وزراء قوي وشجاع‏.‏ وقد طرح كارتر علي بيجن الخطوط العامة للتسوية التي تقوم علي‏'‏ سلام شامل يقوم علي القرارين‏242‏ و‏338‏ وإطار أوسع لتعريف السلام والذي يمكن ان يشمل الانسحاب من ارض محددة في ظل إظهار أطراف شريكة في العملية نوايا طيبة وضرورة خلق كيان فلسطيني‏'.‏ ويقول كارتر إن بيجن قد وافق علي البقاء منفتحا علي الأفكار المطروحة وأنه قام بتجهيز‏'‏ خطة مبدئية‏'‏ لمقابلة السادات وجها لوجه وانه سوف يستخدم نفوده في المفاوضات النهائية بما يتفق مع ما يراه في مصلحة إسرائيل‏.‏ ويقول‏'‏ رأيت بعض المواقف الوسطية التي يمكن أن يقبل من خلالها العرب والإسرائيليون الترتيب لعقد مؤتمر جنيف للسلام‏'.‏ بعد‏45‏ يوما يعود كارتر بخيبة أمل جديدة مشيرا إلي أن وزير الخارجية سايروس فانس في المنطقة وملامح زيارته تشير إلي أن العرب يريدون تسوية بينما يبذل الاسرائيليون أقصي جهودهم ضد اي تقدم ممكن بما في دلك سعيهم لإثارة القلاقل في لبنان ومع السوريين والفلسطينيين والعرب بشكل عام‏.‏ وفي‏14‏ أغسطس عاد فانس ورفع تقريرا متفائلا حتي أن كارتر دون في مفكرته إنه‏'‏ طلب من كل الأطراف في المنطقة أن يرفع كل واحد منها مشروع إتفاق سلام نهائي يكون جاهزا للتوقيع عليه‏'.‏ وفي‏13‏ سبتمبر رد الإسرائيليون برفض تمثيل الفلسطينيين في أي مؤتمر مقترح في جنيف وبعدها بثلاثة أيام خلص الرئيس الأمريكي ومعاونيه أن إسرائيل تتعمد إثارة القلاقل في لبنان ورفض التمثيل الفلسطيني وتشجيع المستوطنات من أجل وقف أي إتفاق سلام محتمل‏,‏ ثم في مقابلة مع موشي ديان في‏19‏ سبتمبر أبدي كارتر رفضه للسلوك الاسرائيلي الرافض لمعاهدة السلام وأنه لن يتخلي عن تحقيق السلام إلا أن ديان نفي عرقلة إسرائيل لجهود السلام في الوقت الذي قال كارتر إن المبعوث تطرق إلي المستوطنات وقدم تطمينات أن حكومته ستعمل علي الحد من إرسال المزيد من المدنيين إلي المستوطنات حيث كانت السياسة المتفق عليها وقتها الإكتفاء بالعسكريين في المستوطنات غير الشرعية‏.‏ كما أبدي ديان مرونة نسبية في التعامل مع التمثيل الفلسطيني حيث قال إنه يمكنهم المشاركة مع الوفد الأردني دون الإفصاح عن الأمر حيث أن موقف إسرائيل هو التعامل مع دولة واحدة فيما يخص أراضبها وهي في الحالة الراهنة مصر فيما يتعلق بسيناء وسوريا في الجولان والأردن‏(‏ مع بعض الفلسطينيين‏)‏ فيما يتصل بالضفة وطلب لجنة اممية تتعامل مع قضية اللاجئين الموجودين في مصر والأردن ولبنان والكويت وسوريا والعراق بعيدا عن أي إتفاق سلام‏(‏ رفض رؤساء الحكومات المتعاقبين في إسرائيل تفاهمات كارتر وديان‏).‏
دولة في حجم الأستيكة‏!‏
وفي مقابلة مع أندريه جروميكو وزير الخارجية السوفيتي‏(1957-1985)‏ في‏23‏ سبتمبر قال المسئول الروسي لكارتر إنه لو تمكنت القوتان العظمتان من اعلان دولة فلسطينية صغيرة في حجم‏'‏ ماسحة القلم الرصاص‏'‏ فإن ذلك يمكن أن يحل المسألة المعقدة قبل مؤتمر جنيف المقترح‏.‏ وعندما قال كارتر إن دولة صغيرة سيكون أمرا صعبا رد جروميكو إن السلام في الشرق الأوسط أكبر من مجرد نهاية الحرب ولكنه علاقات طبيعية بين العرب والإسرائيليين‏.‏ وفي اليوم التالي أرسل كارتر رسالة قوية جدا إلي بيجن يطالبه بسحب قوات إسرائيلية من لبنان وإلا سيوقف شحنات اسلحة بإسرائيل وفقا للقوانين الأمريكية وجاء رد بيجن سريعا بأن القوات تخرج من لبنان علي الفور‏(‏ قال كارتر مسترجعا الموقف إن تلك واحدة من المرات القليلة التي واجه فيها إسرائيل التي وصفها بأنها مدعومة بقوة في الكونجرس‏.‏ وأقر كارتر إن امريكا وفرت لإسرائيل أسلحة تدميرية عالية القدرة ومنها القنابل العنقودية وقال أنه قد وقع قوانين تمنع استخدام تلك الأسلحة في عمليات عدائية في عام‏1977‏ إلا أن إسرائيل استخدمت الاسلحة بكثافة في غزو لبنان وحرب غزة عام‏2009).‏ ويشير كارتر في الثالث من أكتوبر إلي الضجة الإعلامية العنيفة التي افتعلتها الجالية اليهودية الأمريكية بعد تسريب الأمريكيين والسوفيت لمقترحات عقد مؤتمر دولي يتضمن محادثات مباشرة بين إسرائيل والدول العربية كل علي حدة وقال مستغربا إن المقترح لا يخرج عما سبق تداوله إعلاميا ومع وزراء الخارجية‏.‏ وفي اليوم التالي يدون كارتر مقابلته مع موشي ديان علي هامش إجتماعات في الأمم المتحدة والدي جاء مبديا قلقه العميق من البيان الأمريكي‏-‏السوفيتي لكن الرئيس الأمريكي طمأنه أن الدعم الأمريكي مستمر علي حاله وأن علي إسرائيل أن تذهب إلي جنيف علي أساس القرارين‏242‏ و‏338.‏ في اليوم نفسه إلتقي إسماعيل فهمي وزير الخارجية بالرئيس كارتر وسلمه رسالة من السادات يدعوه إلي رفض إي عمل يؤدي إلي إعاقة جلوس المصريين والإسرائيليين إلي مائدة التفاوض المباشر في وجود الأمريكيين كطرف وسيط سواء قبل أو بعد مؤتمر جنيف المقترح‏.‏ ويوضح كارتر أن الاسرائيليين قد قبلوا في هذا الوقت بالنظر في قضية اللاجئين علي أساس دولي متعدد الأطراف وهو المرة الاولي التي يوافقون علي إعتبارها جزء من محادثات السلام نفسها كما أبدوا مرونة في طرح مسائل الضفة الغربية وقطاع غزة بشكل مشترك مع الفلسطينيين والأردنيين والمصريين ويتحدثون بحرية عن تقسيم الضفة بينهم وبين الأردن ويرفضون بشكل قاطع الدولة الفلسطينية وغير مستعدين للتعامل مع وضع الجولان في الوقت الذي قال ديان إنه كان ضد الإحتلال الاسرائيلي لمرتفعات الجولان بصورة دائمة وفي وجود مستوطنات‏.‏
مواجهة اليهود في الكونجرس من جديد
وينتقل كارتر إلي حوار مع ديان أو مجموعة من اليهود الأمريكيين‏-‏ لم يوضح في يومياته‏-‏ حيث أبلغهم أن الهجوم علي شخصه بشكل علني سوف يلحق الضرر بإسرائيل وقال إنه لو لجاء إلي الدفاع عن نفسه أمام الرأي العام فإن ذلك سوف يؤدي إلي إنشقاق ربما يكون حقيقيا‏.‏ وقال‏'‏ لقد ابلغت المجموعة أنه بلا ادني شك إسرائيل دون كل الدول الأخري في المنطقة هي الأكثر عنادا وصعوبة في المفاوضات من أية دولة أخري في المنطقة‏'.‏ ويضيف‏'‏ اسرائيل سوف تجد نفسها في عزلة‏'.‏ وقال كارتر إنه يعتبر مصر هي أفضل دولة يمكن التفاوض معها في المنطقة يليها الاردن بينما سوريا هي الأسوأ ولكن ليست أسوأ من إسرائيل‏.‏ ويصف كارتر مشهد عشاء حضره ديان مع وزراء خارجية دول غرب وشرق أوروبا حيث جلس الوزير الإسرائيلي علي مائدة واحدة مع وزير الخارجية الأمريكية وهو شبه منبوذ ولا يريد أحد التحدث إليه‏.‏
وفي ظل تطورات متلاحقة يكشف كارتر عن لقائه بتجمع اليهود في الكونجرس الأمريكي يوم السادس من اكتوبر حيث قال لهم بصراحة أن المصريين والروس والإسرائيليين يثقون في قرارته ويتبقي أن يحظي بدعم الكونجرس موضحا أن إسرائيل سوف تتعرض لعزلة خطيرة لو إستمرت في الرفض بل إن هناك عزلة مفروضة عليها بالفعل‏(‏ في‏24‏ أكتوبر قرر كارتر التصويت لمصلحة قرار قدمته مصر في مجلس الأمن الدولي ضد المستوطنات بعد إدخال تعديل عليه‏).‏
في اليوم التالي إلتقي كارتر بالأمير سعود الفيصل وزير خارجية السعودية لمناقشة قضية الشرق الأوسط حيث كان الوزير السعودي مؤيدا بقوة لموقف المعارضة العربية‏-‏ حسب كلام الرئيس الأمريكي‏-‏ ومدافعا عن سوريا ومنظمة التحرير الفلسطينية‏.‏ ويقول كارتر‏'‏ أبلغته أننا علي حافة الفشل في تنظيم مؤتمر السلام وأنني لن أعود إلي كتابة ورقة العمل الأمريكية من جديد التي تم قبولها علي مضض من الاسرائيليين وقوبلت بنقد من السادات والأسد ولكنهما لم يرفضا الورقة‏'.‏ ويوضح‏'‏ السوريون يريون ان تشارك منظمة التحرير في المؤتمر‏.‏ هدا أمر مستحيل‏'.‏ ويقول الرئيس الأمريكي‏'‏ وافقت علي إصدار بيان يقول أن القضية الفلسطينية سوف يتم التعامل معها علي نحو متساوي مثل قضايا الانسحاب وتعريف السلام‏'.‏
في اليوم الأخير من شهر أكتوبر وقبل عشرين يوما من الزيارة التاريخية تلقي كارتر رسالة شخصية بخط يد الرئيس السادات في خطاب مغلق تقول أنه سيقدم علي عمل جرئ يقلع عن الجدل حول‏'‏ الدلالات‏'‏ وينكب علي القضايا الحقيقية لمؤتمر جنيف ويوضج الرئيس كارتر‏'‏ لم يوضح ما الذي يعتزم القيام به‏'!!‏


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.