استخدام الإخوان للعنف المفرط يؤدي لخروجهم من المشهد السياسي الشأن المصري قررته الملايين.. والبرادعي انتهي دوره السياسي في مصر بمهارته الفائقة التي اعتاد أن يشخص ويستأصل بها الداء..وبحكمته وبصيرته النافذة يرصد المشهد المصري الراهن ويضع النقاط فوق الحروف حول الأحداث الجسام التي تتعرض لها مصر من قبل جماعات الإرهاب وبعض دول الغرب التي تتشدق بالديمقراطية وإحترام إرادة الشعوب ثم تضرب بها عرض الحائط وتسفر عن وجهها الحقيقي البغيض. عالم مصر الكبير الدكتور محمد غنيم رائد زراعة الكلي بالشرق الأوسط والداعم الرئيسي لتحالف الثورة مستمرة.. يؤكد علي أن إستخدام جماعة الإخوان للعنف المفرط ضد قوات الشرطة وأفراد الشعب سوف يؤدي لخروجهم من المشهد السياسي في مصر ودول أخري لفترة ليست بالقصيرة وأن هذا العنف لن يتم القضاء عليه ببساطة. مشيرا إلي أن أحداث العنف سوف تعطل بقدر غير معلوم تنفيذ خارطة الطريق في التوقيتات المعلن عنها. وأعلن عن إنطلاق قطار الدبلوماسية الشعبية قريبا حيث سيتجه لبعض العواصم الأوربية الكبري لشرح الحقائق بشفافية مطلقة كما سينطلق إلي السعودية والإمارات والكويت وروسيا وغيرها من الدول الصديقة لتقديم الشكر علي موقفها المشرف تجاه مصر. وقال بأن إستقالة البرادعي أدت لتقوية الحملة الدعائية المناهضة لمصر وإنتهاء دوره السياسي . والي تفاصيل الحوار: الخروج من المشهد السياسي كيف تري مستقبل جماعة الإخوان علي ضوء ممارستها هي وأذرعها لهذا القدر من العنف الغير مسبوق؟ إستخدام جماعة الإخوان للعنف المفرط ضد قوات الشرطة وأفراد الشعب سوف يؤدي في النهاية وإن طالت إلي خروجهم من المشهد السياسي في مصر وفي دول أخري لفترة ليست بالقصيرة. هل تتوقع نهاية قريبة لهذا العنف؟ لا أتصور أن هذا العنف الدموي سوف يتم القضاء عليه ببساطة أو خلال فترة قصيرة..فعلي جموع الشعب المصري التي خرجت في 03 يونيو و62يوليو الصبر والجلد والتمسك بقيام دولة مدنية تؤمن بالحرية والتعددية وتداول السلطة وإستقلالية القرار الوطني المسئول. هل من الممكن أن تسير خارطة الطريق في طريقها المرسوم في ظل إستمرار هذا العنف؟ هذه الأحداث في رأيي سوف تعطل بقدر غير معلوم تنفيذ خارطة الطريق في التوقيتات المعلن عنها. وهنا يشير الدكتور غنيم إلي أن توقيتات خارطة الطريق جاءت في عجلة..فنحن بصدد إنشاء نظام جديد للدولة المصرية أساسه صياغة دستور جديد يليق بمصر في القرن الحادي والعشرين نضمن له ديمومة طويلة. وهل تعتقد أن الظروف التي تمر بها البلاد ملائمة للإستفتاء علي الدستور عقب إنتهائه؟ علي القائمين علي صياغة مشروع الدستور التأني ودقة الصياغة كي يتم طرحه لفترة كافية للحوار الشعبي.. وبالتأكيد ستؤثر الظروف الراهنة علي عملية الإستفتاء حيث لاأتصور أنه يمكن إجراء الإستفتاء عليه أو إجراء إنتخابات رئاسية أو نيابية قبل إستقرار الأوضاع الأمنية ليقول المواطنون كلمتهم بحرية ودون ضغوط من أي جهة وبأي وسيلة. وكيف تري قواعد إختيار لجنة ال 05؟ بشكل عام الإطار العام مناسب وتبقي علي الجهات التي تقوم بالترشيح مسؤلية إختيار ممثليها بدقة وموضوعية.. لكني كنت أظن أن عمل لجنة ال50 تسبق لجنة ال10 وفي هذه الحالة كان علي الأخيرة أن تقوم بالصياغة النهائية. لكن هناك خشية من تعطيل تيار الإسلام السياسي لمواد الشريعة الإسلامية بما يؤدي لتعطيل الإنتهاء من الدستور؟ نحن الآن في حالة ثورية والدستور المنبثق عن هذه الحالة الثورية لايجب أن ينشأ علي أسس مواءمات سياسية بل يعبر عن حاجة مصر والمصريين لدولة عصرية تتمتع بالحريات التي التي تتضمنها وثيقة الأزهر. وفيما يختص بالشريعة الإسلامية يجب أن يكتفي النص بأن مصر جمهورية دينها الإسلام وأن المصدر الرئيسي للتشريع هو مباديء الشريعة الإسلامية ولغير المسلمين الإحتكام لشرائعهم فيما يختص بالأحوال الشخصية. والمقصود أن الشريعة هي المصدر الرئيسي للتشريع هي للمشرع القانوني وليس للقاضي ومرجعية الأزهر تقتصر علي الشئون الإسلامية بالفتوي. اعتصامات مسلحة رغم الجهود المضنية التي بذلها رجال الشرطة في ضبط النفس خلال فض إعتصامي رابعة والنهضة إلا أن الحملة لاتزال ضارية علي مصر في دوائر غربية من جراء فض الإعتصامين؟ ثبت بالدليل القاطع أن الإعتصامات في رابعة والنهضة كانت إعتصامات مسلحة لتهديد الدولة وإصابة المواطنين بالذعر كورقة ضغط في أي عملية تفاوضية. وقد إتخذت محاولات المصالحة السياسية وقتا طويلا إبتداء من 3 يوليو وإنتهاء بفض الإعتصامات يوم 14 أغسطس.. وفي هذه الأثناء حضرت وفود كثيرة من الغرب ومن الشرق في محاولة للوساطة وغادروا مصر وأعلنوا فشل هذه المحاولات. وهنا يقول الدكتور غنيم: وأري أن هذا التأخير كان له عواقب سلبية أدت لمزيد من من العنف ومزيد من الدماء.. كما لاحظت ولاحظ غيري أنه كان يسمح دون تدخل بدخول عربات الأسمنت والزلط والرمل وخلاطات ولوادر لمواقع الإعتصامات دون أي محاولة لمنعها وهو أمر مستغرب مما زاد من تكلفة فض هذا الإعتصام. صورة مغايرة هل الإخوان قد نجحوا في قلب المشهد في الخارج لصالحهم؟ الجماعة وتنظيمها الدولي وقطر نجحوا بالفعل في إعطاء صورة مغايرة للواقع.. والدعاية التي تكون ناجحة لايشترط أن تكون الحملة الدعائية وحدها بل يجب أن تكون أذن المتلقي نفسه صاغية ويقال أنهم إستأجروا شركات محترفة في الدعاية والعلاقات العامة. الدبلوماسية الشعبية وهل ستقود مبادرة للدبلوماسية الشعبية في هذا الصدد؟ يجري حاليا الإعداد للسفر لعدد من عواصم دول أوربا الغربية لطرح الحقائق.. كما أن هناك مشروعا للذهاب للسعودية والإمارات وروسيا الأتحادية للتعبير عن شكر الشعب المصري لموقفهم الداعم سواء إقتصاديا أو سياسيا. وكيف سيتم تشكيل الوفد الذي سيقوم بهذه المهمة؟ كل أعضاء الوفد لاينتمون لأي جهاز تنفيذي بل سيتكون من المثقفين والسياسيين والمهنيين والمرأة وشباب 52 يناير وتمرد. وماذا عن أمريكا؟ يجب علي المصريين في المهجر أن يقوموا بهذه المهمة.. فهذا واجب وطني وإنتماء كانوا يقومون به من قبل في مناسبات أقل خطرا ووعورة وعليهم أن يبذلوا قصاري جهدهم علي الفور. البرادعي انتهي إستقالة الدكتور البرادعي أثارت سخط وإستياء الشارع المصري فهل سيكون لها تأثير كبير خلال الفترة القادمة؟ موقف الدكتور البرادعي من بداية عمله دعا للسلمية ومحاولات للصلح بل أشيع أنه هدد بالإستقالة إذا لم تتم الإستجابة إلي ما طلبه وقد إستجابت الحكومة لهذا المنهج لفترة ليست بالقصيرة. ورغم السماح للوفود بالحضور ومقابلة المسجونين إلا أن تلك المحاولات باءت بالفشل فكان لامفر من المجابهة وألا تهدد كيان وهيبة الدولة المصرية. فالإعلان عن إستقالته إبان فض الإعتصام أدي لأمرين: الأول: تقوية الحملة الدعائية المناهضة لثورة شعب مصر.. والحكومة المصرية لم تأت من فراغ بعد 03 يونيو. الثاني: أدت بالضرورة إلي إنتهاء دوره السياسي في مصر. وأكد في ختام حواره ل"الأخبار": إن مستقبل مصر والشأن المصري قد قررته الملايين في 30 يونيو و16 يوليو ولن تغيره أوتهدده استقالة شخص أو آخر.