إن أشد الأخبار ازعاجا وإيلاما للنفس خبر مقتل أو إصابة أحد أفراد الشرطة علي أيدي البعض من المجرمين أو الخارجين علي القانون أثناء أدائه لعمله. فهذا الخبر الذي أصبح يتكرر كثيرا يحزنني جدا لأن هذا الشرطي سواء كان جندياً أو ضابطاً قد توفي في سبيل تحقيق أمني وأمن المصريين جميعا، وأن تكرار مقتل أو إصابة أحد رجال الشرطة علي أيدي البلطجية والمجرمين يعني أنني وأسرتي والبلد كلها لم يتوافر لها الحد الأدني من الأمان بعد، لأن الفرد المنوط به حماية الأفراد ومنشآت الدولة ليس لديه حتي الآن الإمكانات التي تمكنه من حماية نفسه حتي يستطيع بعد ذلك أن يحمي المجتمع كله. لذلك ولشعوري بأن أهم وأول ما نحتاجه الآن هو الاستقرار الأمني فقد كان يسرني ويبعث في الأمل في الطمأنينة خبر مثل الحصول علي ثلاثمائة سيارة من الصين لتدعيم الجهاز الشرطي وكذلك خبر ادخال الطائرات لأول مرة للخدمة في الجهاز الشرطي وأخيرا قرار تسليح جميع أفراد الشرطة بالطبنجات وهو الأمر الذي لم أكن أتخيل عدم توفره للشرطي قبل ذلك، لكن أتمني أيضا أن يتم امداد جميع أفراد الشرطة بأقمصة واقية من الرصاص وخوزات واقية للرأس أيضا حتي يتمكن رجل الشرطة من القيام بها بنجاح وبدون تردد وبأقل نسبة تعرض للمخاطر. وحينئذ سيلمس المجرمون الذين تجرأوا علي رجال الشرطة بطريقة بشعة وغير مسبوقة أن أفراد الشرطة علي جميع رتبهم قد أصبحت لهم اليد العليا والطولي في التعامل معهم وهذا سوف يساعد كثيرا علي عودة هيبة الشرطة مرة ثانية وتمكينها من تحقيق الأمن المفقود، أما التقارير الاعلامية التي بعضها دعائي مثل التقرير الذي نراه يوميا علي شاشة التليفزيون المصري والذي يعرض ويعدد الخبطات والمنجزات الأمنية لمديريات الأمن في المحافظات المختلفة فإنه تقرير ضعيف وسطحي يؤدي إلي التقليل من قيمة وهيبة الجهاز الشرطي علي عكس ما هو مفترض منه حتي لو كان مصحوبا بموسيقي تصويرية لأفلام الأكشن، لأنه تعطيه شكلا دعائيا تلميعيا واضحا إلي جانب السطحية في المضمون أيضا حيث نجد مثلا في أحد التقارير أن مديرية أمن أسيوط »كلها« قد استطاعت القبض علي شخص يحمل سلاحا غير مرخص، أو أن مديرية أمن كفر الشيخ »كلها« قد استطاعت القبض علي شخص يحمل عشرين طربة حشيش، وهكذا يتم تعديد الخبطات الأمنية لمديريات الأمن المختلفة بأقسامها المتعددة في ربوع مصر ليحس من يسمع أو يري التقرير أن العمل أو الإنجاز المذكور لا يتناسب أبدا مع حجم وإمكانات تلك المديريات المذكورة خاصة لو قمنا بمقارنته بما يحدث في الشارع من جرائم قد تطورت في الكم والكيف فأصبحنا نري بصورة متكررة أخبار خطف عربات نقل الأموال وكذلك خطف الأفراد والسيارات والمساومة عليهم في الحصول علي الفدية والتي غالبا ما يتحصل المجرمون عليها بدليل استمرار عمليات الخطف. لذا فإنني أريد أن أنوه وأنبه الجهاز الاعلامي للشرطة أو جهاز العلاقات العامة أيما كانت التسمة أن يبتعد عن هذه الطريقة السطحية لإبرز ما تحققه الأجهزة الشرطية لأننا كلما نري أو نسمع هذه التقارير تأكدنا أن الأمن مازال بعيدا جدا.