يعقد مجلس الجامعة العربية اليوم الاحد اجتماعا علي مستوي المندوبين برئاسة قيس العزاوي مندوب العراق في الجامعة العربية، وذلك لمناقشة الخلافات حول وثيقة تطوير العمل العربي المشترك وتداعيات ما بعد قمة سرت الاستثنائية في 9 اكتوبر الحالي، وعلمت الأخبار بان هناك اتجاها لعقد اجتماع تشاوري برئاسة عمرو موسي الامين العام لجامعة الدول العربية، يتم خلاله الاستماع الي تطورات الاحداث منذ سبتمبر الماضي وكذلك نتائج الزيارة التي قام بها موسي الي الرياض، واللقاء الذي تم مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والمباحثات التي اجراها مع وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل. وتشير كل التوقعات وفقا لما صرحت به مصادر عربية مطلعة في القاهرة الي ان الامور تتجه الي تهدئة الاوضاع العربية ومحاولة البحث في آليات انهاء الازمة الحالية، التي بدأت اداريا، حول تجديد عقود بعض الموظفين في مكاتب الجامعة العربية في نيويورك وواشنطن وباريس وتصاعدت بعد ما جري في قمة سرت، خاصة بعد رفض السعودية لوثيقة تطوير العمل العربي المشترك، حيث برز عدد من الاتجاه داخل المجموعة العربية. ووفقا لما ذكره سفير عربي للأخبار بان المشهد العربي الحالي يضم عددا من المحاور في المقدمة السعودية التي انضم اليها كل دول الخليج ما عدا قطر والاردن والمغرب، وقد رفضت بصورة كاملة مشروع البروتوكول. وقامت هذه المجموعة بتنسيق مواقفها عبر اجتماعات تمت اكثر من مرة في نزل مندوب السعودية في الجامعة العربية احمد قطان، وقد ردت هذه الدول علي رسالة الامانة العامة التي طلب منها ابداء رغبتها في الانضمام الي اللجنة التي اقرتها القمة للبحث في تعديلات وثيقة العمل العربي المشترك واكدت رفضها للوثيقة، وكل تبعاتها، اما المحور الثاني فيضم الدول التي وافقت علي البروتوكول، وهي اربع: ليبيا، واليمن، وقطر وجيبوتي، اما المحور الثالث فيضم مصر والعراق، وهما من الدول الخمسة الموقعة علي البنود ال 61 والتي تم التوصل اليها في القمة الخماسية في 82 يونيو الماضي في مدينة سرت، ومازالت متمسكة بها، باعتبارها بنودا استرشادية تستوعب موافقة الدول العربية عليها، اما المحور الاخير فيضم بقية الدول العربية. وقد تحركت الاوضاع من جديد- وفقا لما قاله سفير عربي بالقاهرة- بعد ان تقدمت قطر بمذكرة طلبت فيها عقد اجتماع عاجل لوزراء خارجية الدول العربية، لبحث خلافات ما بعد قمة سرت، الا ان السعودية ودولا عربية اخري تحفظت علي الدعوة وطالبت كجزء من التسوية بعقد اجتماع علي مستوي المندوبين وعلي ضوء نتائجه سيقرر المندوبون ما اذا كان هناك ضرورة لعقد الاجتماع الوزاري من عدمه، وتؤكد مصادر عربية في القاهرة بان اجتماع المندوبين يسير باتجاه التهدئة والتسوية وعدم تصعيد الخلافات علي ضوء نتائج زيارة الامين العام لجامعة الدول العربية للرياض، والاتفاق علي ان بروتوكول تطوير منظمة العمل العربي المشترك كان اجتهادا في عدد من الجهات وفي مقدمتهم ليبيا التي ترأس القمة وان البند الوحيد المتفق عليه يخص عقد قمة تشاورية بالاضافة الي القمة العربية، ويمكن البحث في بقية القضايا المطروحة، والوصول بها الي توافق عربي كامل، خاصة ان الاتجاه العام هو اتباع التدرج في التطوير عبر مهلة زمنية تصل الي خمس سنوات، وتسير التوقعات بان يتم الاتفاق علي عقد اجتماع لوزراء الخارجية العرب خلال الايام القادمة خاصة انه من المقرر ان تنتهي المهلة التي حددتها القمة العربية للادارة الامريكية وهي شهر لاقناع اسرائيل بالتوقف عن الاستيطان، وهو ما يستلزم عقد اجتماع للجنة المتابعة العربية ومبادرة السلام في نفس التوقيت.