اليوم نبدأ نحن والعالم خطواتنا الأولي في العام الجديد، بعد أن ودعنا منذ ساعات قلائل عامنا الماضي، 2012، الذي انتهي من لملمة آخر أوراقه مع انتصاف الليل، إيذاناً برحيله عن ساحة الزمن الحاضر، وانتقاله بكل وقائعه وأحداثه إلي دائرة الماضي، محتلاً مكاناً دائماً في سجلات التاريخ. ومع بدايات السنة الجديدة التي بدت طلائعها تلوح في الأفق مع انسحاب ليلة الأمس، تمهيداً لانبلاج فجر اليوم، من حقنا أن نأمل ونتطلع، أن يكون عامنا الجديد أكثر رفقاً بنا وبكل المصريين من العام الذي غادرنا بالأمس، غير مأسوف عليه من أبناء المحروسة، الذين قلت فيه أفراحهم وزادت فيه أتراحهم، وكثرت فيه أحزانهم. وللحقيقة لقد كان العام الماضي ثقيلاً علي نفوس المصريين، متخماً بالأحداث الملتهبة والوقائع المأساوية والمؤلمة، بما لا يعطينا القدرة علي تجاهل قدر المرارة التي عانيناها ونحن نعايش أيامه، ونكابد محنه، بحيث يصعب علينا أو علي غيرنا الادعاء بأنه كان عاماً سعيداً له، أو لعائلته الصغيرة أو لوطنه الكبير. ونظرة مدققة وشاملة علي ما كان وما جري من أحداث ووقائع في عامنا المنصرم، تكفي للإلمام بالقدر الهائل من الآثار السلبية بالغة العمق، التي تخلفت عنه في جميع مناحي وجوانب حياتنا السياسية والاقتصادية، والتي تحتاج إلي جهد كبير وعمل جاد ومكثف لمواجهتها والخلاص منها. ويكفي للدلالة علي ذلك، أن نشير إلي المشهد القائم الآن علي أرض الواقع مع بدايات عامنا الجديد، وهو ذلك الانقسام والاستقطاب الحاد علي الساحتين السياسية والاجتماعية، نتيجة الخلاف المشتعل بين القوي والأحزاب والتيارات السياسية، ...، وهو ما ينعكس بالسلب علي الوطن والمواطن بصفة عامة، ووحدة الأمة بصفة خاصة. كما لابد أن نتوقف بانتباه واهتمام شديدين أمام ما نحن فيه اليوم من أزمة اقتصادية خانقة، تفرض علينا البدء الفوري والتحرك العاجل لمواجهتها ومحاولة الخروج منها، وتلافي آثارها وانعكاساتها بالغة الخطر علي عموم الناس في مصر، والفقراء وأصحاب الدخل المحدود علي وجه الخصوص. وهناك العديد من الأحداث المؤلمة والوقائع المرة، التي تعرضنا لها، وعانينا منها طوال العام الماضي، لا يتسع المجال لذكرها، ...، ولكن دعونا نبتهل إلي الله عز وجل، أن يكون عامنا هذا، أقل ألماً ومرارة من عامنا السابق بالنسبة لمصر والمصريين.