مع مغيب شمس الغد، تنتهي آخر ساعات النهار، في أيام عامنا هذا 2011 الذي كان بكل القياسات العقلية والذهنية، عاماً غير مسبوق، ولا مألوف، ولا متوقع، بكل ما احتشد فيه من أحداث جسام، وبكل ما جري فيه من مجريات، ووقائع أقل ما يمكن أن توصف به، أنها غيرت وجه الحياة، ومصائر البشر في مصر، والمنطقة العربية، والشرق الأوسط. ومع دقات الساعة معلنة انتصاف الليل، يكون عامنا هذا قد لملم أوراقه، وطوي صفحته ودخل بها في أزمة التاريخ، مفسحاً المجال لعام جديد قادم، حاملا معه أحداث ووقائع مازالت في علم الغيب، لا يطلع عليها سوي علام الغيوب، مالك الملك، وخالق الكون، سبحانه جلت قدرته. ودون مبالغة،..، لا يستطيع أحد منا أو من غيرنا، إلا أن يقول بأن عامنا هذا الذي أوشك علي الأفول، وتهيئ للانصراف، كان عام المفاجآت العظيمة، والمتغيرات الهائلة، لكل البشر، في مصر، ومحيطها الأقليمي العربي، حيث اجتاحته عواصف الثورات، ورياح التغيير، في وقت كان الظن فيه أن ثبات الأوضاع هو القاعدة، وأن تغير الحال من المحال، فإذا بكل الثوابت تسقط مع بدايات 2011 وإذا بكل المسلمات تتهاوي، وتصبح أثرا بعد عين، بعد أن أطاحت بها عواصف وأعاصير الثورات العربية، التي لم يتوقعها أحد، ولم يحسب حسابها أحد،..، وسبحان القادر الجبار، الذي يغير ولا يتغير. ونظرة واحدة متأملة، في أوراق عامنا الذي أوشك علي الرحيل، تكفي للدلالة علي جسامة المتغيرات، التي طرأت علي واقعنا في مصر، والواقع الذي كان قائما من حولنا، سواء في تونس، أو ليبيا، أو سوريا، وغيرها، وأصبح أمامنا وحولنا واقع جديد، يحمل في طياته أماني وآمالا عظاما، وطموحات لا حد لها لشعوب هذه المنطقة، التي عانت كثيراً طوال سنوات وسنوات، وأصبح من حقها أن تتطلع لغد أفضل، تسطع فيه شمس الحرية، والكرامة، والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية. والآن، ونحن نودع عامنا هذا، شاكرين الله علي ما كان فيه، نتطلع الي عام قادم نسأله سبحانه أن يعيننا علي صروفه ومجرياته، وأن يمدنا بالعزم والجهد لتحقيق الخير الذي نتمناه لمصر ولأنفسنا وكل الناس.