في مشهد يعكس تلاقي الماضي العريق مع الحاضر المتجدد، انطلقت فعاليات البرنامج الصيفي للأطفال والطلاب بالمتحف القومي للحضارة المصرية خلال شهر يوليو الجاري، ضمن رؤية المتحف كمؤسسة ثقافية وتربوية تهدف إلى تنمية وعي الأجيال الجديدة بالهوية المصرية، وتعزيز ارتباطهم بجذورهم الحضارية من خلال أنشطة تعليمية وترفيهية ملهمة. اقرأ أيضاً| «عين الخراب».. أسرار مدينة سكنية من زمن التحول الديني * برنامج صيفي يربط الأطفال بجذورهم شهد البرنامج الصيفي إقبالًا لافتًا من الأطفال والناشئة، الذين تراوحت أعمارهم بين 8 إلى 15 عامًا، حيث تم تصميم الفعاليات بعناية لتناسب هذه الفئة العمرية وتلبي شغفهم بالتعلم والمعرفة، من خلال ورش تفاعلية تحاكي عظمة التاريخ المصري بطرق ممتعة وعملية. - رؤية تعليمية تنبض بالحضارة أكد الدكتور الطيب عباس، الرئيس التنفيذي لهيئة المتحف، أن البرنامج يعكس رسالة المتحف كمؤسسة تعليمية وثقافية، تهدف إلى تقديم محتوى ثري خلال الإجازة الصيفية. وأوضح أن الورش المتنوعة ترتكز على عناصر من الحضارة المصرية القديمة، وتتناول موضوعات تنمّي مهارات الإبداع والتفكير لدى الأطفال. - ورش فنية وثقافية تحتفي بالتنوع - "تكي... تكي نوبة" بمناسبة اليوم العالمي للنوبة، نظّم المتحف ورشة بعنوان "تكي... تكي نوبة"، حيث خاض الأطفال تجربة حيّة لاكتشاف الموروث الثقافي لأهل النوبة، من حيث الملابس التقليدية، والعادات اليومية، والألعاب الشعبية، وملامح العمارة النوبية المميزة. - ورشة "السِّنت" في اليوم العالمي للشطرنج أعاد المتحف إحياء لعبة "السِّنت"، إحدى أقدم ألعاب الذكاء عند المصريين القدماء، من خلال ورشة فنية سلطت الضوء على رمزية اللعبة الدينية والفكرية، وعلاقتها بمفاهيم الخلود والقدر والحكمة. - ورش علمية بإبداع فني "السر في الأوكسيد" قدّمت نورهان عادل، بمشاركة الفنانة علا المحمدي، ورشة علمية فنية حملت عنوان "السر في الأوكسيد"، حيث تعلّم الأطفال من خلالها كيف تتحول التفاعلات الكيميائية إلى ألوان نابضة بالحياة، مستلهمين تقنيات التلوين من الفن المصري القديم. - الهوية المصرية في ألعاب الطفولة ورشة "ألعابنا المصرية" أوضحت عزة رزق، مسؤولة القسم التعليمي، أن ورشة "ألعابنا المصرية" أعادت الأطفال إلى عالم الألعاب الشعبية مثل "النحلة الدوارة"، والتي جسّدت قيم التعاون والمرح الجماعي، بعيدًا عن الأجهزة الإلكترونية، ضمن رؤية تحفّز الارتباط بالتراث الشعبي. - القيم الأخلاقية من قلب التاريخ "صوت ماعت" جسّدت ورشة "صوت ماعت" مفاهيم الحق والعدالة كما عاشها المصري القديم، من خلال قصص تمثيلية وأنشطة محاكاة لتعاليم الإلهة ماعت، التي كانت رمزًا للاتزان المجتمعي والعدالة الأخلاقية، بهدف غرس هذه المبادئ في أذهان الأطفال بطريقة تربوية شيّقة. - الكتابة الإبداعية في ضيافة الأدب اختُتم البرنامج بورش متقدمة في الكتابة الإبداعية، ضمن المستوى الثاني لورشة "الكتابة والتحرير قبل النشر"، التي قادها الروائي د. محمد الشخيبي. تعرّف الأطفال والكبار خلالها على مهارات السرد الأدبي وبناء الشخصيات وتحرير النصوص، مما فتح أمامهم آفاق التعبير الأدبي والنشر. طاقم العمل: نُفّذت الورش التعليمية والفنية تحت إشراف الفنانة هبة عبد القادر، وأسماء السيد، وبمساعدة المتطوعات هنا نادر، وسما حسين، ضمن بيئة تعليمية آمنة وداعمة للإبداع والتعلُّم.