يهل علينا عيد الأضحي المبارك هذا العام ونحن نبتهل إلي الله عزت قدرته ان يوفق مصر وشعبها إلي ما فيه خير البلاد والعباد، وأن يحقق لنا ما نسعي إليه، ونعمل من أجله وصولا إلي الدولة المدنية الحديثة القائمة علي الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية والضامنة لحقوق الانسان، في ظل سيادة القانون والالتزام بمبدأ المواطنة الذي يتساوي فيه الجميع كمواطنين مصريين دون تمييز أو تفرقة. وتأتينا أنوار العيد، ونحن نخطو بجدية علي طريق بناء مصر الجديدة بأعمدتها ومؤسساتها وهياكلها الرئيسية علي أساس ديمقراطي سليم بالانتخاب الحر المباشر وفقا للإرادة الشعبية لكل أبناء الوطن، بادئين بالبرلمان، والذي بدأت خطوات قيامه في التحرك والتسارع الآن في اطار السباق الانتخابي بين الأحزاب، والأفراد، والفاعليات والقوي السياسية النشطة، والساعية لاحتلال مقاعدها في مجلسي الشعب والشوري كنواب للشعب. وفي الأعياد، وخاصة ما له اتصال روحي في معناه ومفهومه وما يرتبط منها بالاركان والقيم الدينية، مثل عيد الاضحي المبارك، أعاده الله علينا جميعا بالخير والبركة،...، تكون الفرصة سانحة للتوقف والتأمل والمراجعة والنظر بعين الفحص والتدقيق في جميع الأحوال والمستجدات العامة والخاصة، وما يتصل منها بالشأن العام علي اتساعه، وشموله. وأحسب أن تلك محاولة ضرورية لتقييم ما كان، والإلمام بحقيقة ما هو كائن حاليا، كواقع حال لابد من ادراكه، والتعرف علي ملامح ما هو قادم في الطريق، مع اطلالة علي الماضي لا مهرب منها،...، ونظرة علي الحاضر لا يمكن اغفالها،...، وتطلع واستشراق للمستقبل لابد منه حتي تستقيم الأحوال وتتسق الخطي وتتحدد الأهداف. وجريا علي العادة المصرية المألوفة والسائدة،...، دائما ما تكون الأعياد فرصة مناسبة للتجمع والحوار خلال وأثناء القيام بالواجبات الانسانية والعائلية،...، وفرصة للتأمل في كل ما يجري، واستعراض جميع القضايا والمستجدات، والنظر في جميع الأحداث والوقائع. وفي هذا الاطار يمكننا القول دون مبالغة، ان هناك احساسا عاما لدي عموم الناس وخاصتهم، اننا نعيش هذه الأيام فترة من ادق الفترات في تاريخ وطننا، وأيضا أمتنا العربية، والاسلامية بقياس المتغيرات الجسيمة، التي حدثت وتحدث، وبقياس أيضا الآمال العريضة والنتائج المحتملة والمتوقعة، والمستجدات التي تكاد ملامحها تلوح في الأفق. وللحديث بقية بإذن الله، وكل عام ومصر بخير.