من الواضح أن هناك حالة من حالات ضبابية الرؤية، لدي عموم الناس حول آفاق المستقبل، ومسيرة الوطن خلال المرحلة القادمة، في ظل ما هو سائد علي الساحة الآن من خلاف الرأي، واختلاف الرؤي بين العديد من القوي والفاعليات والأحزاب السياسية النشطة علي الساحة، وهو ما ولّد لدي الغالبية العظمي من المواطنين نوعا من عدم اليقين بحقيقة الأشياء يصعب معها القراءة الموضوعية لها، والتعرف علي دلالاتها ونتائجها. ومن الواضح أيضا أن تلك الضبابية ترجع في أساسها إلي ذلك اللغط المثار علي الساحة السياسية حول جميع الموضوعات والقضايا المتصلة بخطوات المسيرة نحو المستقبل، وصولا إلي الدولة المدنية الحديثة، القائمة علي الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، والضامنة لحقوق الإنسان، في ظل سيادة القانون والالتزام بمبدأ المواطنة، الذي يتساوي فيه الجميع كمواطنين مصريين دون تمييز أو تفرقة. ومن المؤكد أن هناك توافقا عاما وشاملا بين جميع القوي السياسية، وكل فئات الشعب، علي ان الهدف هو الوصول إلي الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة، أو أن هذا هو المعلن، حتي الآن، من جانب كل هذه القوي، وكل الائتلافات والأحزاب والفاعليات النشطة علي الساحة، والمشاركة في السباق الانتخابي، الذي بدأت خطواته تتسارع الآن. ولكن من المؤكد أيضا، ان هذا التوافق كان وقفا علي الهدف فقط لاغير، أما كيفية الوصول إليه، وخطوات تحقيقه، والمراحل التي يجب أن يسير فيها ويعبرها حتي يتحقق، فهذه كلها قضايا مختلف عليها، وموضوعات متفجرة لا وجود لأي اتفاق حولها،...، وهذا بالطبع إذا ما كانت النوايا صادقة، وما أعلن عن توافق حول الهدف مؤكد وصحيح. ومن هنا رأينا ولمسنا عن قرب اختلافا واضحا حول كل هذه القضايا، وتلك الموضوعات، بالرغم من وجود اعلان دستوري واضح ومحدد يتناول الخطوات والمراحل التي ستتم، ويحدد خريطة الطريق والمسار الذي يجب السير فيه وصولا لما هو مأمول ومطلوب تحقيقه. ومن هنا كذلك رأينا دخانا كثيفا، يتصاعد حول كل قضية، ومع كل خطوة، ورأينا ضبابا يحيط بكل شيء، ويكاد يحجب الرؤية الصحيحة للأشياء، ويتعذر معه اليقين بما هو قادم. »ونواصل غدا إن شاء الله«.