الجدل السياسي والنقاش الجاد عن التخوفات المحتملة بشأن سيناء.. خلال الأيام الماضية.. وطوال فترة العدوان الاسرائيلي علي سيناء.. أحيا ضمير الأمة ومكانة سيناء في قلب كل مصري وأن الشعب لا يمكن أن يفرط في جزء غال من أرضه، حتي لو كان ثمنا لحل القضية الفلسطينية وحق الفلسطينيين في وطن.. التخوفات بواعثها.. إذا تم التعامل مع الموقف بمنطق أيديولوجي لا يعترف بحدود الوطن.. ويري ان أرض الله.. هي أرض للمسلمين بصرف النظر عن الجنسية أو الحدود السياسية، أو مفهوم السيادة.. ولكن إذا كان من بين الساسة العرب من هو مقتنع بهذا الفكر والمنطق، ويري ان أرض سيناء.. أرض للمسلمين.. وأن شعب غزة لا ملجأ له إلا حضن مصر الدائم.. فأنا أدعوه للعلاج النفسي قبل أن أدعوه لمراجعة موقفه ومنطق الخطيئة الذي يفكر به. فهو بذلك لا يقدم حلا للقضية الفلسطينية، ولا يتعاطف بقلبه الحنون مع أبناء غزة. ولكنه خائن يقدم أرضا عربية لإسرائيل علي طبق من ذهب.. وسوف تطوله أنياب المصريين قبل أن ينطق فمه بمثل هذه الأفكار! لم تجرؤ إسرائيل أن تتقدم رسميا بمثل هذه المقترحات المجنونة خلال العدوان علي غزة عام 8002.. ولجأت إلي تسريبات إسرائيلية لبعض قدامي الجنرالات والساسة والزعماء الدينيين المتطرفين.. وكان التعقيب المصري علي اقتراح مبادلة جزء من سيناء بمساحة من صحراء النقب الإسرائيلية بأنه ترهات لا تستحق الرد. واليوم.. مصر تنفي مثل هذه الأفكار.. وحماس تنفي.. وكل مواطن فلسطيني ينفي.. ينفون قطعيا.. رفض.. وعدم قبول أي توطين للفلسطينيين في سيناء.. أو ضم جزء منها إلي قطاع غزة لتكون الدولة الفلسطينية.. زادت حدة النفي وكأنه أمر مستحيل.. ولكن المشكلة ليست في نفي المصريين أو الفلسطينيين.. ولكنها في سعي إسرائيل الدبلوماسي تارة.. وبالعدوان علي غزة تارة.. لاجبار الطرفين علي هذا الحل.. وأي لين باسم التعاطف الإنساني سيجعل من الأمر الواقع حلا يفرض نفسه علي الفلسطينيين.. ولكنه لا يمكن أن يقبله أي مصري.. حتي لو كان بدماء شهداء جدد يلحقون بمئات الآلاف من شهداء مصر علي أرض سيناء دفاعا عنها..؟!