كثير من القضايا نتعامل معها علي أنها ادعاءات مزعومة أو كلام يأتي في إطار حديث المؤامرة.. وهو للاسف منطق ارتكنا له، ولا نفيق الا بعد تنفيذها، حرفيا وبدقة أكثر ما كنا نتصور أبعادها وأهدافها.. وما أحوجنا الي الحوار اليوم في قضية سيناء، حتي لو افترضنا أنه حديث المؤامرة.. فالقضية اليوم.. ماذا نحن فاعلون وكيف نستعد لمواجهة المؤامرات ضد سيناء، - حتي لو افترضنا انها مزعومة أو اطغاث أحلام - ولا عيب في ذلك طالما ان الحيطة تصب في صالح الحذر المطلوب من مؤامرات او جنون افكار.. لنترك المؤامرة جانبا، ونأخذ حذرنا ونتعامل مع الموقف علي اساس أن المؤامرة حقيقة تنتظر التوقيت المناسب، والظروف المناسبة التي يتم اصطناعها، لتحقيق المؤامرة علي أرض الواقع. ليس من قبيل الصدفة، ان ما طرحه الاب الروحي للصهيونية العالمية ولاسرائيل تيودور هيرتزل منذ أكثر من 521 عاما.. مع ما طرحته اسرائيل عام 8002.. وما يجري طرحه عالمياً منذ أيام من مقترحات لمسئولين اسرائيليين ومحللين أمريكيين وغربيين.. مضمون التوافق بين كل هؤلاء علي مدي هذا التاريخ.. سيناء أرض فضاء.. وأخيراً بؤرة للإرهاب.. بينما العالم يعاني من صداع القضية الفلسطينية وتوتر انفجار الوضع بالشرق الاوسط في أي لحظة.. لماذا نستريح من كل ذلك.. وأمامنا الحل البديل، السهل، اقامة الدولة الفلسطينية في غزةوسيناء.. هذا هو التحرك الذي يتم الترويج له عالمياً هذه الأيام.. إعلامياً أولاً.. ثم بحثيا وعلميا من مراكز البحوث والدراسات الاستراتيجية والامنية والعسكرية.. وأخيراً سياسياً علي مستوي مقترحات لبعض المسئولين الاسرائيليين، يتم بحثها ثنائياً لبعض الدول الكبري وفي المحافل السياسية الدولية.. وزاد ذلك، التهجير الاضطراري لأبناء غزة إلي سيناء في ظل العدوان الإسرائيلي؟! هذا ما يحدث.. ولك الحرية في التعامل معه بمنطق التفكير المعوج القائم علي افتراض المؤامرة.. ولكن ما يهمنا تعامل الدولة رسميا بالجدية المطلوبة والحذر الواجب لحماية سيناء.. ولا تنسوا أن اسرائيل كانت حتي سنوات قريبة مضت الدولة المزعومة..! والحديث عنها قبل عام 84 نتعامل معه علي أساس أنه التفكير التآمري غير الصحيح؟!