الكويت تستضيف الاجتماع الثالث للحوار الاستراتيجي

وزراء خارجية دول الخليج وتركيا يتفقون علي تعزيز العلاقات الثنائية بين الجانبين

التقي الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح نائب أمير الكويت وولي العهد امس أحمد داوود أوغلو وزير الخارجية التركي الذي يزور الكويت حاليا لحضور وقائع الاجتماع الوزاري المشترك الثالث للحوار الاستراتيجي بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وتركيا . وأكد الشيخ نواف الأحد خلال اللقاء أهمية الحوار والتنسيق والتشاور في شتي الأمور والقضايا بما يخدم نماء وإستقرار دول وشعوب المنطقة .. متمنيا أن يخرج الإجتماع الوزاري المشترك الثالث للحوار الاستراتيجي بتوصيات بناءة تدفع إلي تعزيز علاقات الصداقة الوثيقة بين دول مجلس التعاون وتركيا إلي آفاق أوسع وأرحب ،كما استقبل الشيخ ناصر المحمد الاحمد الجابر الصباح رئيس مجلس الوزراء الكويتي في قصر السيف امس وبحضور نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الكويتي الشيخ الدكتور محمد صباح السالم الصباح وزير خارجية الجمهورية التركية احمد داوود اوغلو والوفد المرافق بمناسبة زيارته للكويت حضر المقابلة سفير دولة الكويت لدي جمهورية تركيا عبدالله عبدالعزيز الذويخ ومدير ادارة مكتب نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ الدكتور احمد ناصر المحمد الأحمد الصباح والوكيل المساعد بديوان رئيس مجلس الوزراء الشيخ فهد جابر المبارك الحمد الصباح.
مؤتمر صحفي
وكان قد عقد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الكويتي الشيخ الدكتور محمد صباح السالم الصباح مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية التركي احمد داوود اوغلو وامين عام مجلس التعاون لدول الخليج العربية عبدالرحمن بن حمد العطية اكد فيه ان دولة الكويت هي محور اهتمام خليجي تركي عربي مشيرا الي ان الاجتماع الخليجي التركي بحث العلاقات الاستراتيجية بين الجانبين وتم التصديق علي برنامج العمل والموافقة علي انشاء فرق عمل في موضوعات عدة.
وقال الشيخ محمد في ان الاجتماع الوزاري الثالث تطرق الي القضايا الاقليمية والدولية وبخاصة قضايا السلام في الشرق الاوسط.
واضاف ان تركيا لعبت دورا محوريا بدفع عملية السلام وفي مواجهة الرعونة الاسرائيلية "ونحن نؤكد مرة اخرة وقوف دول مجلس التعاون الخليجي قلبا وقالبا مع السياسة الحكيمة لانقرة".
وذكر الشيخ محمد ان موقع تركيا في المنظومة العربية "يختلف جدا عن رابطة دول الجوار وما هو المهم ان العرب ودول مجلس التعاون تنظر لتركيا بنظرة خاصة ونظرة حليف ومساند والادوار التي لعبتها في المنطقة تعتبر ادوارا ايجابية بناءة".
واشار الي عقد هذه الجولة من الحوار الاستراتيجي الخليجي التركي بالاضافة الي اجتماع لجميع وزراء مالية الدول العربية للاعلان عن انطلاقة مبادرة امير الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح لانشاء صندوق دعم المشاريع المتوسطة والصغيرة.
الوضع العراقي
وردا علي سؤال حول ما اذا نوقش الوضع في العراق وبخاصة تشكيل الحكومة العراقية قال الشيخ محمد "موقفنا واضح ونتمني ان تتشكل الحكومة في اقرب وقت وان تكون حكومة توافق وطني وتضم جميع مكونات الشعب العراقي ودائما ومرارا نكرر بان ما يهم هو ليس المرسول ولكن الرسالة وتكون هذه الحكومة تحمل رسالة طمأنة الي دول الجوار ورسالة تأكيدات علي التزامها القرارات الدولية وكذلك تكون حكومة تضم الجميع لكي يعود العراق ليلعب دوره في هذه المنطقة".
من جانبه اعرب وزير الخارجية التركي احمد داوود اوغلو عن شكره وتقديره لدولة الكويت علي الحفاوة والتقدير وحسن التنظيم لهذا الاجتماع الوزاري المشترك للحوار الاستراتيجي بين دول مجلس التعاون وتركيا مؤكدا ان هذا الاجتماع مهم وذو قيمة عالية لانه يتناول العلاقات الاستراتيجية الثنائية ولانه يأتي في وقت يحتاج فيه الجانبان الي تعزيز اواصر العلاقات في شتي المجالات.
تطوير العلاقات
وقال اوغلو ان الاجتماع ناقش تعزيز وتطوير العلاقات الثنائية في كافة مجالاتها والامر الاخر هو تأسيس وتشكيل مجموعات عمل تشمل جميع المناحي منها الصحة والتعليم والسياحة والطاقة والمواصلات والزراعة حيث ستقوم مجموعات العمل بعمل الدراسات لتعزيز حجم التبادل التجاري والاقتصادي بين الجانبين.
واضاف ان هناك حاجة الي التوقيع علي الكثير من الاتفاقيات ومنها منطقة التجارة الحرة ومد خطوط السكك الحديد بين الجانبين علي اساس انشاء خط من الخليج الي تركيا ومن تركيا الي اوروبا وعمل مشاريع زراعية وتعزيز التبادل الثقافي من خلال انشاء مراكز علمية متخصصة بتدريس اللغة العربية في تركيا ومراكز لتدريس اللغة التركية بدول المجلس.
وذكر ان الوضع الحالي يدعو الي تعزيز وترسيخ العلاقات وتطويرها في شتي المجالات لاسيما ان الاوضاع التي تشهدها المنطقة والازمات التي تتعرض لها تحتاج الي تعزيز الاستقرار السياسي ودفع عجلة الاقتصاد في المنطقة وهذا من الامور المهمة في تطوير التعاون الثنائي.
واشار الي ان الاجتماع ناقش عددا من الامور والاوضاع في دول عدة منها فلسطين ولبنان وافغانستان والعراق معربا عن الامل ان يعم السلام والاستقرار المنطقة "فنحن نتمتع باقتصاديات متطورة ولدي القادة نظرة مستقبلية من شأنها ان تساهم في الرخاء والتطور".
من جهته قال الامين العام لمجلس التعاون عبدالرحمن بن حمد العطية ان الاجتماع الوزاري الثالث تناول معظم المسائل ذات الصلة بعلاقات التعاون وقد تم الاتفاق علي تشكيل فرق عمل لعدة امور منها الطاقة والتعليم والبيئة والصحة وكل ما يرتبط بالتجارة والاستثمار والاقتصاد مشيرا الي ان فرق العمل سوف تبدأ عملها بعد ان تم اعتمادها في الكويت حيث ستشكل خارطة طريق مهمة لتحقيق الانجازات.
واضاف العطية ان الامانة العامة لمجلس التعاون سوف تعقد اجتماعا للجنة المشتركة في مايو المقبل لمتابعة التقدم المحرز لما يتعلق بفرق العمل التي تم اقرارها باجتماع الكويت اضافة الي انها كانت فرصة للوزراء في البحث في القضايا التي تهم المنطقة لافتا الي ان الاجتماع الرابع سوف يعقد في تركيا.
وردا علي سؤال حول تخوف دول الخليج من البرنامج النووي الايراني وان ايران علي وشك انتاج رؤوس نووية وهل من معطيات جديدة بهذا الشأن قال العطية ان القلق دائما يساور الجميع فيما يتعلق بقضايا التسلح النووي ولكن فيما يتعلق بالملف النووي الايراني فان هناك دعوة مستمرة من دول مجلس التعاون بانتهاج الحوار الدبلوماسي سبيلا لحل هذه الازمة بين الغرب وايران وبالتالي "نحن نتطلع الي ان تكون منطقة الخليج ومنطقة الشرق الاوسط خالية من اسلحة الدمار الشامل".
وردا علي سؤال اخر بان هناك من يري بان دول الخليج افسحت المجال لتركيا لتغليب الدور التركي علي حساب الدور الايراني قال العطية "نقف بعلاقاتنا مع اصدقائنا واشقائنا علي مسافة واحدة وقد شهدت العلاقات الخليجية التركية تميزا في الاعوام الماضية وبالتالي انتهجنا الحوار الاستراتيجي سبيلا لتأطير العلاقات الجماعية بين دول المجلس وتركيا والصين والاسيان وروسيا في القريب العاجل"
القضية الفلسطينية
وعن القضية الفلسطينية، أكد عبد الرحمن بن حمد العطية أن "اسرائيل لاتزال تتمادي في صلفها باستخفافها بمباديء القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية واستمرارها في التنكيل بالشعب الفلسطيني الاعزل وارتكابها الجرائم التي يندي لها جبين الانسانية" معتبرا ان الاعتداء الوحشي الاسرائيلي علي سفن اسطول الحرية الذي راح ضحيته مجموعة من ناشطي السلام الابرياء "ليس الا دليلا علي هذا الصلف".
وجدد التأكيد علي وقوف دول مجلس التعاون الخليجي وتضامنها التام مع الحكومة والشعب التركي فيما يتصل بهذه الجريمة النكراء مؤكدا ان دول المجلس تثمن موقف الحكومة التركية الداعم لرفع الحصار الجائر عن الشعب الفلسطيني المحاصر في قطاع غزة ودعمها لموقف سوريا العادل لاستعادة الجولان المحتل والاجزاء المحتلة من الاراضي اللبنانية.
وحول الاوضاع في العراق، أكد العطية أن الاصلاح في العراق "لن يتأتي إلا عبر توحيد الكلمة ونبذ الشحناء وجمع كلمة العراقيين واعادة بناء الوطن العراقي علي اساس وفاق وطني للعراق يحافظ علي وجهه العربي وسلمه الاجتماعي ووحدة ترابه". وشدد علي ضرورة تشكيل حكومة اجماع وطني في العراق يجتمع عليها العراقيون مع ضرورة استكمال بغداد تنفيذ كافة قرارات مجلس الامن ذات الصلة وحث الامم المتحدة والهيئات الاخري ذات العلاقة علي الاستمرار في جهودها المشكورة لانهاء موضوعي التعرف علي من تبقي من الاسري والمفقودين من مواطني دولة الكويت وغيرهم من مواطني الدول الاخري واعادة الممتلكات والارشيف الوطني الكويتي.
وبالنسبة للملف اللبناني ، قال العطية ان استكمال بنود اتفاق الدوحة بين الاطراف اللبنانية وما تضمنه اتفاق الطائف خير داعم لامن واستقرار لبنان وتعزيز وحدته الوطنية.