هي أطهر بقاع الدنيا، تكتظ الان بالملايين من ضيوف الرحمن، جاءوا من كل فج عميق ليشهدوا منافع لهم وليطوفوا بالبيت العتيق. مكةالمكرمة التي تهفوا اليها كل القلوب تكتسي هذه الايام كل شوارعها وميادينها وطرقاتها باللون الأبيض في تدفق رائع الي بيت الله الحرام، ساحة الكعبة تحتضن الملايين من الحجاج حيث الخشوع والورع والأمل في غفران الذنوب والتوبة الي الله للعودة غانمين سالمين وقد تخلصوا من ذنوبهم كيوم ولدتهم أمهاتهم وبسبب الزحام الشديد نهارا أحرص دائما علي قضاء الليل في رحاب الكعبة المشرفة حتي الصباح وأعلي سطح المسجد الحرام كان الصحبة الطيبة مع رفيقي الزميلين إبراهيم أحمد الصحفي الشاب في جريدة اليوم السابع، وفوزي عمران كبير المذيعين بالبرنامج العام، جلسنا نتأمل مشهد ساحة الكعبة المشرفة من أعلي.. طوفان من البشر يطوف حولها في تناغم جميل وكأن الأرض تطوف بهم حول الكعبة.. أجواء روحانية جميلة عشناها حيث متعة النظر الي الكعبة المشرفة وقراءة القرآن والتوبة الي الله والأمل في الغفران كيوم ولدتهم أمهاتهم.. الجميع يعيشون في خشوع ومناجاة.. رأينا الدموع تنساب من العيون وأكف الضراعة ترتفع الي السماء والألسنة تناجي الرحمن طمعا في الغفران... صلاة الفجر هنا بصوت الشيخ السديس أو الشريم أو صالح لها مذاق خاص.. الندم علي ما فات والرجاء فيما هو أت.. وقفنا ننظر الي الكعبة المشرفة التي لم يتوقف الطواف حولها منذ أن رفع قواعدها سيدنا إبراهيم بمعاونة ابنه سيدنا إسماعيل.. تعجبنا أن ساحة الكعبة تحتضن هذه الملايين وتساءلنا هل تتمدد أرض الكعبة لتحضن كل هؤلاء برحمة من الله تعالي وأجبنا بالتأكيد نعم.. الطيور ترفرف طوال الليل أعلي الكعبة وكأنها تشارك ضيوف الرحمن في الطواف والعبادة علي طريقتها الخاصة دون نوم أو راحة.. المشهد المرفوض الذي تمنينا أن يختفي هو الصراع الرهيب للوصول الي الحجر الأسود وما يتبعه كثير من الحجاج في التدافع وإيذاء البعض خاصة من أصحاب البنيان الضعيف من قبل أصحاب البنيان القوي الذين لا يراعون حرمة المكان وجلال المناسبة ويتناسون فضيلة التراحم والتسامح.. وفي الصباح نظرت في عيون رفيقي إبراهيم وفوزي وكانت لغة الصمت حيث السعادة وكأن كلا منا يهنئ الاخر بساعات قد تكون جواز السفر إلي الخير الكثير وإلتقتنا صورا تذكارية لعلها تذكرنا بجلال المكان عندما يحل النسيان في زحام العمل والإنشغال وتمني كل منا لمن يحبه كل الخير والقدوم الي أجمل بقاع الدنيا.