يبدو أن بداية كل عام دراسي تكون أيضاً بداية لظهور المشاكل وكأنها وليدة اللحظة، لتظل كما هو المعتاد نفس المشاكل التي تتكرر كل عام مما يضطرنا لاستخدام المسكنات التي قد تختفي أيضاً من السوق في يوم من الأيام نتيجة للإفراط في استخدامها لنخلق أزمة مسكنات بدون داع، ومن الطبيعي أن تأتي الدروس الخصوصية علي رأس الأمراض التي أدمنت المسكنات منذ زمن بعيد بعد أن أدمنها أيضاً المدرس والطالب معاً. لم يكتف مسئولو وزارة التربية والتعليم بتشجيع الدروس الخصوصية بل إنهم أجبروا الطالب وبطريق غير مباشر علي ضرورة الانضمام إلي طابور الدرس الخصوصي بعد أن بدأوا في إجهاض المجموعات التي تعطي للطالب داخل المدرسة عقب اليوم الدراسي لتكون اختباراً حقيقياً لضمير المدرس فقد وضعت وزارة المالية أنفها إلي جانب الإدارة التعليمية ليقتسما مع المدرس المبلغ الذي لا يتعدي العشرين جنيهاً شهرياً، وكما يقول لي مدرس يعمل في إحدي مدارس الجيزة: هذا القرار شجع كثيراً المدرس المنضبط علي الانفلات من قبضة الوزارة والمديرية واستدعي فوراً تلاميذه ليكونوا ضيوفاً علي مائدته الخاصة، لا أعلم كيف تصدر هذه القرارات العشوائية في الوقت الذي نحارب فيه الدروس الخصوصية، والحفاظ علي ما بقي من ضمير نحن في حاجة إليه هذه الأيام، وحتي لا تصبح حرباً شاملة علي الدروس الخصوصية والمجموعات الدراسية والحصة المدرسية وأيضاً حرب ضد من فهم من التلاميذ.