بحصول الكاتب الصيني "مويان"علي جائزة نوبل للآداب هذا العام يتأكد وصول الصين لكل مناحي الحياة العالمية، فنجاح كاتبها في الفوز بالجائزة يعد طاقة نور لكل الأدب الصيني الذي لا يعرف كثيرا خارج الصين باستثناء ماترجم للغات أجنبية، ولقد حصل علي هذه الجائزة كاتب صيني آخر عام 2000 ولكن وسائل الإعلام الصينية لم تنشر أخباره باعتباره يعيش في منفاه في إحدي المدن الفرنسية وحاصلا علي الجنسية الفرنسية، ومن الطريف ان "مويان"تعني بالصينية "لا تنطق"ولقد اختاره الكاتب اسما له بدلا من اسمه الحقيقي ليتذكر دائما ان عليه الصمت وان الحديث الكثير عما يجري داخل الصين قد يسبب أضرارا لصاحبه، ولقد اتهم بعض النقاد الكاتب بقربه من النظام الحاكم في بلاده وهو ما يفسر التناول الواسع لهذا الفوز في الصين! وتميزت كتاباته بالقدرة علي المزج بين الخيال والواقع وكذلك بين الفلكلور الصيني والحياة المعاصرة ، وهذا المزج قد يصل الي حد الهلوسة كما يقول النقاد، ورغم خروج الكاتب من الدراسة في طفولته للإلتحاق بالعمل وتطوعه في الجيش الشعبي لبلاده فانه بدأ يخط أولي رواياته وهو مجند، ثم بدأ دراسة الأدب في الأكاديمية التابعة للجيش، أي انه اصر علي استكمال طريقه في الأدب ليغوص في معاناة الفلاحين في بلاده وكفاحهم من اجل البقاء ، الإنغماس في واقع البسطاء كان وسيلته لتحقيق هدفه والوصول الي القراء والحصول علي العديد من الجوائز حتي توج مشواره بأهم جائزة أدبية في العالم، ومن المؤسف ان قيمة الجائزة قد تم تقليلها بسبب الأزمة الاقتصادية لتصبح ثمانية ملايين كرونة سويدية بدلا من عشرة، ورغم ذلك سعد الكاتب سعادة بالغة ليس فقط لحصوله علي الجائزة بل لتمهيده الطريق لكتاب آخرين في وطنه لا يقلون إبداعا عنه، واني علي يقين ان الكتَّاب العرب لا يقلَّون موهبة وإبداعا عمن يحصلون علي نوبل ولكنها موازين القوي تتداخل في كل شيء حتي في جائزة نوبل الشهيرة.