ليس خافيا علي أحد أن هناك قوي لا تريد للإخوان المسلمين أن يحققوا أي نجاح. وأن هناك جهودا منظمة مصروف عليها ومحشود لها لإفشال خطة مرسي للعبور بمشاكل الأمن والنظافة ورغيف الخبز والمرور والبنزين لبر أمان خلال المائة يوم الأولي من توليه المسئولية.. والهدف واضح بالطبع لصنع ركيزة للتشكيك بعد ذلك في مصداقية الرئيس والإخوان معا! والصورة واضحة للغاية والممارسات تجري علي الأرض علي قدم وساق لدرجة أنني قرأت في صفحة حوادث واحدة خمس وقائع انفلات أمني راح ضحيتها قتلي وجرحي بالعشرات.. ورأيت مناطق كنت اتجنب السير فيها من كميات القمامة الهائلة وقد تم تنظيفها ثم رأيت نفس هذه الشوارع وقد عادت إليها القمامة من جديد وكأنما لتخرج لسانها لجهود الدولة.. وكل يوم نتابع عمليات تهريب للسولار والبنزين لاصطناع أزمات واختناقات تثبت عجز مرسي وعدم مصداقيته! ولكن السؤال الذي يحيرني ويشعرني بوجود مؤامرة مكشوفة لاحراج الرئيس أن أجهزة الأمن القادرة علي معرفة »دبة النملة« لم تكشف لنا شيئا عن العقول المدبرة لهذه الممارسات ولم تعلن نتائج أي تحقيقات تستهدف كشف مدبري هذه المهازل رغم ثقتنا الكاملة في أن المجتمع كله سوف يساند أي جهود لإعادة الأمن والاستقرار. فهل نحن عاجزون إلي هذا الحد رغم ما نملكه من امكانيات شرطية عن وضع أيدينا علي مفتعلي هذه الأزمات وتقديمهم للرأي العام والقيام بالهجوم المضاد المنتظر علي فلول النظام القديم الذين يعملون في الخفاء؟ أثق أننا قادرون لو أردنا!!
لم اقرأ تصريحا واحدا للدكتور رفعت السعيد رئيس حزب التجمع إلا وهو يكيل السباب للإخوان المسلمين لدرجة انني بحثت فربما اجد موضوعا آخر يهتم به رئيس الحزب فلم أجد، واندهشت من هذا التهافت المبالغ فيه لتخويف الناس من الإخوان حتي انه يؤكد أن عصمة الوزراء الجدد في الحكومة بيد الإخوان وأن اختيارهم تم علي أساس الزامهم بمبدأ السمع والطاعة للإخوان وأن الذين وافقوا علي قبول المنصب في نظره متهمون بالشهادة الزور ضد الوطن!! وها هو توفيق عكاشة قد وجد نظيرا له ينافسه في عدائه للإخوان وتهافته علي تخويف الناس منهم رغم أنني علي امتداد اكثر من شهر لتولي مرسي الرئاسة لم أر فنانا توقف عن الابداع ولم أعلم ان امرأة تحجبت خوفا منهم أو أن سائحا رفض الحضور إلي شرم الشيخ والغردقة بسبب حكمهم أو أن مستثمرا أجنبيا أغلق مصنعه وسرح عماله وهاجر مغادرا مصر بسبب ضغوطهم.. فمتي يحترم هؤلاء الرافضون إرادة شعوبهم ويتخلوا عن الأفكار الانشائية التي حفظوها عن أستاذهم صفوت الشريف؟!
لماذا نلوم الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية لانه أقام دعاوي قضائية ضد عدد من الصحف والفضائيات التي تمادت في الكذب والتلفيق وإثارة الفتن؟ الرجل لجأ مثله مثل أي مواطن وطلب من القضاء العادي أن يحميه من المتعدين، ومع ذلك لم يسلم من الانتقاد رغم انه لم يأمر باغلاق جريدة أو اعتقال صحفي وانما احتكم إلي القانون لانصافه. فما هو الخطأ في ذلك؟ ثم ان الرجل لم يختصم اصحاب الأراء المنتقدة له أو المختلفة مع سياساته ولم يقاض الذين سبوه وادعو عليه لدرجة أن بعضهم كتب يطالب بالحجر علي عقل رئيس الجمهورية! وإنما هو أقام دعواه ضد الكذب البواح واختلاق الأحداث المثيرة للفتن والمعادية لمصالح الوطن. ولكن حتي هذا السلوك الحضاري يتعرض في ذاته للتشويه فيقولون أن هذا الموقف نذير خطر ضد حرية الرأي والتعبير وأن الحل هو اتاحة المزيد من الحرية والتجاوز الإرادي عن الفوضي الإعلامية حتي تعالج نفسها بنفسها بمرور الوقت!! وكأن المطلب الآن هو تقييد رئيس الجمهورية وغل يده عن اتخاذ أي موقف ضد الذين يصورونه خائنا يبيع وطنه للفلسطينيين احيانا وللأمريكان أحيانا أخري!! ويا حرية الصحافة كم من الجرائم ترتكب باسمك!.