محمد حسن البنا حان الوقت لأن يبدأ كل مواطن بنفسه.. وأن يمد يده كي نعيد بناء مصر.. بعد أن دمرتها أيادي المخربين من العهد البائد.. والتي أتت علي الأخضر واليابس.. والتي نهبت ثرواتها.. وهربت أموالها.. وباعت أصولها. المصري الآن غير المصري قبل ثورة 25 يناير.. المصري الآن صاحب رأي ووجهة نظر.. وحق في رسم سياسة بلده.. ووضع دستورها الدائم.. يحلم بأن يعيش في وطن قوي.. يردع كل من يحاول الاعتداء عليه.. وطن يملك قراره.. لأنه يملك قوت يومه.. وطن يحتوي أبناءه.. مهما اختلفت توجهاتهم وأفكارهم.. فهذه سمة الديمقراطية.. وطن يحمي الجميع علي قدم المساواة.. دون تفرقة لعقيدة أو مذهب أو جنس أو لون.. وهذه سمة المواطنة. لقد آن الأوان للشعب أن يستريح من عناء الإضرابات والاعتصامات والمظاهرات التي لا طائل من ورائها سوي التمزق والتشرذم واشتعال نار الحقد والبغضاء بين الناس.. وهذا يحتاج إلي مسالك شرعية تتيح للمواطن التعبير بحرية عن رأيه وأفكاره وطموحاته.. وتستوعب آلامه وأوجاعه ومشاكله.. وقد أحسن الرئيس د.مرسي حين خصص منافذ بالقصور الرئاسية لمشاكل المواطنين ومعاناتهم.. وان كنت أري أن ذلك ليس كافيا. لأن للإعلام دورا مهما في هذه الأمور.. يجب أن يعبر عن مشاكل المواطن البسيط.. لا يسخر كل برامجه وصفحاته للصفوة أو النخبة التي لا هم لها سوي إثارة الفتن والنزاعات التي لا طائل من ورائها سوي استمرار تخريب مصر. إذن مرحلة البناء ودور المواطن في المساعدة في إعادة بناء مصر تحتاج إلي إعلام قوي يفهم دوره الحقيقي.. إضافة إلي الأساس التشريعي الدستوري والذي ينظم الحقوق والحريات والمباديء القانونية المستقرة. التي تطبقها ولا تحيد عنها سلطة القضاء. والتي تحكم بالعدل لا بالهوي.. وذلك لن ينضبط إلا بدستور قوي واضح التفسير ينصاع له الجميع.. نطبقه بالنص الحرفي المجرد.. وأنا هنا أري أن الجمعية التأسيسية للدستور تحتاج إلي وجهات نظر مختلفة. ولكي نستكمل مرحلة البناء.. نحتاج إلي مؤسسات قوية حكومية.. أو مؤسسات المجتمع المدني.. والحكومة الجديدة برئاسة الدكتور هشام قنديل تحتاج منا الصبر لنري كيف تحكم.. وكيف تواجه قضايا المجتمع والناس.. لقد صبرنا علي حكومات فاشلة من قبل.. فكيف لا نصبر علي حكومة اختار رئيسها قائد مصر الذي تم انتخابه علي أساس برنامجه ومشروعه »النهضة«.. والحكومة جاءت لتنفيذه.. وتم اختيار أعضائها بعناية.. إضافة إلي المؤمنين ببرنامج الرئيس من الحكومة السابقة.. وهنا يجب أن أوجه الشكر للدكتور كمال الجنزوري رئيس حكومة الانقاذ.. وما كان نقدي له شخصيا مطلقا.. بل أنا أقدره كشخص وفكر ورؤية.. لكن النقد البناء لأعمال الحكومة ودورها في المجتمع مطلوب سواء للدكتور الجنزوري أو الدكتور قنديل أو غيرهما.. لم يعد أحد فوق النقد في مصر.. الرئيس بنفسه يتم انتقاده وأسرته علنا وبمانشيتات الصحف.. وهنا أقدر للرئيس مرسي وللدكتور قنديل قولهما انهما يقبلان النقد لأن الرجل العام يدفع ضريبة.. وهي النقد من جميع المواطنين عامة ورجال الإعلام بخاصة.. وهنا يجب أن نعلم أن النقد يجب أن يكون موجها للعمل وللتصرف في شئون الدولة.. لا أن يمتد إلي الحياة الخاصة.. لأن الدستور والقوانين المتعاقبة لتنظيم مهنة الإعلام أو الصحافة ومواثيق الشرف تقضي بحرمة التعرض للحياة الخاصة.. كما أنه من غير المباح أن يتم التعرض للحياة الخاصة للإعلامي والصحفي! وحتي يكتمل البناء المؤسسي لمصر.. طالبت ثورة 25 يناير بتطهير المؤسسات.. وكان شعارا دائما في ميدان التحرير.. وهذا التطهير يحتاج إلي حكومة قوية تزن الأمور بميزان عادل.. وتنحي جانبا أصحاب »الفهولة والهمبكة« وتعلي شأن أصحاب الكفاءات.. خاصة في المؤسسات الخدمية التي تحتاج إلي ذكاء في التعامل مع المواطنين.. كما تحتاج دولة المؤسسات أن يكتمل البناء المؤسسي التشريعي بأسرع ما يمكن حتي يتم تفعيل الرقابة علي أعمال الحكومة.. والبناء المؤسسي التشريعي يحتاج إلي سرعة انتخاب مجلس الشعب وفقا لانتخابات حرة نزيهة. واذا كنت أرجو أن يتحرك المواطن بفاعلية للمساعدة في بناء وطنه.. فإنني أدعوه إلي نبذ الفرقة.. وأؤكد أن المستفيد الأول من هذا التناحر بين المصريين هم أعداء الوطن سواء من خارجه أو من داخله.. لأن التحام المواطنين يزيد مصر قوة في مواجهة أي عدو.. وفرقتهم تعطي الفرصة للمعاول أن تهدم الوطن.. فهل هذا يرضي التيارات المختلفة؟! المؤكد أن كل التيارات في مصر وطنية.. تحتاج فقط إلي اخلاص النوايا.. ماذا يحدث لو عاد ميدان التحرير مزارا سياحيا تاريخيا لمصر.. ماذا يحدث لو عادت منصة الشهداء بمدينة نصر كما كانت مزارا سياحيا.. المجلس الأعلي للقوات المسلحة والفريق أحمد شفيق الموجود حاليا خارج مصر »علي الأرجح في الإمارات العربية المتحدة«،.. مسئولون عن تطهير منطقة المنصة.. لقد أفرزت الانتخابات الحرة التي أشرفت عليها اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية فوز الدكتور محمد مرسي.. اذن لم يعد لدينا شك في أن نترك الدكتور مرسي يدير دفة البلاد دون وضع عراقيل.. وأن ننتظر ونراقب ماذا هو فاعل بنا وببلدنا.. والانتخابات القادمة ستثبت إن كان جديرا بالاستمرار لفترة أخري واحدة أم سيتم تغييره وفق ما يراه الشعب صاحب الاختيار الأول والأخير.. هذه هي الديمقراطية.. إذن لم يعد هناك داع لأن نعرقل بناء مصر بالنزاعات الشخصية وبث الفرقة بين المصريين.. ونصرة فصيل علي آخر.. واستخدام أساليب غير ديمقراطية للقفز علي السلطة! انني أدعو الجميع علي مائدة إفطار رمضانية من موائد الرحمن المنتشرة في ربوع مصر.. لكي تلتئم الجراح.. ونبدأ عصر النهضة. دعاء اللهم ارزقنا ثواب صيام رمضان وقيامه وعمل الطاعات آمين يا رب العالمين