أزعجني بشدة الدعوات التي أصدرتها بعض القوي السياسية بعدم الاحتفال بثورة 23يوليو بحجة أنها تؤصل للحكم العسكري وأنه يجب النظر للمستقبل، ماهذا الهراء، لا الاحتفال بثورة يوليو يؤصل للحكم العسكري ولا يمنع النظر للمستقبل.. بل العكس هو الصحيح، فإذا فقدنا ذاكرة التاريخ لن يكون لنا مستقبل، ثورة يوليو ثورة شعب بأكمله قادها ضباط القوات المسلحة بزعامة عبد الناصر، ثورة أمة وليست ملكاً لفصيل معين، ولا أعرف سبباً لهذا العداء التاريخي من بعض النخبة والفصائل لثورة يوليو التي لولاها ماتعلموا وما تحرروا وما وقفوا الآن يتحدثون علي الملأ، من الفصائل التي طالبت بإلغاء الاحتفال حزب الحرية والعدالة ولا أستغرب هذا، ولكن كل التعجب والدهشة أن ينادي بذلك المنسق العام لحركة 6 إبريل التي تابعتها منذ بداية ظهورها مع أحداث عمال المحلة وصفقت لهؤلاء الشباب الرائع، وحين نفي المتحدث الرسمي باسم الحركة أي دعوات للإلغاء مؤكداً أن رأي المنسق العام هو رأي شخصي، زاد الطين بلة، لأنه قال " أن الحركة لا يهمها الاحتفال بثورة يوليو من عدمه وكل ما يعنيها هو المستقبل وليس الماضي "..! لهذا أطالبهم بإعادة دراسة التاريخ فمن العار كل العار أن نلغي تاريخ الوطن مهما كان به من سلبيات، ثورة يوليو هي إحدي الثورات التي غيرت تاريخ مصر والأمة العربية والأفريقية وأعلت من شأن الإنسان المصري، بل غيرت تاريخ العالم أجمع وجعلت الدول الكبري تعيد رسم خططها من جديد، بعد أن كانت العامل المؤثر والقوي لحركات التحرر الوطني في العالم العربي والأفريقي، ولا يملك أحد أن يلغي التاريخ، فأمة بلا ماض هي أمة بلا مستقبل، ولهؤلاء أقول.. إن طمس هوية الشعوب وحضارتها هو طمس للتاريخ ولم تشهد مصر في عصرها الحديث سوي نهضتين، الأولي نهضة محمد علي والثانية النهضة التي حققت فيها التجربة الناصرية نجاحاً غير مسبوقاً في كافة المجالات، وكانت مطالبها هي المطالب نفسها التي طالب بها الشعب في ثورة25 يناير 2011.