أثارت التصريحات التى أطلقها عدد من قيادات جماعة الإخوان المسلمين حول عدم الاحتفال بثورة 23 يوليو, استياء العديد من السياسيين الذين أكدوا أن ثورة 23 يوليو جزء من التاريخ, ولا يوجد أى داعٍ لعدم الاحتفال بها، خاصة أنها كان لها تأثير كبير فى تغيرات أوجه الحياة فى مصر. اعتبر سياسيون ما يتردد بشأن هذه الثورة من جانب الإخوان يدخل فى إطار تصفية الحسابات بعد الخلافات والصراعات الشهيرة التى تمت بينهم خلال فترة الستينيات, مؤكدين أن الاحتفال بالثورات يكون من حيث المبدأ على القيمة والأهداف التى قامت من أجلها وليس مسألة شخصية. من جانبه قال عبد الغفار شكر, رئيس حزب التحالف الاشتراكى, أن ثورة يوليو جزء من التاريخ المصرى, وكان لها سلبيات وايجابيات ولكن الإيجابيات كانت لها دور فعال فى توفير احتياجات المواطن المصرى من عدالة اجتماعية وتعليم مجانى وحصول أبناء الفقراء على أكبر الشهادات العلمية دون أى مقابل, مؤكداً أن الإيجابيات كانت كثيرة فيما عدا الأوضاع السياسية التى كان تتم بالعمل الديكتاتورى من قبل مجلس قيادة الثورة. وأضاف شكر فى تصريحات ل"بوابة الوفد" أن من يحاربون ثورة 23 يوليو خلال هذه الأيام هو فى أعلى المراكز القيادية فى مصر، وكان من الضرورى عليهم أن يتناسوا هذا الخلاف وينظروا للمستقبل نحو بناء مستقبل أفضل والتغلب على سلبيات الماضى الذين وقعوا فيها قيادات مجلس قيادة الثورة. وعن دعوات بعض شباب الاخوان لعدم الاحتفال قال شكر: "لهم رأيهم ويحترم خاصة أنهم ينظرون للأمر من ناحية أخرى وليس صراعا شخصيا مثل قيادات الإخوان، مؤكداً أن خلاف الشباب يأتى من قبل الاعتماد على بناء دولة العسكر وليس صراعا سياسيا" . من جانبه إنتقد د. مصطفى النجار، عضو مجلس الشعب المنحل، الدعوات التى تطالب بإلغاء الاحتفال بذكرى ثورة 23 يوليو قائلا: "من العار أن نلغى تاريخ الوطن مهما كانت السلبيات فى بعض أحداثه". وطالب النجار، في تغريدة له عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، شباب الثورة بالتعقل قائلا: "لا أقبل الحديث عن إلغاء ذكرى ثورة يوليو، ومن العار أن نلغى تاريخ الوطن مهما كانت السلبيات فى بعض أحداثه.. تعقلوا يا شباب الثورة كفانا عداء للمجتمع". وتابع النجار: "يسىء للثورة كل من يريد أن يلغى التاريخ الذى لا يعجبه، فالوطن أكبر من أهوائنا ووجهات نظرنا ونحن زائلون والوطن باق.. أعيدوا كتابة التاريخ واكشفوا ما تم إخفاؤه وتزييفه لكن لا تطالبوا بإلغاء التاريخ مهما كانت قسوته ومرارته". فى السياق ذاته قال ناجح إبراهيم، عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية، إن ثورة 23 يوليو بإيجابياتها وسلبياتها جزء من تاريخ مصر، حيث إنه من كان أهم إيجابياتها طرد المحتل. أكد ابراهيم فى تصريحات ل"بوابة الوفد" أن ثورة يوليو من الأحداث التى أثرت فى مجرى التاريخ ولها بصمات تغيرية على الحياة فى مصر, ولذلك لابد من عدم التجاهل أو الإنصياع وراء دعوات الهدم لها ولكن لابد من التعلم منها والإستفادة من الأخطاء التى وقعوا فيها. وأشار عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية, إلى أن ثورة يوليو ليست ملك جمال عبد الناصر, وإنما يملكها الشعب المصرى كله, لأنها جزء من تاريخ مصر والتاريخ من الطبيعى أن يكون فيه سلبيات وإيجابيات وعلى السياسيين التدقيق والمتابعة أن ينصفوا ويقولوا الحسنات والسيئات. وقال ناجح أن الأخطاء التى وقعت فيها الثورة كانت على رأسها إنعدام الديمقراطية والإضطهاد السياسى الذى تم للفصائل السياسية خاصة الإسلاميين سواء بقوة التعذيب والقتل وأيضا إلغاء الأحزاب والتعددية السياسية وعوامل الولاء والمحسوبية التى كان يتعامل بها عبد الناصر. وقال المستشار بهاء الدين أبو شقة,نائب رئيس حزب الوفد,أن ثورة يوليو جزء من تاريخ مصر ولا أحد ينكر ذلك وما يتردد بشأن عدم الإحتفال بها هى آراء فردية لأن الإحتفال بالثورات هى من حيث المبادئ والقيم التى إستطاعت هذه الثورات أن ترسخها . وأضاف أبو شقة فى تصريحات ل"بوابة الوفد" أن الشعوب عندما يتواجد فيها أحداث يكون عليها خلاف وتأييد بشأن التقويم ولا توجد شئ فى الكون يكون الجميع متفق عليه لكن من حيث المبدأ لا نستطيع أن نتجاهل هذه الأحداث.