عميد تجارة القاهرة الأسبق: الجامعات الحكومية ما زالت الأفضل.. وهذه أسباب تفضيل البعض للخاصة    تنسيق دبلوم التجارة 2025.. قائمة الكليات والمعاهد المتاحة لطلاب 3 سنوات «رابط وموعد التسجيل»    عيار 21 الآن بعد الانخفاض الجديد.. أسعار الذهب اليوم السبت 23 أغسطس 2025 بالصاغة    سعر السمك البلطي والكابوريا والجمبري في الأسواق اليوم السبت 23 أغسطس 2025    أبطال فيلم "وتر واحد" يشاركون ويجز تألقه على مسرح العلمين    من جلسات التدليك لمنتجعه الخاص، جيسلين ماكسويل تكشف تفاصيل مثيرة عن علاقتها بإبستين وترامب    مباراة النصر ضد الأهلي مباشر في السوبر السعودي 2025.. الموعد والقنوات والتردد    «الشمس هتغيب قبل المغرب».. كسوف الشمس الكلي يظهر في سماء 9 دول بهذا التوقيت    «عايز أشكره».. آسر ياسين يصعد على المسرح خلال حفل ويجز بمهرجان العلمين.. ما القصة؟    سهير جودة عن شيرين عبدالوهاب وحسام حبيب: «انفصال وعودة مزمنة.. متى تعود إلينا؟»    فيفي عبده تعلن وفاة الراقصة المعتزلة سهير مجدي    «الأستانلس أم التيفال»: هل نوع حلة الطبخ يغير طعم أكلك؟    تفاصيل قطع المياه لمدة 6 ساعات في المنطقة المحصورة بين الهرم وفيصل بالجيزة    أهم الأخبار الفنية على مدار الساعة.. حسام حبيب ينفى عودته لشيرين.. 3 أفلام جديدة تقتحم شاشات السينما المصرية تباعا حتى أكتوبر.. إيرادات فيلم درويش تتجاوز ال20 مليون جنيه خلال 9 أيام عرض بالسينمات    "حضورك راقي" 11 صورة لزوجة محمد عواد والجمهور يعلق    رئيس أركان الجيش الهندي يزور الجزائر الأسبوع المقبل    أطعمة تسبب الصداع النصفي لدى النساء ونصائح للسيطرة عليه    بهدف رويز.. باريس سان جيرمان ينجو من فخ أنجيه في الدوري الفرنسي    التعليم تطلق دورات تدريبية لمعلمي الابتدائي على المناهج المطورة عبر منصة (CPD)    رسميا.. مدرسة صناعة الطائرات تعلن قوائم القبول للعام الدراسي الجديد 2025/ 2026    رسميا.. جامعة الأزهر 2025 تفتتح أول كلية للبنات في مطروح وتعلن عن تخصصات جديدة    طارق فهمي: الإعلان الأممي عن تفشي المجاعة في غزة يعكس حجم الكارثة الإنسانية    بوتين: واثق أن خبرة ترامب ستسهم في استعادة العلاقات الثنائية بين بلدينا    وزير الخارجية الأردني: على إسرائيل رفع حصارها عن قطاع غزة والسماح بإيصال المساعدات    نشرة التوك شو| موجة حارة جديدة.. وشعبة السيارات تكشف سبب انخفاض الأسعار    العملاق مدحت صالح يبدأ حفله بمهرجان القلعة بأغنية "زى ما هى حبها"    ويجز يغنى الأيام من ألبومه الجديد.. والجمهور يغنى معه    مدحت صالح يتألق بغناء حبيبى يا عاشق وزى المليونيرات بحفله فى مهرجان القلعة    الإنتاج الحربي يستهل مشواره بالفوز على راية الرياضي في دوري المحترفين    المستشار القانوني للزمالك يتحدث عن.. التظلم على سحب أرض أكتوبر.. وأنباء التحقيق مع إدارة النادي    في لحظات.. شقة تتحول إلى ساحة من اللهب والدخان    مراسل من دير البلح: المنطقة باتت مستباحة بالكامل تحت نيران الاحتلال    إسرائيل تشن هجومًا على مخازن تابعة لحزب الله في لبنان    تشيلسي يقسو على وست هام بخماسية في الدوري الإنجليزي (فيديو)    أول تعليق من النني بعد فوز الجزيرة على الشارقة بالدوري الإماراتي    مصدر ليلا كورة: كهربا وقع عقدا مع القادسية الكويتي    غزل المحلة يبدأ استعداداته لمواجهة الأهلي في الدوري.. صور    ارتفاع الكندوز 39 جنيها، أسعار اللحوم اليوم في الأسواق    وزير الري يشارك في جلسة "القدرة على الصمود في مواجهة التغير المناخي بقطاع المياه"    اليوم، دار الإفتاء تستطلع هلال شهر ربيع الأول لعام 1447 هجريا    سليم غنيم يحافظ على الصدارة للعام الثاني في سباقات الحمام الزاجل الدولية    المنوفية تقدم أكثر من 2.6 مليون خدمة طبية ضمن حملة 100 يوم صحة    صحة المنوفية تواصل حملاتها بسرس الليان لضمان خدمات طبية آمنة وذات جودة    كتر ضحك وقلل قهوة.. طرق للتخلص من زيادة هرمون التوتر «الكورتيزول»    مقتل عنصر من الأمن السورى فى هجوم انتحارى نفذه "داعش" بدير الزور    أخبار × 24 ساعة.. موعد انطلاق العام الدراسى الجديد بالمدارس الدولية والرسمية    قدم لكلية الطب وسبقه القدر.. وفاة طالب أثناء تركيبه ميكروفون لمسجد في قنا    ظهور مفاجئ ل «منخفض الهند».. تحذير بشأن حالة الطقس اليوم: القاهرة تُسجل 40 مئوية    القضاء على بؤرة إجرامية خطرة بأشمون خلال تبادل النار مع قوات الشرطة    سعر الدولار الآن أمام الجنيه والعملات العربية والأجنبية السبت 23 أغسطس 2025    هل يجوز شرعًا معاقبة تارك صلاة الجمعة بالسجن؟.. أحمد كريمة يجيب    هل إفشاء السر بدون قصد خيانة أمانة وما حكمه؟ أمين الفتوى يجيب    خدعوك فقالوا: «الرزق مال»    ثورة جديدة بتطوير المناهج «2»    خطيب الجامع الأزهر: أعداء الأمة يحاولون تزييف التاريخ ونشر اليأس    شنوان.. القرية التي جعلت من القلقاس جواز سفر إلى العالم| صور    إمام مسجد بكفر الشيخ: لابد أن نقتدى بالرسول بلغة الحوار والتفكير المنضبط.. فيديو    رابطة الصحفيين أبناء الدقهلية تؤكد انحيازها التام لحرية الإعلام    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الداعية د.مبروك عطية الأستاذ بجامعة الأزهر
علي الرئيس أن يعيد النظر في القوانين لا في الأحكام
نشر في الأخبار يوم 21 - 07 - 2012

جماعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر غير شرعية إلا إذا ولاها الحاكم
الخطاب الديني الموجود الآن
علي الساحة لا يبني شخصية اسلامية
فرضت علينا ايام رمضان ان نتوجه الي احد كبار الدعاة من الذين شاركوا باسهاماتهم العلمية في خلق حالة من التنوير الديني وذلك من خلال وسائل الاعلام المختلفة
اذ يعتبر الدكتور مبروك عطية من اوائل هؤلاء الدعاة الذين يتعاملون مع الدين علي ارض الواقع وليس مجرد خطيب او شعارات او ترديد فتاوي لا تبني انسانا ولا تساهم في رقيه والاخذ بيده نحو الافضل من اجل ذلك رأينا اراءه لا شك سوف تلعب دورا في خلق مزيد من حالات التبصر بكل ما هو صالح للدين والدنيا ولسوف يتضح ذلك اكثر من خلال منابع متأنية لهذا الحوار الذي نبدأه بهذا السؤال.
هل في تصورك ان رجال الدين والدعاة يقومون الان بدورهم من اجل ان تكون مصر امة واحدة في ظل هذه الفرقة التي نعيشها الان؟
نعم هم يقومون بدورهم ولكن بما نسميه بالطريقة الاجتهادية يعني كل يجتهد لكن هذا ليس اداء للدور المنوط بهم لفقد الخطة بمعني انني اسأل هذا السؤال من اكثر من جهة ومن اكثر من صديق.. مبروك عطية يجتهد وحده.. وفلان يجتهد وحده وآخر يجتهد وحده.. مفيش حد جمع العلماء وقال لهم كذا الازمة الحقيقة فيما اري للخطاب الديني انه لم يقم الازهر والاوقاف بوضع خطة لهؤلاء العلماء والدعاة ليسيروا عليها في عملهم الدعوي.. في وزارة منوط بها الدعوة في جهة رسمية منوط بها الوعظ والارشاد تجمع البارزين الموهوبين المتخصصين وتضع لهم ورقة عمل وتقول نحن نريد كذا وكذا في الخطاب الديني وكل يدلي بدلوه وانا عندي الفكرة وعندي الكتب ومجلدات في الخطاب الديني.
الخطاب الديني الموجود الان علي الساحة لا يقيم شخصية اسلامية فهو مجرد خطاب في الطلاق، في الزواج في المناسبات انا لدي كتاب قد انتهيت منه قريبا اسمه الدين بين الحالة والحياة فالذي نعيشه الان هو حالة بمعني كل سنة وانت رمضان داخل واجراء حوار من اجل رمضان اما في شوال لا اري احدا ممكن نعمل حوار للحج وممكن نعمل حديثا في الاذاعة عن التهاني فهذا كله دين الحالة ودين الحالة لا يبني حياة لان النبي صلي الله عليه وسلم حينما كان يسأل اي الاعمال الي الله احب فيقول عليه الصلاة والسلام ادومها وان قل الديمومة في الاعمال مفقودة فبالتالي الحوار والموضوعات المقدمة كما قلت.
فدين الحالة يجب ان يذوب وينتهي ويحل محله دين الحياة بمعني التطوير في سلوكيات المسلم اليومية انا لا اري في الغالب الاعم من حديث المستحدثين الا هوامش.. فالقرآن الكريم يربينا حيث اشار الي انه اذا استأذنا ولم يؤذن لنا فلنرجع فيقول تعالي: »واذا قيل لكم ارجعوا فارجعوا هو ازكي لكم، فهل لهذه الآية واقع فعلي في حياة الناس طبعا لا والف لا.
يقول الله تعالي: وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فاصلحوا بينهما وراجع حديث البخاري في حديث »اذا التقي المسلمان بسيفيهما« لم ينزع ربنا صفة الايمان عن المقتتلين في آية الحجرات ولم ينزع الرسول صلي الله عليه وسلم صفة الاسلام عن الملتقين بسيفيهما فهم مؤمنون عصاة وهم مسلمون متقاتلون.. اما نحن فقد كفر بعضنا بعضا لاتفه الاسباب فاين هذا في خطبة جمعة واين هذا في درس واين هذا في بناء شخصية انسان فقد تكلم الناس عن غض البصر فاين الحديث عن غض الصوت لقول الله تعالي »واغضض من صوتك« فاين الحديث عن غض الصوت وملأتم الدنيا مكبرات صوت وصياحا وضجيجا واصبحت الدنيا كلها ضجيجا فمن توجيه القرآن وبنائه واغضض من صوتك وانا اسأل من سمع متحدثا في دين الله يتحدث عن غض الصوت او عن جماله ان انكر الاصوات لصوت الحمير.. اذا توفر لنا مؤذنان احدهما جميل الصوت ويطلب اجرا والاخر دونه في الصوت ولا يطلب اجرا آثرنا جميل الصوت واعطيناه اجرا.. جملوا القرآن باصواتكم وبالتالي لن تسمع هذه الجعجعة التي تسمعها من المؤذنين وهي منفرة.
بقي عندنا شيء مهم في الخطاب الديني المصاب بالفراغ ليس عندنا خطاب ديني يبني انسانا ليس عندنا الا مسكنات ومعلومات مغلوطة واحاديث موضوعة واخري ضعيفة ومتاهات شنيعة جدا.. اول ما يجب ان يشتمل عليه الخطاب الديني روح العبادة في الاسلام وروح العبادة تتمثل في الصيام مثلا فجثة الصيام الامتناع عن الطعام والشراب من طلوع الفجر الي غروب الشمس اما روح الصيام فتتمثل في »لعلكم تتقون« فلا تأكل مال اليتيم فلا تسرق فلا تنظر الي محرم فلا تغتاب الناس لقول النبي صلي الله عليه وسلم من لم يدع قول الزور والعمل به فليس له حاجة في ان يدع طعامه وشرابه.
كلام شائك
ما الدور الذي يجب ان يقوم به الدعاة ورجال الازهر من اجل ان تكون السياسة لمصلحة الوطن وليس لمصلحة جماعة بعينها؟
الكلام في السياسة كلام شائك لا لشيء الا لان معظم الناس يفتقد ثقافة حقيقية يعني ايه عالم وسياسة اذا صارت السياسة جماعات واحزابا ما الذي يمنع ان يكون هناك مشاركة حقيقية في هذه الاحزاب من رجال الدين الذين هم علي وعي ودراية.. لماذا لم يترشح واحد من الازهر لرياسة الجمهورية فاذا كان مستقلا واجهته عقبات كبيرة اخطرها واهمها الشائعات التي تقول ان السياسة لعبة وانها وانها وان الرجل الذي سيرشح نفسه يلزمه مثلا كذا مليون جنيه دعاية وليس لديه من ذلك شيء.. واذا سمح هذا المرشح ان يتبناه احد ماديا اصبح المرشح اداة من ادوات صاحب المال وبالتالي يملي عليه ارادته وهواه ومخططاته.
واعود الي لب الموضوع واقول ان الدور لا يمكن ان يؤدي الا اذا اسند يعني لابد ان يسند احد لي دورا.. يعني ايه دور الازهر.. الازهر منارة هذا كلام انشاء الازهر مؤسسة من مؤسسات الدولة.. وما معني المؤسسة يعني منهجا ومباني ومقررات ومعاهد ازهرية وجامعة الازهر ومجمع البحوث وادارة وعظ وارشاد فالازهر لا يمكن ان يقوم هو باختراع دور لانه سيكون مخالف للقانون عند ذلك هل اسند احد الي الازهر مثلا الاشراف علي القنوات التي تري فيها تفسير الاحلام والفتي ليضبط سير عمله ولم يقم بدوره تجاهها لان الخطاب الديني السائد هو من فصيل وحدوا الله وصلوا علي النبي وهذا ليس علما ولكنه همبكة لان كتب الموسوعات كلها صلت علي النبي مرة في البداية واخري في النهاية ومساحتها 30 مجلدا اما الان يتحدث عشر دقائق ثم يقول صلوا علي الحبيب المصطفي ومعناها تحذير الناس وهذا لا ينفع.
انا اريد علما باصول يعني تقول رمضان يختلف عن غيره من بقية الشهور 1- انه متواتر الصوم-2- فيه صدقة الفطر 3- فية صلاة التراويح.. اما تظل تقول انه شهر جميل وشهر مودة ورحمة ومغفرة ولا ادري من اين جاء بهذا الكلام.
المفروض ان رئيس الدولة هو المسئول عن اسناد الامور الي اصحابها حتي يوسد الامانة الي اهلها فلا تقوم الساعة واليك مثلا حديث اذا وسد الامر الي غير اهله فانتظر الساعة اي خراب الدنيا وليس قيام الساعة للحساب كما يفهم ملايين البشر قال ابن عبدالبر انتظار الساعة ليس معناه قيام القيامة وحساب الناس وانما معناه خراب الدنيا قيام الساعة في 99٪ من احاديث معناها خراب الدنيا والدنيا اذا خربت كان القيامة قد قامت.
لا هذا ولا ذاك
هل تري ان الدعاة الذين يؤمنون بمبادئ الاخوان يتميزون بالصوت العالي مما يخيف غيرهم من الدعاة المعتدلين؟
وما شهدنا الا بما علمنا فانا لا سمعت هذا ولا ذاك فالداعية من الاخوان هو داعية من الاخوان وداعية غير الاخوان هو داعية غير الاخوان لكن لدي كل منهما ثقافة واعية وخطابا دينيا رشيدا انا عندما اسأله لا اقول له انت اخواني او غير اخواني وانما اقول له ماذا قرأت ومن اين اتيت بهذا الحديث.
انا احفظ عن ظهر قلب تراجم الائمة الكبار جدا منهم واحد اعتقد ان نسبة كبيرة تعرفه وهو الشيخ الشنقيطي عليه رحمة الله وهو كان احد سكان الدراسة نحيف البدن.. وردت عبارة في ترجمته في منتهي الخطورة والاهمية تقول: الويل لخطيب الازهر عندما يصلي الشنقيطي في الجامع الازهر واحد وزنه 40 كيلو جالس تحت المنبر والخطيب فوق المنبر وبعد انتهاء الصلاة ينصرف الناس لان النصيحة في الملأ فضيحة ويذكر له جميع الاحاديث الواردة في خطبته ويقول له هذا ضعيف وهذا منكر وهذا موضوع وكيف اتيت به كان يفعل ذلك من اجل ان يدقق هذا الخطيب في اختيار الاحاديث النبوية.
احذر من وجودهم
ما رأيكم في قضية ما يسمي بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر.. وماذا لو تمكن هؤلاء الادعاء من تنفيذ ما يهددون به المجتمع من آن لآخر؟
انا لدي نقطتين في الاجابة عن هذا السؤال النقطة الاول انه ما فيش حاجة اسمها جماعة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر الا اذا كانت عن طريق الحسبة وولاها السلطان او الحاكم او الامير والامة الاسلامية مأمورة بان تأمر بالمعروف وتنهي عن المنكر هكذا قال الله تعالي »كنتم خير امة اخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر.. ولكن في حدود ما يعلم كل مسلم كان تقول للمصاب اصبر وكأن تقول للظالم احذر غضب الله.
اما النقطة الثانية في الاجابة عن هذا السؤال نقطة مهمة جدا هل هو امر بالمعروف ام قتال بالمعروف فالامر كلام والنهي كلام.. الامر بالمعروف له شرط خطير جدا ان يكون هو عالما بالمعروف وعالما ايضا بالمنكر حتي يستطيع ان يأمر بالمعروف وينهي عن المنكر لانه ربما الامر بالمعروف والناهي عن المنكر حينما ينهي شخصا عن المنكر وهذا الشخص ليس علي منكر لانه لا توجد جماعة تأمر بالمعروف ولا تؤمر به والآمر اليوم مأمور غدا لقول الله تعالي: »والعصر ان الانسان لفي خسر الا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر« وليس وصوا فالآمر اليوم كما قلت مأمور غدا لانه الآمر ليس ملائكيا فكما اخطأ غيره يخطئ هو وهكذا.
وانا احذر من وجود مثل هؤلاء الناس لان مثلا لو ابني هو الذي وقع عليه اعتداء ومات مهما كان عليه من خطأ فانا سأنتقم ممن قتله لكن لو طبق عليه قانون الدولة فانا راض..لانه لو ظل الامر بهذا الشكل المخيف من هؤلاء البلطجية لزاد المنكر وعندك قاعدة في الامر بالمعروف والنهي عن المنكر باجماع الفقهاء علي مدي التاريخ.. اذا ادي الي منكر فلا نهي بمعني المنكر عندما تنهي عنه وادي نهيك عن المنكر الي منكر اشد لا تنهي عن المنكر.. ومن امر بالمعروف بطريقة منكرة ليس امرا بالمعروف لان القاعدة تقول »درء المضار مقدم علي جلب المنافع«.
وانا احذر بهذه المناسبة من قيام ثورة من ال 33 مليون نسمة الذين لم ينزلوا الانتخابات هؤلاء لو قاموا بثورة وهذه الثورة لم يفكر فيها احد واذا قامت ستقضي علي الاخضر واليابس لان هؤلاء ليسوا من اتباع التحرير لان هؤلاء لو قاموا ومسكوا العصيان »الشوم« لانهم لا يجدون الطعام ويسئموا من المصطلحات والقوانين ستكون ثورتهم مدمرة بمعني كلمة مدمرة وليس هؤلاء ممن يجيدون الشو والاعلام واحنا عايزين حقنا وهم لا يعلمون شيئا لو لم يتم الاهتمام بهؤلاء الناس فانت تدمر الامة باكملها لانه لا وعظ نافعا ولا ارشاد نافعا ولا امر بالمعروف او نهي عن المنكر نافعا.
فيجب المبادرة بتوفير الحياة الكريمة لهؤلاء الناس وان نطمئنهم لان هؤلاء اشد خطرا من التحرير.. لان التحرير معروف ديته ومعروف فيه الناس الذين سيقولون كلمة للفضائيات يزداد العدد او يقل العدد او يتخرب بيت الناس يومين ثلاثة اربعة لكن بقية الشعب في ثورة وان لم يقف في التحرير فالثورة النفسية اشد خطرا من الثورة الحقيقية في الميادين.
خير علاج
كنت متابعا مثلنا لما وقع في الايام الماضية من بوادر تصادم بين الرئيس الجديد وبين السلطة القضائية كيف نضمن في المستقبل الا يتكرر ذلك؟
الاستفادة من الماضي هي خير علاج وخير ضمان وعدم الوقوع في مثله وانا لا اعتقد ان تصادما قد حدث بين الرئيس والقضاء فالاعلام هو الذي ضخم الامور وما حدث ما هو الا لبس لان الدستورية العليا الموقرة حكمت ببطلان مجلس الشعب وجاء الرئيس لم يقل يعود مجلس الشعب رغما عن الدستورية وانما قال يعود للانعقاد علي ان تجري انتخابات كأنه اراد ان يقول للدستورية حكمك علي العين وعلي الراس لكن اعطيني فرصة لانجاز بعض الاعمال التشريعية.. ولكن كيف ذلك والمجلس باطل.. بدا له ذلك فنحن ليس لدينا نبل في الخصومة وهذه من القضايا الخاسرة التي ستودي بنا الي الهلاك ليس عندنا نبل في الخصومة وليس عندنا استعداد نفسي يسمع بعضنا بعضا وكان يستحسن من الرئيس ان يقول يا مجلس يا عسكري انت اصدرت قرار الحل ارجو سحبه وانا اوافق عليه وتنتهي المشكلة ولكننا كبرنا المشكلة وجعلنا منها صداما بين الرئيس والعسكري.. الطريق الي نهضة الامة لا سيما المصرية هو طريق العمل والانتاج يأكل الناس ويتعلمون ويشعرون بامان من مجلس الشعب من المجلس العسكري عن طريق منفرد تسميها دكتاتورية انا عايز الناس تعيش برخاء وامان.
هل من واجب الحاكم ان يخالف احكام القانون خاصة اذا ما كان صادرا عن اعلي سلطة قضائية في الدولة وما مؤشر ذلك وخطورته في المستقبل؟
اذا كان الحاكم اقسم انه يحترم الدستور والقانون فهل من حقه ان يخالف ذلك لكن واجب عليه - وليس من حقه - ان يعيد النظر في القوانين لا في الاحكام يعني انت لو حاكم وبدا لك ان هذا القانون ظالم او ان هذا القانون مفصل لاننا عشنا طول عمرنا 99٪ من القوانين مفصلة لصالح طائفة معينة.
بيان الازهر
لماذا نجد الحديث يتكرر دوما بين فصائل التيارات الاسلامية علي اختلافها حول المادة الثانية وهل تري ان اثارة مثل هذه الامور هدفها يخرج علي الصالح العام؟
كيف يخرج علي الصالح وقد اصدر الازهر الشريف بيانا شافيا جميلا جدا حول المبادئ وهي اوفق واقوي واجمل ولا داعي الي الخوض في مسائل تركها اولي من التمسك بها.
اولا: سمعت بعض الناس يقولون بمسمي احكام الشريعة الاسلامية تمهيدا لاقامة الشريعة وانا اقول لك والحمدلله الشريعة مقامة وغير مهدرة لكن التعبير الادق اقامة الحدود.. واقامة الحدود تدرأ بالشبهات.
ولتعلم انني اثناء قراءتي لدرس الفقه تبين لي ان رجلا اقام الرسول عليه حد الزنا فهرب فهرولوا خلفه فعلم الرسول بما حدث منهم فغضب منهم وقال هلا تركتموه عسي ان يتوب فليس الاسلام بذي شهوة لقطع الايدي ولا اراقة الدماء وانما يدفع ذلك كله متي وجد اليه سبيلا.. كما قرأت ان حد السكران لا يقام عليه الا بعد ان يطلب منه قراءة سورة من القرآن فان قرأها لا يقام عليه الحد فجاء الشرطي بسكران فقال القاضي للسكران اقرأ سورة الكافرون ولم يقل له اقرأ سورة النساء او الانفال فقال السكران للقاضي اقرأ انت فاتحة الكتاب فقرأ القاضي الحمدلله رب العالمين.
فقال السكران للقاضي اخطأت قال القاضي فيما اخطأت قال له لم تسم الله والبسملة آية من الفاتحة فقال القاضي للشرطي جئتني بسكران ام جئتني بفقيه وتركه ولم يقم عليه الحد.. لكن لو كان هذا في عصرنا لكان الحال عكس ما حدث ولا حول ولا قوة الا بالله.
راض
ما موقفك بصفتك احد رجال الدين من المواد التي عليها خلاف في الدستور الجديد وهل انت راض عن تمثيل رجال الدين الاسلامي والمسيحي في لجنة الدستور ام لا؟
طبعا راض اذا كان عدد الاخوان كبيرا في لجنة الدستور فهذا صحيح لان الشعب اختارهم وهم يمثلون الشعب ولا غضاضة في ذلك.
حدثنا عن مشوار حياتك العلمية؟
انا من مواليد المنوفية 1958 خريج كلية اللغة العربية بالقاهرة واشتغلت بالتدريس حتي وصلت الي درجة موجه ثم انتقلت بعد الحصول علي الماجستير والدكتوراه في كلية الدراسات الاسلامية والعربية بسوهاج ثم جامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية بالسعودية ثم استاذا ثم رئيسا لقسم اللغويات بكلية الدراسات الاسلامية والعربية بالقاهرة لي 40 كتابا في التخصص في البداية وصلت المؤلفات الان الي 120 كتابا واقدم برنامج الموعظة الحسنة ثم ضيفا في برنامج الامثال في القرآن في اذاعة القرآن الكريم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.