منع جلوس السيدات بجوار السائق في سيارات الأجرة والسرفيس بالبحيرة    البروفيسور عباس الجمل: أبحاثي حوّلت «الموبايل» من أداة اتصال صوتي لكاميرا احترافية    ترامب: احتمالات إبرام اتفاق تسوية للأزمة الأوكرانية خلال زيارة زيلينسكي إلى فلوريدا    الرئيس والنائب ب"التذكية"، النتائج النهائي لانتخابات نادي الاتحاد السكندري    قطار يدهس ميكروباص بالمنوفية    نيفين مندور.. مأساة درامية وادعاءات كاذبة    السيطرة على حريق أكشاك بمحيط محطة قطارات رمسيس.. صور    أعمال درامية خارج السباق الرمضاني 2026    سمية الألفي.. وداع هادئ لفنانة كبيرة    مانشستر يونايتد يحسم مواجهة نيوكاسل في «البوكسينج داي» بهدف قاتل بالدوري الإنجليزي    فلافيو: الفراعنة مرشحون للقب أفريقيا وشيكوبانزا يحتاج ثقة جمهور الزمالك    الاتحاد الإفريقي يرفض الاعتراف ب إقليم «أرض الصومال»    مصطفى بكري: "إسرائيل عاوزة تحاصر مصر من مضيق باب المندب"    أستاذة اقتصاد بجامعة عين شمس: ارتفاع الأسعار سببه الإنتاج ليس بالقوة بالكافية    فين الرجولة والشهامة؟ محمد موسى ينفعل على الهواء بسبب واقعة فتاة الميراث بالشرقية    4 ملايين جنيه تطيح بصلة الرحم| ضرب وسحل بسبب خلاف على ميراث بالشرقية    سقوط أمطار خفيفة على مدينة الشيخ زويد ورفح    الزوجة والعشيق وراء الجريمة.. كشف لغز العثور على جثة بشوارع أكتوبر    بعد تداول فيديو على السوشيال ميديا.. ضبط سارق بطارية سيارة بالإسكندرية    فلافيو يكشف عن توقعاته لطرفي المباراة النهائية بأمم إفريقيا    أمم إفريقيا - فلافيو: أتمنى أن نتعادل مع مصر.. وبانزا يحتاج للحصول على ثقة أكبر    خبيرة تكشف سر رقم 1 وتأثيره القوي على أبراج 2026    زاهي حواس يرد على وسيم السيسي: كان من الممكن أتحرك قضائيا ضده    عمرو أديب عن واقعة ريهام عبدالغفور: "تعبنا من المصورين الكسر"    مها الصغير أمام المحكمة في واقعة سرقة اللوحات    في هذا الموعد.. قوافل طبية مجانية في الجيزة لخدمة القرى والمناطق النائية    لم يحدث الطوفان واشترى بأموال التبرعات سيارة مرسيدس.. مدعى النبوة الغانى يستغل أتباعه    البنك المركزى يخفض أسعار الفائدة 1% |خبراء: يعيد السياسة النقدية لمسار التيسير ودعم النمو.. وتوقعات بتخفيضات جديدة العام المقبل    في احتفالية جامعة القاهرة.. التحالف الوطني يُطلق مسابقة «إنسان لأفضل متطوع»    بعد حركة تنقلات موسعة.. رئيس "كهرباء الأقصر" الجديد يعقد اجتماعًا مع قيادات القطاع    الفضة ترتفع 9 % لتسجل مستوى قياسيا جديدا    السكك الحديدية تدفع بفرق الطوارئ لموقع حادث دهس قطار منوف لميكروباص    طارق سليمان: شخصية محمد الشناوى الحقيقية ظهرت أمام جنوب أفريقيا    منتخب مالي يكسر سلسلة انتصارات المغرب التاريخية    يايسله: إهدار الفرص وقلة التركيز كلفتنا خسارة مباراة الفتح    ريابكوف: لا مواعيد نهائية لحل الأزمة الأوكرانية والحسم يتطلب معالجة الأسباب الجذرية    الأمم المتحدة: أكثر من مليون شخص بحاجة للمساعدات في سريلانكا بعد إعصار "ديتواه"    خبيرة تكشف أبرز الأبراج المحظوظة عاطفيًا في 2026    الأردن يدين الانفجار الإرهابي في مسجد بحمص ويؤكد تضامنه الكامل مع سوريا    لماذا تحتاج النساء بعد الخمسين أوميجا 3؟    الإسكندرية ترفع درجة الاستعداد لإعادة انتخابات مجلس النواب بدائرة الرمل    صلاح حليمة يدين خطوة إسرائيل بالاعتراف بإقليم أرض الصومال    أخبار × 24 ساعة.. موعد استطلاع هلال شعبان 1447 هجريا وأول أيامه فلكيا    الأمم المتحدة: الحرب تضع النظام الصحي في السودان على حافة الانهيار    د. خالد قنديل: انتخابات رئاسة الوفد لحظة مراجعة.. وليس صراع على مقعد| حوار    بدون حرمان، نظام غذائي مثالي لفقدان دائم للوزن    الشدة تكشف الرجال    أخبار مصر اليوم: رسالة عاجلة من الأزهر بعد اقتحام 2500 مستوطن للأقصى.. قرار وزاري بتحديد أعمال يجوز فيها تشغيل العامل 10ساعات يوميا..التعليم تكشف حقيقة الاعتداء على طالب بمدرسة للتربية السمعية    جامعة قناة السويس تستكمل استعداداتها لامتحانات الفصل الدراسي الأول    لماذا لم يتزوج النبي صلى الله عليه وسلم على السيدة خديجة طيلة 25 عامًا؟.. أحمد كريمة يُجيب    وزير التعليم العالي يفتتح استوديو جامعة بورسعيد بتكلفة 21 مليون جنيه.. صور    رئيس جامعة كفر الشيخ يفتتح المؤتمر السنوي السادس لقسم القلب بكلية الطب    أوقاف الفيوم تفتتح مسجد الرحمة ضمن خطة وزارة الأوقاف لإعمار بيوت الله    الداخلية تنفي ادعاءات مرشحة بالجيزة    خشوع وسكينه..... ابرز أذكار الصباح والمساء يوم الجمعه    خطوات هامة لسلامة المرضى وحقوق الأطباء.. تفاصيل اجتماع اللجنة العليا للمسئولية الطبية    خناقة في استوديو "خط أحمر" بسبب كتابة الذهب في قائمة المنقولات الزوجية    دعاء أول جمعة في شهر رجب.. فرصة لفتح أبواب الرحمة والمغفرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الداعية د.مبروك عطية الأستاذ بجامعة الأزهر
علي الرئيس أن يعيد النظر في القوانين لا في الأحكام
نشر في الأخبار يوم 21 - 07 - 2012

جماعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر غير شرعية إلا إذا ولاها الحاكم
الخطاب الديني الموجود الآن
علي الساحة لا يبني شخصية اسلامية
فرضت علينا ايام رمضان ان نتوجه الي احد كبار الدعاة من الذين شاركوا باسهاماتهم العلمية في خلق حالة من التنوير الديني وذلك من خلال وسائل الاعلام المختلفة
اذ يعتبر الدكتور مبروك عطية من اوائل هؤلاء الدعاة الذين يتعاملون مع الدين علي ارض الواقع وليس مجرد خطيب او شعارات او ترديد فتاوي لا تبني انسانا ولا تساهم في رقيه والاخذ بيده نحو الافضل من اجل ذلك رأينا اراءه لا شك سوف تلعب دورا في خلق مزيد من حالات التبصر بكل ما هو صالح للدين والدنيا ولسوف يتضح ذلك اكثر من خلال منابع متأنية لهذا الحوار الذي نبدأه بهذا السؤال.
هل في تصورك ان رجال الدين والدعاة يقومون الان بدورهم من اجل ان تكون مصر امة واحدة في ظل هذه الفرقة التي نعيشها الان؟
نعم هم يقومون بدورهم ولكن بما نسميه بالطريقة الاجتهادية يعني كل يجتهد لكن هذا ليس اداء للدور المنوط بهم لفقد الخطة بمعني انني اسأل هذا السؤال من اكثر من جهة ومن اكثر من صديق.. مبروك عطية يجتهد وحده.. وفلان يجتهد وحده وآخر يجتهد وحده.. مفيش حد جمع العلماء وقال لهم كذا الازمة الحقيقة فيما اري للخطاب الديني انه لم يقم الازهر والاوقاف بوضع خطة لهؤلاء العلماء والدعاة ليسيروا عليها في عملهم الدعوي.. في وزارة منوط بها الدعوة في جهة رسمية منوط بها الوعظ والارشاد تجمع البارزين الموهوبين المتخصصين وتضع لهم ورقة عمل وتقول نحن نريد كذا وكذا في الخطاب الديني وكل يدلي بدلوه وانا عندي الفكرة وعندي الكتب ومجلدات في الخطاب الديني.
الخطاب الديني الموجود الان علي الساحة لا يقيم شخصية اسلامية فهو مجرد خطاب في الطلاق، في الزواج في المناسبات انا لدي كتاب قد انتهيت منه قريبا اسمه الدين بين الحالة والحياة فالذي نعيشه الان هو حالة بمعني كل سنة وانت رمضان داخل واجراء حوار من اجل رمضان اما في شوال لا اري احدا ممكن نعمل حوار للحج وممكن نعمل حديثا في الاذاعة عن التهاني فهذا كله دين الحالة ودين الحالة لا يبني حياة لان النبي صلي الله عليه وسلم حينما كان يسأل اي الاعمال الي الله احب فيقول عليه الصلاة والسلام ادومها وان قل الديمومة في الاعمال مفقودة فبالتالي الحوار والموضوعات المقدمة كما قلت.
فدين الحالة يجب ان يذوب وينتهي ويحل محله دين الحياة بمعني التطوير في سلوكيات المسلم اليومية انا لا اري في الغالب الاعم من حديث المستحدثين الا هوامش.. فالقرآن الكريم يربينا حيث اشار الي انه اذا استأذنا ولم يؤذن لنا فلنرجع فيقول تعالي: »واذا قيل لكم ارجعوا فارجعوا هو ازكي لكم، فهل لهذه الآية واقع فعلي في حياة الناس طبعا لا والف لا.
يقول الله تعالي: وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فاصلحوا بينهما وراجع حديث البخاري في حديث »اذا التقي المسلمان بسيفيهما« لم ينزع ربنا صفة الايمان عن المقتتلين في آية الحجرات ولم ينزع الرسول صلي الله عليه وسلم صفة الاسلام عن الملتقين بسيفيهما فهم مؤمنون عصاة وهم مسلمون متقاتلون.. اما نحن فقد كفر بعضنا بعضا لاتفه الاسباب فاين هذا في خطبة جمعة واين هذا في درس واين هذا في بناء شخصية انسان فقد تكلم الناس عن غض البصر فاين الحديث عن غض الصوت لقول الله تعالي »واغضض من صوتك« فاين الحديث عن غض الصوت وملأتم الدنيا مكبرات صوت وصياحا وضجيجا واصبحت الدنيا كلها ضجيجا فمن توجيه القرآن وبنائه واغضض من صوتك وانا اسأل من سمع متحدثا في دين الله يتحدث عن غض الصوت او عن جماله ان انكر الاصوات لصوت الحمير.. اذا توفر لنا مؤذنان احدهما جميل الصوت ويطلب اجرا والاخر دونه في الصوت ولا يطلب اجرا آثرنا جميل الصوت واعطيناه اجرا.. جملوا القرآن باصواتكم وبالتالي لن تسمع هذه الجعجعة التي تسمعها من المؤذنين وهي منفرة.
بقي عندنا شيء مهم في الخطاب الديني المصاب بالفراغ ليس عندنا خطاب ديني يبني انسانا ليس عندنا الا مسكنات ومعلومات مغلوطة واحاديث موضوعة واخري ضعيفة ومتاهات شنيعة جدا.. اول ما يجب ان يشتمل عليه الخطاب الديني روح العبادة في الاسلام وروح العبادة تتمثل في الصيام مثلا فجثة الصيام الامتناع عن الطعام والشراب من طلوع الفجر الي غروب الشمس اما روح الصيام فتتمثل في »لعلكم تتقون« فلا تأكل مال اليتيم فلا تسرق فلا تنظر الي محرم فلا تغتاب الناس لقول النبي صلي الله عليه وسلم من لم يدع قول الزور والعمل به فليس له حاجة في ان يدع طعامه وشرابه.
كلام شائك
ما الدور الذي يجب ان يقوم به الدعاة ورجال الازهر من اجل ان تكون السياسة لمصلحة الوطن وليس لمصلحة جماعة بعينها؟
الكلام في السياسة كلام شائك لا لشيء الا لان معظم الناس يفتقد ثقافة حقيقية يعني ايه عالم وسياسة اذا صارت السياسة جماعات واحزابا ما الذي يمنع ان يكون هناك مشاركة حقيقية في هذه الاحزاب من رجال الدين الذين هم علي وعي ودراية.. لماذا لم يترشح واحد من الازهر لرياسة الجمهورية فاذا كان مستقلا واجهته عقبات كبيرة اخطرها واهمها الشائعات التي تقول ان السياسة لعبة وانها وانها وان الرجل الذي سيرشح نفسه يلزمه مثلا كذا مليون جنيه دعاية وليس لديه من ذلك شيء.. واذا سمح هذا المرشح ان يتبناه احد ماديا اصبح المرشح اداة من ادوات صاحب المال وبالتالي يملي عليه ارادته وهواه ومخططاته.
واعود الي لب الموضوع واقول ان الدور لا يمكن ان يؤدي الا اذا اسند يعني لابد ان يسند احد لي دورا.. يعني ايه دور الازهر.. الازهر منارة هذا كلام انشاء الازهر مؤسسة من مؤسسات الدولة.. وما معني المؤسسة يعني منهجا ومباني ومقررات ومعاهد ازهرية وجامعة الازهر ومجمع البحوث وادارة وعظ وارشاد فالازهر لا يمكن ان يقوم هو باختراع دور لانه سيكون مخالف للقانون عند ذلك هل اسند احد الي الازهر مثلا الاشراف علي القنوات التي تري فيها تفسير الاحلام والفتي ليضبط سير عمله ولم يقم بدوره تجاهها لان الخطاب الديني السائد هو من فصيل وحدوا الله وصلوا علي النبي وهذا ليس علما ولكنه همبكة لان كتب الموسوعات كلها صلت علي النبي مرة في البداية واخري في النهاية ومساحتها 30 مجلدا اما الان يتحدث عشر دقائق ثم يقول صلوا علي الحبيب المصطفي ومعناها تحذير الناس وهذا لا ينفع.
انا اريد علما باصول يعني تقول رمضان يختلف عن غيره من بقية الشهور 1- انه متواتر الصوم-2- فيه صدقة الفطر 3- فية صلاة التراويح.. اما تظل تقول انه شهر جميل وشهر مودة ورحمة ومغفرة ولا ادري من اين جاء بهذا الكلام.
المفروض ان رئيس الدولة هو المسئول عن اسناد الامور الي اصحابها حتي يوسد الامانة الي اهلها فلا تقوم الساعة واليك مثلا حديث اذا وسد الامر الي غير اهله فانتظر الساعة اي خراب الدنيا وليس قيام الساعة للحساب كما يفهم ملايين البشر قال ابن عبدالبر انتظار الساعة ليس معناه قيام القيامة وحساب الناس وانما معناه خراب الدنيا قيام الساعة في 99٪ من احاديث معناها خراب الدنيا والدنيا اذا خربت كان القيامة قد قامت.
لا هذا ولا ذاك
هل تري ان الدعاة الذين يؤمنون بمبادئ الاخوان يتميزون بالصوت العالي مما يخيف غيرهم من الدعاة المعتدلين؟
وما شهدنا الا بما علمنا فانا لا سمعت هذا ولا ذاك فالداعية من الاخوان هو داعية من الاخوان وداعية غير الاخوان هو داعية غير الاخوان لكن لدي كل منهما ثقافة واعية وخطابا دينيا رشيدا انا عندما اسأله لا اقول له انت اخواني او غير اخواني وانما اقول له ماذا قرأت ومن اين اتيت بهذا الحديث.
انا احفظ عن ظهر قلب تراجم الائمة الكبار جدا منهم واحد اعتقد ان نسبة كبيرة تعرفه وهو الشيخ الشنقيطي عليه رحمة الله وهو كان احد سكان الدراسة نحيف البدن.. وردت عبارة في ترجمته في منتهي الخطورة والاهمية تقول: الويل لخطيب الازهر عندما يصلي الشنقيطي في الجامع الازهر واحد وزنه 40 كيلو جالس تحت المنبر والخطيب فوق المنبر وبعد انتهاء الصلاة ينصرف الناس لان النصيحة في الملأ فضيحة ويذكر له جميع الاحاديث الواردة في خطبته ويقول له هذا ضعيف وهذا منكر وهذا موضوع وكيف اتيت به كان يفعل ذلك من اجل ان يدقق هذا الخطيب في اختيار الاحاديث النبوية.
احذر من وجودهم
ما رأيكم في قضية ما يسمي بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر.. وماذا لو تمكن هؤلاء الادعاء من تنفيذ ما يهددون به المجتمع من آن لآخر؟
انا لدي نقطتين في الاجابة عن هذا السؤال النقطة الاول انه ما فيش حاجة اسمها جماعة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر الا اذا كانت عن طريق الحسبة وولاها السلطان او الحاكم او الامير والامة الاسلامية مأمورة بان تأمر بالمعروف وتنهي عن المنكر هكذا قال الله تعالي »كنتم خير امة اخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر.. ولكن في حدود ما يعلم كل مسلم كان تقول للمصاب اصبر وكأن تقول للظالم احذر غضب الله.
اما النقطة الثانية في الاجابة عن هذا السؤال نقطة مهمة جدا هل هو امر بالمعروف ام قتال بالمعروف فالامر كلام والنهي كلام.. الامر بالمعروف له شرط خطير جدا ان يكون هو عالما بالمعروف وعالما ايضا بالمنكر حتي يستطيع ان يأمر بالمعروف وينهي عن المنكر لانه ربما الامر بالمعروف والناهي عن المنكر حينما ينهي شخصا عن المنكر وهذا الشخص ليس علي منكر لانه لا توجد جماعة تأمر بالمعروف ولا تؤمر به والآمر اليوم مأمور غدا لقول الله تعالي: »والعصر ان الانسان لفي خسر الا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر« وليس وصوا فالآمر اليوم كما قلت مأمور غدا لانه الآمر ليس ملائكيا فكما اخطأ غيره يخطئ هو وهكذا.
وانا احذر من وجود مثل هؤلاء الناس لان مثلا لو ابني هو الذي وقع عليه اعتداء ومات مهما كان عليه من خطأ فانا سأنتقم ممن قتله لكن لو طبق عليه قانون الدولة فانا راض..لانه لو ظل الامر بهذا الشكل المخيف من هؤلاء البلطجية لزاد المنكر وعندك قاعدة في الامر بالمعروف والنهي عن المنكر باجماع الفقهاء علي مدي التاريخ.. اذا ادي الي منكر فلا نهي بمعني المنكر عندما تنهي عنه وادي نهيك عن المنكر الي منكر اشد لا تنهي عن المنكر.. ومن امر بالمعروف بطريقة منكرة ليس امرا بالمعروف لان القاعدة تقول »درء المضار مقدم علي جلب المنافع«.
وانا احذر بهذه المناسبة من قيام ثورة من ال 33 مليون نسمة الذين لم ينزلوا الانتخابات هؤلاء لو قاموا بثورة وهذه الثورة لم يفكر فيها احد واذا قامت ستقضي علي الاخضر واليابس لان هؤلاء ليسوا من اتباع التحرير لان هؤلاء لو قاموا ومسكوا العصيان »الشوم« لانهم لا يجدون الطعام ويسئموا من المصطلحات والقوانين ستكون ثورتهم مدمرة بمعني كلمة مدمرة وليس هؤلاء ممن يجيدون الشو والاعلام واحنا عايزين حقنا وهم لا يعلمون شيئا لو لم يتم الاهتمام بهؤلاء الناس فانت تدمر الامة باكملها لانه لا وعظ نافعا ولا ارشاد نافعا ولا امر بالمعروف او نهي عن المنكر نافعا.
فيجب المبادرة بتوفير الحياة الكريمة لهؤلاء الناس وان نطمئنهم لان هؤلاء اشد خطرا من التحرير.. لان التحرير معروف ديته ومعروف فيه الناس الذين سيقولون كلمة للفضائيات يزداد العدد او يقل العدد او يتخرب بيت الناس يومين ثلاثة اربعة لكن بقية الشعب في ثورة وان لم يقف في التحرير فالثورة النفسية اشد خطرا من الثورة الحقيقية في الميادين.
خير علاج
كنت متابعا مثلنا لما وقع في الايام الماضية من بوادر تصادم بين الرئيس الجديد وبين السلطة القضائية كيف نضمن في المستقبل الا يتكرر ذلك؟
الاستفادة من الماضي هي خير علاج وخير ضمان وعدم الوقوع في مثله وانا لا اعتقد ان تصادما قد حدث بين الرئيس والقضاء فالاعلام هو الذي ضخم الامور وما حدث ما هو الا لبس لان الدستورية العليا الموقرة حكمت ببطلان مجلس الشعب وجاء الرئيس لم يقل يعود مجلس الشعب رغما عن الدستورية وانما قال يعود للانعقاد علي ان تجري انتخابات كأنه اراد ان يقول للدستورية حكمك علي العين وعلي الراس لكن اعطيني فرصة لانجاز بعض الاعمال التشريعية.. ولكن كيف ذلك والمجلس باطل.. بدا له ذلك فنحن ليس لدينا نبل في الخصومة وهذه من القضايا الخاسرة التي ستودي بنا الي الهلاك ليس عندنا نبل في الخصومة وليس عندنا استعداد نفسي يسمع بعضنا بعضا وكان يستحسن من الرئيس ان يقول يا مجلس يا عسكري انت اصدرت قرار الحل ارجو سحبه وانا اوافق عليه وتنتهي المشكلة ولكننا كبرنا المشكلة وجعلنا منها صداما بين الرئيس والعسكري.. الطريق الي نهضة الامة لا سيما المصرية هو طريق العمل والانتاج يأكل الناس ويتعلمون ويشعرون بامان من مجلس الشعب من المجلس العسكري عن طريق منفرد تسميها دكتاتورية انا عايز الناس تعيش برخاء وامان.
هل من واجب الحاكم ان يخالف احكام القانون خاصة اذا ما كان صادرا عن اعلي سلطة قضائية في الدولة وما مؤشر ذلك وخطورته في المستقبل؟
اذا كان الحاكم اقسم انه يحترم الدستور والقانون فهل من حقه ان يخالف ذلك لكن واجب عليه - وليس من حقه - ان يعيد النظر في القوانين لا في الاحكام يعني انت لو حاكم وبدا لك ان هذا القانون ظالم او ان هذا القانون مفصل لاننا عشنا طول عمرنا 99٪ من القوانين مفصلة لصالح طائفة معينة.
بيان الازهر
لماذا نجد الحديث يتكرر دوما بين فصائل التيارات الاسلامية علي اختلافها حول المادة الثانية وهل تري ان اثارة مثل هذه الامور هدفها يخرج علي الصالح العام؟
كيف يخرج علي الصالح وقد اصدر الازهر الشريف بيانا شافيا جميلا جدا حول المبادئ وهي اوفق واقوي واجمل ولا داعي الي الخوض في مسائل تركها اولي من التمسك بها.
اولا: سمعت بعض الناس يقولون بمسمي احكام الشريعة الاسلامية تمهيدا لاقامة الشريعة وانا اقول لك والحمدلله الشريعة مقامة وغير مهدرة لكن التعبير الادق اقامة الحدود.. واقامة الحدود تدرأ بالشبهات.
ولتعلم انني اثناء قراءتي لدرس الفقه تبين لي ان رجلا اقام الرسول عليه حد الزنا فهرب فهرولوا خلفه فعلم الرسول بما حدث منهم فغضب منهم وقال هلا تركتموه عسي ان يتوب فليس الاسلام بذي شهوة لقطع الايدي ولا اراقة الدماء وانما يدفع ذلك كله متي وجد اليه سبيلا.. كما قرأت ان حد السكران لا يقام عليه الا بعد ان يطلب منه قراءة سورة من القرآن فان قرأها لا يقام عليه الحد فجاء الشرطي بسكران فقال القاضي للسكران اقرأ سورة الكافرون ولم يقل له اقرأ سورة النساء او الانفال فقال السكران للقاضي اقرأ انت فاتحة الكتاب فقرأ القاضي الحمدلله رب العالمين.
فقال السكران للقاضي اخطأت قال القاضي فيما اخطأت قال له لم تسم الله والبسملة آية من الفاتحة فقال القاضي للشرطي جئتني بسكران ام جئتني بفقيه وتركه ولم يقم عليه الحد.. لكن لو كان هذا في عصرنا لكان الحال عكس ما حدث ولا حول ولا قوة الا بالله.
راض
ما موقفك بصفتك احد رجال الدين من المواد التي عليها خلاف في الدستور الجديد وهل انت راض عن تمثيل رجال الدين الاسلامي والمسيحي في لجنة الدستور ام لا؟
طبعا راض اذا كان عدد الاخوان كبيرا في لجنة الدستور فهذا صحيح لان الشعب اختارهم وهم يمثلون الشعب ولا غضاضة في ذلك.
حدثنا عن مشوار حياتك العلمية؟
انا من مواليد المنوفية 1958 خريج كلية اللغة العربية بالقاهرة واشتغلت بالتدريس حتي وصلت الي درجة موجه ثم انتقلت بعد الحصول علي الماجستير والدكتوراه في كلية الدراسات الاسلامية والعربية بسوهاج ثم جامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية بالسعودية ثم استاذا ثم رئيسا لقسم اللغويات بكلية الدراسات الاسلامية والعربية بالقاهرة لي 40 كتابا في التخصص في البداية وصلت المؤلفات الان الي 120 كتابا واقدم برنامج الموعظة الحسنة ثم ضيفا في برنامج الامثال في القرآن في اذاعة القرآن الكريم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.