وبعد أن ذكرنا بالأمس السبب الأول الذي أورده البروفسير جوان كول للدلالة علي أن القدسالشرقية لم تكن، ولا ينبغي أبدا أن تكون تابعة لاسرائيل.. بعد أن نشرنا بالأمس النص الحرفي للحقيقة الأولي في هذا المجال الشائك - بعد ذلك ننتقل معا الي باقي هذه الحقائق: ثانيا: تشير الحقائق الي أن الحكومات الاسرائيلية المتتابعة لم تكن ابدا متفقة ولا مجمعة علي رأي واحد بشأن ما ينبغي عمله بالنسبة للقدس الشرقية والضفة الغربية، وذلك علي العكس تماما مما يزعمه رئيس الوزراء نيتانياهو ! فلقد تبنت اسرائيل مشروع أو خطة الجليل للمستوطنات »المستعمرات« في الضفة، الغربية وذلك في عام 3791، ووقتها تعهد رئيس الوزراء الاسرائيلي اسحاق رابين بمقتضي اتفاق أوسلو للسلام، بالانسحاب من »اراض« فلسطينية والسماح بقيام الفلسطينيين بانشاء دولتهم، وكانت هذه الوعود هي السبب في اغتيال رابين علي أيدي اليمين الاسرائيلي المتطرف، والتي تقوم الآن عناصر من هذا اليمين بمساندة حكومة نيتانياهو! وبعد ذلك، وعلي وجه التحديد في عام 0002 خرج رئيس الوزراء الاسرائيلي وقتذاك إيهود باراك زاعما انه اعطي تأكيدت شفوية بأن الفلسطينيين يمكنهم الحصول علي معظم اجزاء الضفة، بجانب بعض الترتيبات التي يمكن من خلالها ان تصبح القدسالشرقية عاصمة لهم! وفي ذلك حاول نيتانياهو اعطاء انطباع بأن سياسة الليكود اليميني المتطرف بشأن القدسالشرقية والضفة، انما هي سياسة تتفق عليها كل الحكومات الاسرائيلية السابقة.. الأمر الذي لم يكن صحيحا بالمرة! ثالثا: ان الرومانسية القومية غالبا ما تتخيل شعبا ما كما لو كان خالدا، وكما لو كان يرتبط بعلاقة أبدية ببقعة معينة من الأرض، ولكن هذا الاسلوب في التفكير إنما هو اسلوب خيالي غير واقعي »وميثولوجي«، فالشعوب تتشكل، وتتغير، وفي بعض الأحيان تختفي من الوجود وذلك بالرغم من وجود ذرية لهم تخلت عن دينها، أو عرقها، أو لغتها الأصلية، فالبشر قد تجولوا في جميع انحاء العالم، ولم يرتبطوا مباشرة، وحصريا، بإقليم محدد أو بقعة معينة من الأرض، فهناك عديد من الجماعات الانسانية عاشوا واقاموا علي معظم انحاء الأرض، ومن هناك نقول ان القدس لم تقم علي ايدي اليهود، بمعني من اعتنقوا الديانة اليهودية ولكنها انشئت فيما بين عام 0003 وعام 0062 قبل الميلاد علي ايدي ساميين غربيين و ربما كنعانيين الذين من المعروف للجميع انهم اسلاف الفلسطينيين واللبنانيين، والعديد من السوريين والأردنيين الي جانب الكثير من اليهود، ولكن الأمر المؤكد هو انه عند انشاء القدس لم يكن اليهود قد خرجوا بعد الي الوجود. (ونواصل غدا)