بقلم : محمد عبدالمنعم من خلال السرد التاريخي الموثق الذي أورده البروفسير جوان كول، قد يكون القارئ قد أدرك مدي الاضطرابات والتحولات التي شهدتها مدينة القدس منذ فجر التاريخ، وقد يكون السبب الأساسي وراء هذا التاريخ الطويل من العنف والاضطرابات هو الصراعات الدينية التي اشتعلت داخل هذه المدينة بالذات، والتي وإن كانت قد تلاشت فيما بين دول العالم المتقدم - بما فيها تلك الدول التي قادت وتحمست للحروب الصليبية - إلا أن الظاهرة مازالت مستمرة بسبب هذا التعصب الاسرائيلي، والرغبة المريضة في احتواء وابتلاع كل شيء في المنطقة، وهنا ينتقل البروفسير كول إلي السببين الأخيرين من الأسباب العشرة التي دلل بها علي عدم تبعية القدسالشرقية للدولة العبرية. تاسعا: من الطبيعي أن اليهود كانوا متعلقين تاريخيا بالقدس من خلال »المعبد«، وقتما، وكيفما، كان تاريخ هذا الارتباط وتلك العلاقة.. ولكن هذا الارتباط تم في معظم الأحيان في أوقات وأزمنة لم يكن فيها اليهود يسيطرون سياسيا علي مدينة القدس التي كانت إما تحت حكم الرومان، والاغريق، أو الايرانيين.... الخ وكما عددنا من قبل، ولذلك لا يمكن ابدا امتداد هذا الارتباط التاريخي المحدود زمنيا بحيث يتحول الي مطلب للسيطرة سياسيا علي كامل أجزاء هذه المدينة! (كما تفعل اسرائيل حاليا). عاشرا: ان يهود القدس وجميع أجزاء الأراضي الفلسطينية لم يغادروا تلك المناطق بعد فشل ثورة »باركوشبا« ضد الرومان في عام 631 ميلادية، واستمر هؤلاء في الإقامة في ظل الحكم الروماني ومن بعده البيزنطي واشتغلوا اساسا في الزراعة، ولكن تدريجيا تحول هؤلاء الي المسيحية، وبعد عام 836 ميلادية تحولوا جميعا الي الإسلام باستثناء 01٪ من إجمالي تعداد هؤلاء، أما الفلسطينيون المعاصرون حاليا فإنهم ذرية وابناء وأحفاد هؤلاء الآباء والأجداد الذين اقاموا وعاشوا وفلحوا هذه الأرض منذ آلاف السنين... وبالتالي فإن لهم كل الحق في هذه الأرض وما عليها. هكذا يقول لنا التاريخ، وهكذا يؤكد الحق والمنطق.. ولنا بعد ذلك كلمة !