فيما يتعلق بالعلاقات بين الدول، خاصة مع الدول الكبري مثل الولاياتالمتحدةالأمريكية.. فيما يتعلق بهذا المجال فإنني لا أؤمن أبداً بالصدفة فكل شيء، من الألف إلي الياء، محسوب مسبقاً وبعناية فائقة! وفي هذا السياق ينبغي النظر إلي الخروج المفاجئ والمباغت للبروفسير چوان كول معلناً فجأة عن عشرة أسباب رئيسية تؤكد عدم أحقية إسرائيل في مدينة القدس.. ليس هذا فقط ولكن هذا الإعلان تزامن مع زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلي عاصمة الحليف الأول والأكبر لدولة إسرائيل.. تزامن خطير يضيف الكثير إلي هذا التطور الحاسم والفارق!! والغريب، والعجيب.. وليس هناك بمستغرب فيما يتعلق بالشأن العربي، الغريب والعجيب في هذه المرة أنه رغم وضوح تقرير البروفسير كول وانحيازه الواضح للحق العربي الضائع أبدا.. رغم ذلك فإن أحداً من العالم العربي الكبير لم يلاحظ، ولم ينتبه، ولم يلتقط هذه الرسالة الحاسمة والفاصلة، وكان هذا هو السبب الأساسي لاجتهاد من جانبي قمت خلاله بترجمة هذا التقرير حرفياً ونشره علي مدي سبعة أيام متصلة في المساحة اليومية المخصصة لعمودي اليومي، وذلك بهدف أن يلتفت القوم إلي هذه المتغيرات الجادة في العلاقات الأمريكية الإسرائيلية من جانب، والعلاقات الأمريكية العربية من جانب آخر.. وأدعو الله تعالي أن يكون هناك من التفت وتنبه إلي هذه التطورات شديدة الوضوح!! وإذا كنا قد تحدثنا أعلاه عن »الغريب والعجيب« فيما يتعلق بهذه التطورات الجديدة، فإن الأغرب والأعجب هو أن إسرائيل قد التقطت الرسالة جيداً وبوضوح تام، وخرج الإعلام الإسرائيلي يصف استقبال نتنياهو في واشنطن بأنه استقبال يليق فقط برئيس غينيا الاستوائية!. وخرجت صحيفة إسرائيلية أخري تصف هذا الاستقبال بأنه كان بمثابة سخرية مرهقة ومهينة.. ومع ذلك لم يلتفت أحد من العالم العربي »الكبير« إلي هذه التطورات والتغييرات الخطيرة، بل والأدهي من ذلك أن السواد الأعظم من وسائل الإعلام العربية وما أكثرها خرجت تعزف نفس اللحن اليائس الذي تداوم علي عزفه منذ نكبة 84 ظناً أنه سيمثل تبريراً لتقاعس وعجز تاريخي فاضح لا يمكن غفرانه!