ويواصل البروفسير جوان كول تقريره التاريخي الموثق عن حقيقة أوضاع وتطورات مدينة القدس منذ أيامها الأولي، وهو التقرير الذي تضمن عشر حقائق دامغة نبدأ اليوم بسادس تلك الحقائق: سادسا: لم يتم بناء القدس بواسطة الشعب اليهودي الذي من المرجح أنه لم يكن له وجود في ذلك الوقت - عام 0001 قبل الميلاد - بل أنه من المحتمل ان القدس ذاتها لم تكن مأهولة في هذه المرحلة من التاريخ وفيما يبدو فإن مدينة القدس كانت مهجورة في الفترة الواقعة ما بين عام 0001 قبل الميلاد، وعام 009 قبل الميلاد، وكلا هذين التاريخين يمثلان التاريخ التقليدي الذي يحدد قيام المملكة المتحدة بزعامة داود والملك سليمان! وهكذا فإن القدس لم تكن مدينة داود، وذلك لسبب واضح هو أنه لم تكن هناك مدينة خلال الفترة التي قيل أن داود كان معاصرا لها، ولا توجد خلال هذه الفترة الزمنية أي آثار تدل علي وجود قصور فخيمة أو دولة كبري، كما أن اللوحات الآشورية التي تضمنت تسجيلا دقيقا حتي لأصغر الأحداث التي شهدها الشرق الأوسط في ذلك الوقت مثل أعمال وانجازات الملكات العربيات - هذه اللوحات لم تتضمن حرفا واحدا عن تلك المملكة العظمي لداود وسليمان داخل الأراضي الفلسطينية! سابعا: وهكذا فإن الحفريات لا تشير ابدا الي وجود مملكة يهودية خلال ما يسمي بحقبة المعبد الأول، وليس واضحا ابدا متي بالضبط تولي اليهود حكم مدينة القدس الا خلال حقبة المملكة الهاسمونية، فالآشوريون قاموا بغزو القدس في عام 227 ق.م والبابليون استولوا عليها في عام 795 ق.م الي ان تم هزيمتهم في عام 935 بواسطة الأخمنديين من ايران القديمة والذين استمروا في حكم القدس حتي عام 033 ق.م عندما هزمهم الأسكندر الاكبر الذي استمر اتباعه من البطالمة في حكم القدس حتي عام 891 ق.م عندما قام آخرون من سلالة الاسكندر بالاستيلاء علي الحكم. ونتابع غدا