الخليج يشتعل والذي يشعل النارهو إيران ولماذا؟ لا أحد يدري ويبدو أن الاسلاميين علي اختلاف مذاهبهم يصابون بمرض غامض من أعراضه التعصب الشديد للرأي المصحوب بغلالة من الغباء. لاحظنا ذلك في ممارسات مجلس الشعب المصري الأخيرة عندما كاد يشعل النار من أجل قضية غريبة هي اصراره علي استقالة الحكومة رغم أنه لم يكن أمامها سوي اسابيع قليلة.. ثم تمسكه الشديد بنسبة التمثيل في تأسيسية الدستور وكلتا القضيتين لا قيمة لهما وما كان يجب ان تكون سببا لاشعال النار.. إيران مصابة بنفس المرض فهي تكاد تشعل النار في الخليج كله من أجل جزيرة شبه مأهولة هي ابو موسي مع أنها لا تعاني من ضيق المساحة ثم اتجاهها منذ عام الي اشعال النار في البحرين وهي دولة جارة كانت واحة للرقي والتحضر والاستقرار وسط كل الخليج.. لقد كنت من أكثرالناس بهجة يوم قامت الثورة الإيرانية وكنت من أكثر الناس سعادة وانا اتابع تصريحات القادة الإيرانيين التي كانوا دائماً يؤكدون فيها أنهم يمدون ايديهم للأخوة في العالم الإسلامي ولكن تغيرالامر علي ارض الواقع وان لم تتوقف التصريحات.. فقامت ايران بغزو جزيرتين صغيرتين تابعتين لدولة الامارات ثم قامت بتفجير الفتنة في البحرين.. الغريب في تاريخ إيران الشيعة انها لم تكن متشيعة وانما كانت كلها دولة سنية.. وكان رجالها وهم من اركان الدولة العباسية بل من منشئيها من السنة وكلنا نعرف دور البرامكة ايام هارون الرشيد اما كيف تشيعت إيران فلذلك قصة.. قام المهدي بغزو مصر واسس فيها الدولة الفاطمية وعندما توطدت اركان الدولة امتدت انظارها الي إيران.. وعرض رجل واحد هو داعي الدعاة وهو لقب كان يطلق علي اكبر رجال الدين في الدولة الفاطمية عرض هذا الرجل ان يقوم وحده بتشييع إيران.. جهزه المهدي ببغلة عليها »خرج« مملوء بأكياس الذهب.. اتجه داعي الدعاة إلي إيران وحده دون جيش دون حرس.. ووصل وحده الي ايران وصب اكياس الذهب في »حجر« الشاه عباس الصفوي.. كان داعي الدعاة كما يصفه المؤرخون من اخطر رجال العالم.. ولم يكن هناك في ذلك الوقت من يباريه في قدرته علي الاقناع.. وبعد جلسة طويلة مع الشاه عباس الصفوي قام الشاه من علي عرشه ليقبل يد الرجل ويعلن تشيعه ليس ذلك فقط وإنما اعلن أن علي جميع الإيرانيين ان يتحولوا الي المذهب الشيعي الاثني عشري وان من يرفض فليس امامه الا القتل.. وهكذا اصبحت ايران دولة شيعية بالامر... هكذا تم الامر والذي يحيرني ولا أجد له جوابا هو لماذا الاصرار الإيراني علي اشعال الخليج ومحاولة التمدد شرقاً.. هل هو الجوع للنفط؟ ليس ذلك بالطبع فلديها ما يكفي من النفط هل هو الرغبة في نشر المذهب الشيعي؟ إذا كانت الرغبة هي المد العقائدي فلديها في الشرق والشمال مساحة عريضة لا حدودلها، لديها باكستان وافغانستان والدول الاسلامية ذات الاسلام الهش في جنوب الاتحاد السوفيتي السابق لديها كل ذلك فلماذا الاصرار إذن علي الاتجاه غربا واشعال الخليج.. ان غلالة الغباء التي يسببها التعصب الاعمي والتي اشرت اليها في بداية هذه السطور والتي تصيب الجماعات الاسلامية التي تنجح في القبض علي السلطة هذه الغلالة لا تجعلها تري أن الخليج محصن تماماً فالبحرين هي حائط الصد للساحة السنية الكبيرة الممتدة حتي شاطيء المحيط في الجزائر وانها لم تصل بعد الي القوة التي تمكنها من تحدي هذه الساحة الشاسعة بما عليها من دول وجيوش. انها لا تري ان هذه الساحة التي تضم شريان الطاقة الرئيسي لدول الغرب وأمريكا يدعمها حشد دولي كبير يملك قوة خارقة وساحقة.. من كل ذلك تبدو ممارسات إيران في البحرين نوعا من الغباء السياسي فهو ينسف مصداقيتها في ادعائها انها تمد ذراعيها للعالم الاسلامي وهو يكشف اطماعها الغبية في ارض لا تحتاج اليها وفي أرض لن تتمكن مهما أوتيت من قوة ان تقترب منها.. انها اموال ضائعة تلك التي تنفقها علي بعض المأجورين في الخليج الذين يشعلون الفتنة في دول كانت نموذجاً عالمياً للآمن والاستقرار. ولله الأمر