إبراهيم سعده الروائي العالمي جمال الغيطاني كتب منذ فترة عن أهمية وضرورة تمتع المرشحين بالرئاسة بصحة جيدة. تساءل وهو محق تساؤلا مشروعا وملحا بل ومنطقيا وهو: أين الشباب في قائمة ترشيحات الرئيس؟ بل أين من هم دون الخمسين من عمرهم الذين لديهم قدرات يمكنهم ان يقودوا بها دولا عظمي، وهو يري أيضا أن الشباب وحدهم هم الجديرون بقيادة مصر وغير ذلك يعتبر فشلا ذريعا للثورة يجب تداركه لأن هناك إرثا ثقيلا في انتظار رئيس مصر القادم لا يستدعي فقط ان يكون الرئيس شابا ويتمتع بصحة جيدة ولكن يستدعي ايضا ان يحسن اختيار مساعديه علي ان يكونو ا ذوي صحة جيدة وطاقة كبيرة أيضا. وبادر المرشح للرئاسة حمدين صباحي بالكشف عن شهادة طبية عن حالته الصحية إعمالاً بحق الشعب في الاطلاع علي الحالة الصحية لمرشحه الرئاسي قبل اتخاذ القرار النهائي بالتصويت". وأكدت الشهادة الصادرة عن قسم طب الحالات الحرجة بمستشفيات جامعة القاهرة أن حمدين صباحي الذي يحظي بشعبية كبيرة "في حالة صحية وعقلية جيدة، وجميع أجهزة الجسم تعمل بحالة طبيعية تماما، ومستوي ضغط الدم والنبض عند مستوياتها الطبيعية". وكنا نتمني لو أن باقي المترشحين لرئاسة الجمهورية فعلوا مثل "صباحي" وطمأنونا علي صحتهم، لنطمئن بالتالي علي سلامة مصر خلال السنوات القليلة القادمة. وفي رسالة علمية وطبية وصلتني من الدكتور جمال مصطفي سعيد أستاذ الجراحة بكلية طب جامعة القاهرة عبر في بدايتها عن قلق غالبية المصريين لأنهم " لايريدون أن يمنحوا ثقتهم لمن لا يستحقها أو لمن قد يستغل هذه الثقة في غير موضعها". ثم انتقل أ. د. جمال سعيد قائلاً: " إنني كطبيب لدي قلق من نوع آخر يتعلق اساسا بصحة " فخامته" وعمره ، خصوصا وان أديبنا الكبير جمال الغيطاني تساءل وهو محق تساؤلا مشروعا وملحا بل ومنطقيا وهو: أين الشباب في قائمة ترشيحات الرئيس؟". وأضاف قائلاً: "كما شجعني علي كتابة هذا المقال ما أوصي به المرشح الرئاسي الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح وان كان قد اعتذر عنه بعد ذلك ولا أدري لماذا؟ عن ضرورة كشف الحالة الصحية للمرشحين وأنه لا يمكن لمرشح يعاني من أمراض معينة أن يعمل كرئيس جمهورية. واستدرك ذلك لاحقا عندما قال بأدبه المعهود انه لم يكن يقصد جرح مشاعر أحد من مرشحي الرئاسة، واكتفي بالحديث علي الهواء عن حالته الصحية الشخصية قائلاً إنه مريض ضغط و سكر أصيب بهما بسبب نظام مبارك كما أشار إنه سبق أن تعرض لأزمات صحية شفي منها الآن. أما المترشح الثالث د. محمد سليم العوا فقد قرر أنه "بصحة جيدة ولم يجر إلا عملية قلب مفتوح في أمريكا عام 1002 وأنه منذ هذا التوقيت وحتي الآن هو علي ما يرام. وتعليقاً علي هذه "الشهادات الشخصية، وصفها أستاذ الجراحة د. جمال سعيد بأنها ليست تقارير صحية ذات معني، مستنداً في ذلك إلي ما انتهي إليه باحثو العلوم السياسية في جامعة ايوا الأمريكية بإقرارهم أن الصحة العامة للرئيس ونائبه هي أشياء في غاية الأهمية. لأن الرئيس سيصبح أهم مواطن في دولته بعد انتخابه. وأيدوا ذلك بضرب العديد من الأمثلة من بينها ان الرئيس الأمريكي الأشهر جون كينيدي كان يعاني من مرض أديسون وهو مرض يصيب الغدة الكظرية، وهي عمدة الغدد الصماء في جسم الإنسان، بالإضافة الي آلام في الظهر.. وبعض ندبات الجروح الناتجة عن مشاركته في الحرب العالمية الثانية، وبالتالي لم يكن في حالة صحية جيدة ورغم ذلك استقر في البيت الأبيض لأن ذلك لم ينعكس علي مظهره الخارجي الذي يراه به عامة الناس. ومثال آخر الرئيس فرانكلين روزفلت حيث كان لايستطيع المشي لإصابته بشلل الأطفال وكان الاتفاق بين البيت الأبيض ووسائل الإعلام ان يتم التقليل من اهمية هذه الإصابة وكانت تخصص له مصاعد خاصة بعيدا عن أعين الصحفيين كما كانت سيارته تركن في أماكن مخصصة بعيدا عن الأعين بالرغم من ان تلك الأصابة لم تؤثر علي أدائه كرئيس بل علي العكس فربما اصابته هذه أكسبته القدرة علي تحمل الاكتئاب الذي أصاب معظم مواطنيه اثناء الحرب العالمية البغيضة. والإثنان كينيدي، و روزفلت يشتركان في انهما استطاعا اخفاء حالتهما الصحية علي عامة الناس، أو التقليل من تأثيرها علي الأداء الرئاسي. ويضيف الدكتور جمال مصطفي سعيد قائلاً: ".. ولكن الوضع الآن أصبح مختلفاً. فأحد الباحثين الأمريكيين ذكر في مقال نشر في جريدة "إيوا ستيت دايلي" ان الأمر الأساسي الذي كان يهم الناس أكثر من غيره آنذاك.. ليس الحالة الصحية "الإجمالية" للرئيس، ولكن عمره بالإضافة الي بعض الأشياء التي تبدو عديمة الأهمية.. كالتدخين مثلا. .. وللحديث بقية غداً.