أكد الأديب جمال الغيطاني ان حزب الوفد ولد ولادة طبيعية من رحم ثورة 1919 بعد توحد الامة كلها حول هدف واحد وهو التخلص من الاحتلال الاجنبي ،كما خلق الشعب المصري زعامة تاريخية تمثلت في سعد زغلول زعيم الامة وأول رئيس للوفد،مطالبا شباب ثورة يناير بالتوحد وانشاء حزب يجمعهم ويوحد صفوفهم في الوقت الذي وصف فيه الثورة بالمعجزة . جاء ذلك خلال الصالون الثقافي للإعلامي الكبير أحمد المسلماني،مقدم برنامج الطبعة الاولي مساء امس والذي حاضر فيه الغيطاني بصحبة جيلك بيل استاذ الادب الفرنسي وحضره الفنان سامح الصريطي وهاني خلاف بقناة دريم ولفيف من المثقفين والاعلاميين وأهل الرأي واستمر قرابة 5ساعات في مناقشة الاحداث الجارية علي الساحة السياسية في مصر. وأضاف الغيطاني ان ثورة 25 يناير كانت ضد الاحتلال المصري للمصريين وبذلك اختلفت عن ثورة 19 ضد المحتل الاجنبي، مشيرا الي وجه الشبه بين الثورتين في عدة نقاط اهمها خروج الشعب المصري ليصنع ثورته ،واصفا النظام المصري في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك بالأعنف في تاريخ مصر من ناحية الفساد. وقال الغيطاني "كان هناك مافيا تحكم مصر لدرجة انه كان لدي يقين بأنني سأموت ومبارك مازال في الحكم خاصة عندما علمت ان والده توفي عن عمر يناهز104 أعوام، لذلك اصبت بحالة من اليأس في السنوات الاخيرة وكان نفسي اعيش يوما واحدا بعد حكم مبارك، وأشعر بمأساة لقضاء نصف عمري في عهده كمان ان النصف الآخر لم يكن اكثر راحة". ورفض الاديب الكبير اختزال حرب اكتوبر في الضربة الجوية مشيرا الي ان مبارك كان يرتدي نفس البدل التي نرتديهاوتصنع في مصروثمنها لايتجاوز ثمنها 50 جنيها وقتها قبل ان يتغير الحال ويأتي بالترزيين من الخارج لعمل 200 جاكيته و300 بدلة يرتديهم لمرة واحدة فقط_علي حد قوله. وأعرب الغيطاني عن عدم تصديقه لأي مرشح يعلن في برنامجه تولي المنصب لفترةواحدة نظرا لما رآه في عهد مبارك الذي وعد بذلك منذ توليه مشيرا الي ان الرئيس الراحل انور السادات فتح باب الفساد حتي ولو لم يمارسه الا ان عصر مبارك لامثيل له في النهب والسرقة بعد ان اغلقت في عهده ابواب الامل واعتقل الشعب وعمل احتقاره بل خلت خطبه الاخيرة من اي اشارة لمطالب الشعب المصري. وأشاد الغيطاني بموقف الجيش المصري تجاه الثورة خاصة بعد ان حملت مدرعاته شعارات اسقاط النظام في سابقة من نوعها مشيرا الي العلاقة الوطيدة بين الشعب والجيش ومحذرا من محاولات الوقيعة بينهما بهدف الالتفاف من قبل الفاسدين حول الثورة المجيدة ،كما طالب الغيطاني بتطبيق حكم الاعدام رميا بالرصاص علي كل من تسبب في انسحاب الشرطة قائلا"لايجب التباطؤ في المحاكمة حتي لاتتولد حالة الغموض تجاه المخطئين كما حدث مسبقا في حريق القاهرة ". وقال الغيطاني ان عصابة النظام البائد لن تغفر موقف الجيش تجاهها وهي تسعي لتشكيك المصريين في المؤسسة العسكرية بعد ان اصبحت آخر ماتبقي من مؤسسات الدولة مشيرا الي ان بيان الجيش رقم1 كان بداية التحرك ضد مبارك،كما ان مبارك لم يتم عزله تليفونيا انما بأوامر من المشير حسين طنطاوي-علي حد قوله. ووصف الغيطاني موقف الجماعة السلفية في مصر حاليا بالغزوة الوهابية المنظمة والتي يصرف عليها مليارات قائلا"انا لست خائفا من السلفيين او جماعة الإخوان بل من الافضل ان يروا حجمهم الحقيقي في الشارع ولكن خائف من عدم وجود القوى المواجهة ومصر تتعرض لغزوة وهابية وهناك من لايريد لمصر دولة مدنية حديثة". وانتقد عودة بعض الوزراء في الحكومة الحالية بعد ان تم اقصاؤهم خاصة الاتيان بزاهي حواس وزيرا للآثار في الوقت الذي يوجد فيه اكثر من 20 اسما يصلحون لتولي المنصب-علي حد قوله من بينهم الدكتورعلي رضوان والدكتور جاب الله علي جاب الله والدكتور عبد الحليم نور الدين وبعضهم اساتذة لزاهي نفسه. وعن الانتخابات القادمة طالب الغيطاني بتأجيل جميع الانتخابات حتي يتمكن شباب الثورة من الخروج للقيادة مقترحا انشاء مجلس رئاسي من 3 شخصيات منهم شخصية عسكرية واثنين مدنيين قائلا"هناك مرشح للرئاسة ارفضه تماما بل أكاد احمل السلاح ضده وليس القلم فقط". ورفض الغيطاني بقاء حسني مبارك في شرم الشيخ لكونه المكان الذي حكم منه مصر طوال 15 عاما مضت الامر الذي يعطي إيحاء للبعض بأن مبارك يحكم،كما اعتبر الغيطاني الدكتور احمد شفيق رئيس الوزراء السابق أنه جزء اصيل من النظام البائد في الوقت الذي اشاد فيه بوطنية الدكتور عصام شرف رئيس الوزراء الحالي لكن وزارته لم تصل حتي الآن الي حكومة الثورة علي حد تعبيره، نظرا لخلوها من الوجوه الشابة. ودعا الغيطاني السياسيين والباحثين الي دراسة لحظة التماس مجموعات الاحتجاج الدائمة قبل الثورة مع الشعب المصري واصفا اياها بلحظة السر لكون الشعب المصري يفعل مايريد عندما يقرر ذلك واختتم الغيطاني حديثه قائلا"مصر فيها امل والشعب استرد قدرته علي السخرية ولاتستهينوا بذلك لان مصر لما تبطل سخرية ينتابني القلق، ولما يحكم مصر رئيس شاب ساعتها بس هكون مطمئن".