د. صلاح قبضاىا بقدر ما كنا متفائلين قبل الانتخابات البرلمانية وبسير العملية الانتخابية بقدر ما اختلف الأمر الآن، خاصة بعد ان كشفت انتخابات البرلمان عن تفشي الأمية السياسية بين نسبة كبيرة من الناخبين، فضلا عن الأمية الأبجدية. وأخشي ان تتكرر أحداث شارع قصر العيني وشارع محمد محمود والعباسية مع بداية مرحلة التصويت أو قبل ذلك. وهناك من يتوقع تحركات عبثية يشارك فيها أنصار أحد المستبعدين من الترشح لرئاسة الجمهورية بعد ان تبين ان أمه أمريكية، ويكون في مواجهتهم من يصفونهم بانهم فلول النظام السابق الذي سقط في يناير من العام الماضي، ويواجه هؤلاء أصحاب المتاجر التي تقع في منطقة الاضطرابات الذين يضارون في أرزاقهم، ومعهم بعض سكان العمارات المحيطة. وهناك أيضا أصحاب مطالب فئوية يجدون في تلك البلبلة فرصة للبحث عن مكاسب شخصية. ولا يمكن ان نتجاهل أصحاب السوابق والهاربين من السجون الذين يندسون وسط غيرهم متطلعين الي حالة فوضي تتيح لهم فرصة للسلب والنهب. وقد تدفع الشرطة بعناصر من قوات الأمن في ملابس مدنية في محاولة لفرض الأمن والدفاع عن هيبة الدولة وعن سلامة العملية الانتخابية بكل مراحلها. ووسط هذا العبث يظهر أطفال الشوارع الذين يجدون في ذلك نزهة ترفيهية ليس لها دافع أو هدف، ومعهم أفراد ينتحلون صفة أهالي الشهداء ويطالبون بالقصاص ممن أهدروا دماء أبنائهم، دون ان نعرف من الذي فعل ذلك ومن هم الشهداء ومن هم القتلي الذين لا يجوز وصفهم بالشهداء. ولن تستطيع المنظمات الدولية التي يسمح لها بمراقبة الانتخابات الرئاسية التفرقة بين تلك المجموعات التي يموج بعضها في بعض، في حين ستتحرك بعض الجمعيات المصرية التي تعمل في مجال حقوق الانسان لتدين كل من يحاول التصدي لهذا العبث وتبرر بذلك ما تتلقاه من دعم خارجي بالدولار واليورو وغيرهما. والرقابة الشعبية علي انتخابات رئيس الجمهورية أمل ليس بعيد المنال، لكنه محاط بصعوبات ترجع الي عدم وجود منظمات شعبية معتبرة لها خبرتها في هذا المجال، وذلك بسبب تقييد الحركة الشعبية في ظل الحزب الوطني الذي تسلط علينا أحقابا عديدة. وفي كل الأحوال لا يمكن تجاهل دور المجتمع المدني في الرقابة علي الانتخابات رغم القيود التي فرضتها السلطات المصرية علي التمويل الخارجي للجمعيات المصرية ونتمني ان تقوم هذه الجمعيات بتوعية الناخبين منذ لحظة التوجه الي اللجان خاصة ان نسبة كبيرة من الناخبين تعاني كما قلنا من الأمية السياسية والأمية الأبجدية، وهو ما كشفت عنه الانتخابات البرلمانية وشاهدنا خلالها محاولات التأثير علي الناخبين، ومن بين تلك المحاولات الادعاء بان أحد المرشحين هو وحده من أهل الصلاح والتقوي، حتي يظن بعض البسطاء انه من أولياء الله الصالحين. ونسأل الله العافية لنا وللناخبين..