د. صلاح قبضاىا ماذا تفعل عندما يعترضك أحد البلطجية أو أكثر من واحد ليجردوك مما معك من مال ومتاع، أو يستولوا علي سيارتك بكل ما فيها؟ وكيف يكون تصرفك لو حاولوا خطفك أو خطف أطفال أو إناث قد يكونون بصحبتك؟ ان الاجابة علي هذه الأسئلة لم تكن سهلة مما جعلني أستعين بأصدقاء ومنهم رجال أمن وضباط شرطة وعلماء من الأزهر الشريف، وقد أجمعوا علي ان المقاومة واجبة علي كل قادر ولكن بشروط اختلفت باختلاف مواقعهم واجتهاداتهم. ويري أهل الفقه وعلماء الدين ان الدفاع عن النفس وعن المال وعن العرض واجب شرعي دون تجاوز الدفاع عن الضرورة التي تقدر بقدرها، وان الاستسلام للمعتدي هو عمل مذموم، وان المؤمن القوي خير عند الله من المؤمن الضعيف، وفي كليهما خير. وكما يعارض العلماء الاستسلام فهم ينصحون أيضا بعدم التهور والاندفاع لان ذلك قد يعني الاصرار علي الهلاك، وقد نهي الله عن ذلك بقوله سبحانه وتعالي »ولا تلقوا بأيديكم الي التهلكة« في الآية 195من سورة البقرة. ومنهم من يري ان الاستشهاد دفاعا عن النفس أو المال أو العرض هو الأولي وان نهايته إحدي الحسنيين، إما التغلب علي المعتدي الآثم، أو الشهادة التي يلحق صاحبها بالصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا. ويستشهد أصحاب هذا الرأي بالحديث الشريف الذي يشير فيه رسول الله صلي الله عليه وسلم بما يفيد ان من مات دون نفسه أو ماله أو عرضه فهو شهيد. ولا تختلف رؤية رجال الأمن وضباط الشرطة عن ذلك كثيرا، فمعظمهم ينصح بمقاومة المعتدين ومن يصفونهم بالبلطجية أو الشبيحة حسب تسمية أهل الشام ويرون ان الاستسلام لهم مع القدرة علي مقاومتهم يؤدي الي تفشي الفوضي وتشجيع المجرمين علي التمادي في إجرامهم واستمرار الانفلات الأمني الذي نعاني منه منذ سنة أو تزيد. ويحذر أصحاب هذا الرأي من الافراط في استخدام القوة في مواجهة من يقطع عليك الطريق أو يحاول سلب سيارتك أو مالك أو خطف عيالك، وينصحون بتركه يهرب أو التحفظ عليه إن أمكن، دون تعمد المبالغة في إيذائه. وقد سبق ان صرح لي وزير الداخلية السابق يوم التقيت به في مكتبه بأنه ينوي إصدار تعليمات لمديري الأمن بمنح تراخيص حمل سلاح بقصد الدفاع لكل من يطلب ذلك من المواطنين الذين ليس عليهم مآخذ أو شبهات. ولست أدري هل استمر هذا الاتجاه في عهد وزير الداخلية الجديد أم ان الأمر اختلف. وسواء كان معي سلاح أتصدي به لمن يحاول الاعتداء علينا أو خطفنا أو خطف من بصحبتنا أو سلبنا بعض ما نملك، فاننا نؤمن بان الاستشهاد سيبقي دائما خير من الاستسلام. ونسأل الله السلامة والعافية.