هل ستتحول مصر إلي أفغانستان؟ هل سيحكم مصر الإرهاب الديني والفكري والسياسي؟.. ما حدث في العباسية أمام وزارة الدفاع هو مسلسل متواصل للإرهاب الديني في مصر استغلالا لثورة بدأت نقية بيضاء ثم تحولت بتدخلات للتيار الديني إلي نموذج آخر يتدرج من لبنان إلي العراق ثم إلي أفغانستان... أحداث العباسية واجهة لمخطط إجرامي لاقتحام وزارة الدفاع والسيطرة علي الجيش... بدأت مثل هذه المحاولات منذ أحداث الكلية الفنية العسكرية - المجاورة لوزارة الدفاع- في أوائل السبعينيات منذ أربعين عاما حيث قامت جماعة دينية ذات قيادة فلسطينية الأصل بمحاولة انقلاب علي حكم السادات... ما حدث ويحدث في العباسية ليس مصري الروح والقلب أو الفكر والتوجه... مصر التي نعرفها لا تعرف القتل ولا تعرف الدماء... فمن أين جاء ومن أين يأتي كل هذا العنف؟ هناك تفسيرات عديدة منها أولا: أن ما يحدث هو مخطط لجماعات دينية للاستيلاء علي الحكم في مصر بأي وسيلة من أجل بناء الدولة الدينية في مصر. ثانيا: أن ما يحدث هو مخطط أكبر لجماعات إقليمية دينية وإرهابية تتعاون من أجل الاستيلاء علي مصر كركيزة لبناء الإمارة الإسلامية الكبري من اندونيسيا وماليزيا حتي المغرب وأفريقيا ومن أفغانستان وكازاخستان حتي الصومال ومالي ونيجيريا. ثالثا: أن ما يحدث هو رد فعل متوقع للعائدين من أفغانستان وأمراء الجهاد في الثمانينيات والتسعينيات وحاليا يجدون أرضا خصبه بدأت بفقر وجهل وفساد... ثم ثورة شعب... ثم انهيار وفوضي ودمار. رابعا: أن التيار الديني الوطني المصري- غير الدموي- قد ضل الطريق وبدلا من أن يقود المصريين مع كل الفصائل الوطنية ويحول مصر- ديمقراطيا- إلي ثورة بناء وتقدم، تنمية ورخاء، وحدة ومحبة... أصبح عنوانا للانهيار الاقتصادي والاجتماعي والسياسي ورمزا جديدا لديكتاتورية سياسية... وتحول للمزايدة وتغيير المواقف من أجل احكام السيطرة علي المؤسسات الوطنية وركائز الدولة... بل وطرد كل الفصائل والتيارات الوطنية الأخري. خامسا: أن ما يحدث هو نتيجة طبيعية لاعلام يساهم في تدمير الفكر الوطني يعمق الانقسام ويدمر الوحدة... إعلام تدخل فيه المال وسيطرة الجماعات الدينية وانزلق في تنافس إقليمي شرس لتدمير صورة مصر والمصريين... واتساءل كم من الوقت وكم من المال سنحتاجه لاعادة صورة مصر كأرض للسلام والأمان والمحبة. سادسا: أن ما يحدث هو نتيجة لوصول فكر القاعدة والجماعات الارهابية والجماعات الدينية المتشددة لأرض مصر... سابعا: أن ما يحدث هو نتيجة مباشرة للفراغ الأمني الكبير الذي ساهمت فيه- ولم تحاسب عليه- جماعات دينية معروفة ولم يعلن عنها للآن في هدم جهاز الأمن المصري وقتل أبنائه »شهداء الشرطة« في أقسام الشرطة وفي سجون مصر وفي الميادين المصرية. ثامنا: أن ما يحدث هو نتيجة وصول أصحاب الاعلام الأسود والسلفية المصرية المتطرفة إلي مشارف وزارة الدفاع المصري... وهدم المصريين من أبناء وطن وعروبة تنادي بقتل واسقاط رموز بطولة أكتوبر 3791... أن من يجرؤ علي مهاجمة وزارة الدفاع أو الدعوة لذلك لا يمت للوطنية المصرية بأي صلة. تاسعا: أن ما يحدث هو نتيجة مباشرة للتراخي في التعامل مع موجات العنف التي استغلت عباءة الثورة في أحداث طائفية أو مواجهات محمد محمود والداخلية أو حرق المجمع العلمي أو غيرها، عاشرا: انتشار تهريب السلاح من ليبيا والسودان وعبر سيناء... ويتساءل المصريون هل ستترك مصر للارهاب وأمراء الإرهاب ومخططات وجماعات الإرهاب... هل سيظل جيش مصر ينشد الحياد في محاربة قوي الظلام... وهل سيظل الأمن الوطني خائفا من الدفاع عن أمن المصريين... الثورة المصرية والقوي الوطنية »الحقيقية« بريئة من الدماء والعنف والارهاب... هي ثورة شعب وجيش.. ثورة كل مسلم ومسيحي.. هي ثورة كل المصريين.. هي ثورة بناء ومحبة.