سعىد إسماعىل في ريف مصر يقولون: »كان في قمقم وخرج«.. وفي بلاد الشام يقولون: »كان في جرة وطلع لبرة«.. والمعني واحد، ويقال لوصف الشخص الذي قضي معظم عمره مغمورا ومجهولا، ثم خرج فجأة إلي الناس، وراح »يجعجع«، بأعلي صوته ليلفت أنظارهم، ويقول لهم »أنا موجود«!! اثنان يذكراني الآن بالمقولتين السابقتين، أولهما هو المهندس خيرت الشاطر، نائب المرشد العام للإخوان المسلمين، المستبعد لأسباب قانونية عن سباق انتخابات رئاسة الجمهورية.. وثانيهما هو الدكتور محمد سعد الكتاتني، أستاذ النبات في كلية علوم جامعة الإسكندرية سابقا، ورئيس مجلس الشعب حاليا. وبصراحة أنا لم أكن أسمع عن الأول إلا نادرا عندما كان يصدر ضده حكم يؤدي به إلي السجن بعد إدانته في إحدي الجرائم الجنائية، أو عندما يتم الإفراج عنه لأسباب تتعلق بحالته الصحية.. أما الثاني فلم أسمع عنه إلا بعد أن تزعم النواب الإخوانيين في مجلس الشعب، الذين دخلوا المجلس عام »2005«، بصفتهم مستقلين!! المهم.. أن الأول يعتبر نفسه الآن زعيما، بعد أن »خرج من القمقم«، أو »طلع من الجرة«، وراح يصول ويجول، ويعقد المؤتمرات، ويتحدث في الندوات التي يقيمها أتباعه في عدد من جامعات المحافظات بقصد الدعاية ل»الدوبلير«.. ويعلن أنه يفضل تأجيل الدستور إلي ما بعد انتخابات الرئاسة.. ويقرر ضرورة إطلاع مجلس الشعب علي تفاصيل ميزانية القوات المسلحة!!.. وعلي فكرة هو ليس عضوا في مجلس الشعب!! والثاني أيضا قرر أن يكون زعيما.. وقد رأيته بشحمه ولحمه علي شاشة قناة »الجزيرة«، الفضائية القطرية لصاحبها الشيخ حمد بن خليفة.. وهو ينفي أن تكون شعبية الإخوان المسلمين قد تضاءلت.. ويطلب من المجلس العسكري إقالة الدكتور الجنزوري إذا لم يقدم استقالة حكومته قبل يوم الأحد المقبل.. ويطالب بعزل فضيلة شيخ الأزهر من منصبه باعتباره من الفلول!! ويا عيني عليك يا مصر!!