فاجأ الملك رمسيس الثاني روكا الحرامي برغبته في زيارة إحدي موائد الرحمن . انطلق بهما الميكروباص بصحبة الشيخ غريب ، وعندما وصلوا إلي ناصية إحدي الحواري التي توجد بها المائدة حاصرهم رجال الشرطة المدججون بالسلاح وأمروهم بالنزول والسير علي الأقدام في اتجاه الخرابة التي نصبت فيها خيمة المائدة. أثار انتباه الملك انتشار رجال الشرطة والحراسة الخاصة وطابور طويل من سيارات المرسيدس الفارهة ذات الستائر السوداء . قال الملك علي استحياء : لم يكن هناك داع لإبلاغ أجهزة الأمن بقدومي . تمتم الشيخ : أطيب ملك قابلته في حياتي ! علي باب الخرابة فحصوا الملك وروكا والشيخ بجهاز اليكتروني للتأكد من عدم وجود أسلحة بيضاء أو حمراء . وبعد ان اطلعوا علي بطاقة روكا الحرامي حيوه أجمل تحية . ثم اشار روكا إلي الملك والشيخ قائلا : »معايا« فسمحوا لهما بالدخول . داخل الخيمة جلس الملك ورفيقاه وسط حشد كبير من علية القوم يحيط بكل منهم مجموعة من الرجال يحملون أجهزة لاسلكية وتتدلي من آذانهم أسلاك . ثم انطلق مدفع الافطار ، وانطلقت معه مئات الأيدي في اتجاه واحد تقاتل بشراسة لاقتناص قطعة لحم من داخل أطباق الكوسة والملوخية ، ثم خيم الصمت إلا من أصوات أسنان تطحن بلا رحمة ، وحوارات مقتضبة مثل : - »اللحمة دي مستوردة .. ح أخرب بيته« . - »ناولني عودين الجرجير اللي علي شمال معاليك« . - »ابن الحرامية جايب لأسياده عيش مدعوم« . - »شد علي رجالتك يا دكتور وخليهم يراعوا ضميرهم في مراقبة المخابز. الرغيف يادوبك قطمة وماتلاقيهوش« . - »ملعون أبو الظروف« . - »الشوربة سايطة زي ما تكون شوربة ورق جرايد . الصبح ألاقي الملف الضريبي بتاع الحيوان ده علي مكتبي« . فيرد الواقف خلفه : »أوامر معاليك«. ثم انقطعت الكهرباء وساد الظلام . ولكن ضيوف الرحمن استخدموا البصيرة بدلامن البصر . الأيادي عرفت طريقها جيدا إلي مكان الخبز والسلطة والطبيخ دون أن تخطيء مكان أي طبق .. واستمر الطحن بلاتوقف . فجأة انطلق صوت غاضب بدد السكون : »ما تضرب تليفون لرجالتك يا باشا خليهم يرجَّعوا الكهربا . زلطت خيارة أتاريها قرن فلفل كافر شعلل نافوخي نار« . فيرد الباشا في عصبية: أنا ناقصك يا خويا ! سأل الملك روكا : هل يعاني أحفادي من مجاعة ؟ أجاب روكا : لأ .. معاييش ولاعة ! ولأن الكهرباء لن تعود قبل 3 ساعات وفقا للجدول الرمضاني لتوزيع النور ، فقد غادر الملك المائدة في الظلام. أما الضيوف فقد بقوا داخل الخيمة في انتظار توزيع وجبات السحور الجاهزة بعد صلاة التراويح . في الميكروباص قال الملك : فكرة موائد الرحمن جيدة وتدعم التكافل الاجتماعي . ليت كبار المسئولين من أحفادي يعرفون قيمة هذه الموائد . قال الشيخ للملك : عارفينها .. ومعاهم لستة بعناوينها !