من التفاهة والسذاجة والعبط ان يصدق احد جملة واحدة من تلك التي تطلقها المدفعية الثقيلة علي مواقع ومنتديات "المحظورة" علي شبكة الانترنت، او الجمل الصادرة عن تعاطي حبوب "الغلوشة" التي تمتلئ بها بعض الصحف والمجلات التي تجد هواها ومرادها في التمويل المشبوه والصفقات المريبة ، لتشويه مكانة وتاريخ الكاتب المبدع وحيد حامد الذي اصبح متهما بالعمل لحساب الامن، والنظام، قاصدا عن عمد واصرار وترصد تشويه حاضر وتاريخ "المحظورة" في مسلسل "الجماعة"، لقد بدأ التربص بوحيد حامد منذ 2006 عندما اعلن عن التحضير لكتابة المسلسل عقب الاستعراض الذي قدمه طلبة الاخوان بجامعة الازهر علي طريقة ميليشيات حماس، ومنها احس وحيد حامد الليبرالي - كما احس المجتمع - بحلقة جديدة من حلقات الخطر الذي اعلن عن نفسه، وكشف عن نواياه، واظهر ما تعانيه المؤسسات التعليمية من خلل، فقرر ان يتصدي بالابداع، والابداع وحده، الذي يستند فيه لواقع معاش ومصادرتاريخية موثقة، ليس لأنه يرغب في خدمة النظام، وليس لأنه مكلف من جهات الامن التي تتعامل مع هذا الملف، بل كان احساسا منه بدوره كمفكر ومثقف ومحقق ومبدع وفنان تصدي باعماله لكل صور الفساد التي تولد الارهاب، وكل صور توظيف الدين لاغراض سياسية. لهذا فالقاصي والداني يعلم علم اليقين أن وحيد حامد كاتب ليبرالي حر ، خاض حربا طويلة ضد الفساد بكافة اشكاله وألوانه وانواعه في اعماله السينمائية والتليفزيونية، ومنه الفساد المتمسح برداء الدين الساعي لاغراض مستترة، جسد ذلك في "طيور الظلام" من خلال المحامي الذي استغل فساد السلطة ، والعاهرة التي اصبحت من سيدات الاعمال، والمحامي الذي سقط في مصيدة جماعة اللحي الطويلة المتغلغلة لكسب ارض جديدة انتظارا لتحقيق الهدف المنشود باستغلال العواطف الدينية والمشاعر العقائدية، في "الارهاب والكباب" عزف علي نفس النغمة بتقسيمات اخري واتهم وقتها بأنه يقدم خدمة جليلة للأمن والنظام في حربه ضد التيارات المتشددة ، امر لا يعيب من يخشي علي الوطن، لكنه قراءة احادية ناقصة لم تر صورالانتقاد لضابط الامن "رمز السلطة " الذي يستغل المجند بمعاملة غير انسانية وقانونية تخلق في داخله ارهابياً، وصورالفساد الوظيفي، والتدين الظاهري الذي يعطل مصالح الناس، لا نريد ان نتطرق للمعالجات التي قدمها وحيد حامد في " العائلة "، و"معالي الوزير"، و"المنسي"، و"اللعب مع الكبار"، و"النوم في العسل" وغيرها من الاعمال التي تكشف عن المعارضة الساكنة في داخله ، وتنفي عنه التهم الكاذبة! وحيد حامد استند في مسلسله لمصادر مدونة علي تيتر ختام كل حلقة، فمتي سنتعامل بواقعية بعيدا عن اسلوب التخوين والتهديد والترويع؟ ليت "الجماعة " تواجه الرأي بالرأي والحجة بالحجة، خاصة وان بعض اقطابها اكدوا في تصريحاتهم المنشورة ان المسلسل سيأتي في النهاية بنتائج لصالحهم.. طب زعلانين ليه؟