»الصدفة البيضاء« تتلالأ من جديد في مارينا أهم وأشهر الموانئ الأثرية القديمة في مصر في العصرين اليوناني والروماني، و أول موقع أثري في الساحل الشمالي يتم إعداده وتجهيزه كمزار سياحي.علي مساحة 189 فدانا.. وهي من أكبر المواقع الأثرية بالساحل الشمالي والغنية بالعناصر المعمارية المختلفة من العصر الروماني.. ومارينا العلمين كانت تعرف قديما باسم »لوكاسيس« أي الصدفة البيضاء.. اما السر في ذلك فهو رمالها الناعمة البيضاء وكانت تعبد فيها أفروديت إلهة الجمال تظهر وهي خارجة من الصدفة البيضاء.. ولأهميتها الشديدة قرر المجلس الاعلي للآثار تطويرها وافتتاحها للجمهوركمتحف معماري مفتوح للسياحة علي ساحل البحر المتوسط.. وكان فاروق حسني وزير الثقافة اعلن أنه سيتم افتتاح مشروع تطوير منطقة أثار مارينا العلمين بالساحل الشمالي أمام الزائرين نهاراً وليلاً حيث سيتم إضاءة المنطقة الأثرية بأحدث التقنيات الحديثة المستخدمة لإظهار جمال وروعة المناظر المعمارية الأثرية التي تم اكتشافها وترميمها.. برسوم مخفضة للمصريين بقيمة خمسة جنيهات للفرد، وخصم50٪ت للطلبة من أجل تشجيع السياحة الداخلية.. وأوضح د. زاهي حواس أمين عام المجلس الأعلي للآثار أن المنطقة الأثرية تضم منطقة الفيلات الرومانية، والحمام الروماني، والسوق التجارية القديمة وبقايا الكنيسة والمقابر المكتشفة من العصرين اليوناني والروماني بالإضافة إلي الشوارع الأثرية والمسرح الروماني مشيرا الي انها المنطقة الوحيدة التي يسمح فيها بالزيارة ليلا بالوجه البحري وذلك في إطار سياسة المجلس الأعلي للآثار في الاهتمام بالمناطق الأثرية الممتدة علي شريط البحر المتوسط وإعدادها للزيارة.. وقال الدكتور محمد عبد المقصود رئيس الإدارة المركزية لآثار الوجه البحري في تصريحات خاصة »للاخبار« ان منطقة آثار مارينا العلمين تعود للعصر اليوناني الروماني حيث كانت تمثل ميناء هاما في الساحل الغربي للبحر المتوسط لتصدير الغلال والحبوب خاصة القمح إلي روما.. وقد تم الكشف عنها عام 1986 بطريق اسكندرية مطروح الساحلي اثناء انشاء قري مارينا السياحية.. وقد نفذ المجلس الأعلي للآثار خلال العشر سنوات الأخيرة عدة مشروعات و أعمال ترميم للعديد من المباني الأثرية و القطع الأثرية المكتشفة من نتاج حفائر منطقة آثار مارينا من خلال برنامج سنوي بالتعاون مع المعهد البولندي للآثار الشرقية بالقاهرة ومركز البحوث الأمريكي.. وقال د.عبد المقصود ان مدينة مارينا الاثرية علي درجة كبيرة من الرقي والتقدم من خلال مبانيها المعمارية ولكنها قد تعرضت قديما لزلزال مازلت اثاره موجودة حتي الآن كما استخدمت المنطقة كملجأ وثكنات للجنود اثناء الحرب العالمية الثانية.. لافتا الي ان مارينا تزخر بالعديد من الآثار الهامة المكتشفة منها عدد من المقابر المنحوتة في الصخر ومقابر فوق الأرض ومقابر هرمية وعدد 2 كنيسة بازيليكا ويعتبر هذا الطراز المعماري هو الأقدم في تخطيط الكنيسة المسيحية وهو طراز انتشر الي حد كبير في سائر انحاء العالم وتعود أصوله الاولي الي أنواع العمائر الرومانية القديمة التي كان يمثلها أساسا ساحة العدل عند الرومان حيث تعقد فيها المحكمة الرومانية. اما المنازل الرومانية التي عثر عليها فهي علي درجة كبيرة من التقدم والرقي وكانت مزودة بنظام لإمدادها بالمياه والصرف.. وغالبا ماكانت تتكون من طابقين حيث وجدت بقايا سلالم في بعض هذه المنازل.. وبوجه عام يشتمل المنزل الروماني علي مدخل يؤدي الي صالة وسطي ثم غرف النوم ومطبخ ومخازن.. وحجرات منفصلة أحيانا تخصص احداها لاستقبال الرجال واخري للسيدات. بينما تمثل الحمامات الرومانية دليلا علي الثراء والترف الذي شهده سكان هذا المكان حيث كانت تحتوي عادة علي غرف لتغيير الملابس وحفظها وغرف الحمام البارد واخري للحمام الدافئ.. وقد غطيت الجدران بالرخام ليصبح السطح مصقولا.. وكانت الحمامات مزودة بالمياه عن طريق قناة او فتحة متصلة ببئر أو صهريح.. ومن الجدير بالذكر انه توجد بقايا لهذه الغرف بالمدينة.