القمح تأثر انتاجه بموجات الجفاف اسواق القمح العالمية تترنح من موجة جفاف تضرب روسيا.. والآلاف من رؤوس الماشية تنفق جراء الحر في كنساس.. وافدنة لاتحصي من الاراضي المزروعة تغرقها الفيضانات في باكستان.. كل هذا ليس الا لمحة لما يمكن توقعه بينما يلاقي العالم صعوبة في مكافحة التغير المناخي. تتصاعد المخاوف بشأن تطرف المناخ الذي يضرب انظمة الغذاء العالمية هذا العام مازالت الحكومات بمنأي عن التوصل إلي اتفاق لمحاربة التغير المناخي. ومن المرجح مع تزايد مظاهر تطرف الأحوال المناخية حدوث حالة من الفوضي في الاسواق الزراعية قد تؤدي إلي اعمال شغب لعدم توافر الغذاء في دول فقيرة مثلما حدث عامي 7002 و8002 عندما بلغت اسعار الغذاء مستويات قياسية بسبب شدة المضاربة في السوق. ومع ذلك فإن المحادثات العالمية بشأن الحد من انبعاث الغازات المسببة لارتفاع درجات الحرارة في العالم تكاد تتوقف بعد فشل مجلس الشيوخ الامريكي في اقرار مشروع قانون يتعلق بالمناخ وعدم ممارسة ادارة الرئيس باراك اوباما ضغوطا في ذلك الاتجاه. ومع فشل الولاياتالمتحدة- أكبر مسبب لغازات الاحتباس الحراري في العالم بالنسبة للفرد- يزداد الانقسام بين الدول الغنية والفقيرة بشأن تحمل عبء التحرك حيال التغير المناخي. وقال الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الاسبوع الماضي »ربما لانستطيع التوصل لاتفاقية شاملة ملزمة في كانكون »في اشارة إلي المحادثات العالمية المقرر اجراؤها في المكسيك في نوفمبر. وزاد الشك في امكانية التوصل لاتفاقية بعدما لم تصل محادثات اجرتها الاممالمتحدة العام الماضي في كوبنهاجن إلي مستوي التوقعات. كما زاد ذلك الشك إثر رسائل بالبريد الالكتروني ارسلت لمركز للمناخ تابع للجامعة البريطانية اتهمت علماء كبارا- أخليت ساحتهم بعد ذلك- بالمبالغة في تصوير اثار التغير المناخي والشكوك المتعلقة بتقرير لجنة لعلم المناخ تابعة للامم المتحدة بعدما شمل توقعات مبالغا فيه بخصوص ذوبان نهر جليدي بالهيمالايا. في غضون ذلك تواصل درجات الحرارة العالمية ارتفاعها. وقال المركز القومي الامريكي للبيانات المناخية الشهر الماضي ان النصف الاول من هذا العام كان الاكثر حرارة علي مستوي العالم علي الاطلاق. وارتفعت اسعار القمح بنحو 07 في المائة منذ يونيو حزيران بعدما ضربت روسيا اسوأ موجة جفاف في 031 عاما ودفعت رئيس وزرائها فلاديمير بوتين إلي حظر صادرات القمح. والزراعة ليست سوي احدي ضحايا التطرف المناخي. لكن مع اعتماد المليارات من سكان العالم علي الحصول علي المنتجات الزراعية بشكل مستدام وبأسعار مناسبة تزيد فرص ان يصبح تطرف الاحوال المناخية مصدراً للصراع سريعا. وقال نيك روبنز المحلل ببنك اتش.إس.بي سي ومقره لندن في مذكرة للعملاء الاسبوع الماضي. ان التغير المناخي قد يخفض انتاج الحبوب في دول مجموعة العشرين بما يصل إلي 7.8 في المئة بحلول 0202 اذا لم يتخذ اجراء واضح حيال تطرف المناخ وارتفاع درجات الحرارة. واضاف انه في ظل النمو السكاني سينخفض انتاج الحبوب بالنسبة للفرد في مجموعة العشرين بما يتراوح بين 9.11 في المائة و1.61 في المئة بحلول 0202. وهناك مخاوف في الهند ودول اخري تعتمد بدرجة اكبر علي الارز من ان يؤدي ارتفاع درجات الحرارة إلي تراجع انتاجية المحاصيل. ولم يدرك كثيرون اثر تطرف الاحوال المناخية علي المحاصيل الا قريبا. فكثير من العلماء كانوا يتوقعون ان تساعد زيادة درجات الحرارة الدول في شمال الكرة الارضية علي انتاج مزيد من الغذاء. وعلي مدي عقود كانت دراسات العلماء لتأثير التغير المناخي علي المحاصيل تقتصر علي ارتفاع درجات الحرارة ومستويات ثاني اكسيد الكربون في الصوبات الزراعية ولم يأخذوا في اعتبارهم تأثير الفيضانات والجفاف أو انخفاض الانتاجية بسبب ارتفاع درجات الحرارة، وقال جوليدج »هناك قصور شديد لدي المجتمع العلمي. علم المناخ تقدم بطريقة مذهلة خلال تلك الفترة لكن هذه القضية لم يتم تناولها بالطريقة المناسبة«. واشنطن- رويترز