لا أحب ركوب السفن ولا اهوي السفر بالبحر وزادت حادثتا سالم اكسبريس والسلام 89 اللتين غرقتا بسبب الاهمال من هذا الشعور لدي، فقد كنت بحكم عملي قريبا جدا من احداثهما وشاهدت علي الطبيعة من موقع الاحداث حجم وصورة المأساة بالتفصيل. كنت اظن وغيري من المصريين الغيورين علي مصر ان درس العبّارتين اللتين راح ضحيتهما العشرات بل المئات من اهالينا الغلابة سيكون عبرة لنا وللمسئولين عن هذا القطاع الذي يخدم في أهم مسئولياته نقل المعتمرين وهم بالآلاف ومجموعات في الحجاج رأت وزارة الداخلية والحمد لله هذا العام ان تقوم بنقلهم عن طريق الطائرات بدلا من العبّارات التي ما يمر يوم الا ونسمع ان احداهما خرجت من الخدمة او كادت تتسبب في كارثة وكان اخرها ما تعرضت له العّبارة الرياض منذ فترة قصيرة عند عودتها من ميناء ينبع السعودي الي ميناء سفاجا المصري ولولا ستر ربنا وسرعة التصرف لوقعت الواقعة. لا ادري هل ما تطالب به الجماهير والناس لا يلقي استحسان المسئولين ام انهم يشعرون أنه لا محاسبة في هذا القطاع ويطبقون ما يمكن أن يطلق عليه افعل ما تريد فلامجال للمحاسبة. اذكر انه بعد حادث العبّارة السلام التي راح ضحيتها اكثر من 0041 مصري طالبت لجان التحقيق التي شكلت عن طريق النيابة او لجان تقصي الحقائق بمجلس الشعب التي ترأسها الفاضل الكريم الطيار حمدي الطحان رئيس لجنة النقل والمواصلات بالمجلس ان طالبت بتطوير وتغيير نظم المراقبة وتوفير شروط السلامة البحرية لتلك العّبارات خاصة ان اللجان اثبتت ان تلك الشروط لم تكن ابدا متوافرة في الحادثتين علي العبّاراتين سواء السلام أو سالم اكسبريس. فلا نحن تعلمنا الدرس ولا نحن اخذنا الاحتياطات اللازمة لمنع وقوع حوادث جديدة للدرجة التي جعلت كما نشرت الصحف المهندس علاء فهمي وزير النقل للمطالبة بضرورة تطوير شامل لهيئة السلامة بتحديث أجهزتها لمراقبة السفن والتأكد من توفير شروط السلامة قبل اعطائها التصاريح بالابحار. الوزير قطعا لديه من التقارير السابقة ما يجعله يطالب بأن نتعامل مع حركة السفن الناقلة للركاب ممثلة في العبّارات باساليب العصر الحديث خاصة فيما يتعلق باستخدام الاقمار الصناعية في مراقبة الحركة والسير في أعالي البحار والاساليب والخرائط الملاحية بما يحقق اعلي معدلات الامان والسلامة للبواخر والعبّارات. الحقيقة تقول ان هناك قرارا وزاريا صدر منذ عام 7002 بتنفيذ مشروع لمتابعة مسارات السفن عبر أجهزة الكمبيوتر وباستخدام الاقمار الصناعية الا ان هذا النظام لا يزال عاجزا لم يتم تنفيذه ولازلنا نتعامل مع السفن بنظام الاتصالات اللاسلكية. اتمني ان نعود لتقرير الطيار حمدي الطحان بعد حادث العبّارة السلام ونقرأه جيدا لنحدد أين الخلل فيما يتعلق بكيفية توافر شروط السلامة البحرية وكيفية اجراء التفتيشات علي السفن والعبّارات واتساءل ومعي الملايين ألم نتعلم الدرس ألم نطالب بتطوير هيئة السلامة البحرية وتوفير شروط الأمان لها وتوفير احدث المعدات لاداء عملها بعد ان ثبت انها بمجاملاتها كانت احد اسباب كارثة العبّارة وموت اكثر من 0041 مصري في عرض البحر دون ان يجدوا وسيلة للانقاذ. اذا لم نكن فعلنا ذلك فتوقعوا كارثة جديدة قريبا. SHALASH_OSAMA@ HOTMAIL.COM